أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

مع بداية العام الجديد

فرسان الكاميرا والقلم.. شهيد صحفي كل 24 ساعة في غزة

فرسان الكاميرا والقلم.. شهيد صحفي كل 24 ساعة في غزة
فرسان الكاميرا والقلم.. شهيد صحفي كل 24 ساعة في غزة

الرسالة نت

في بداية عام 2025، لا تزال (إسرائيل) تستهدف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار عدوانها المستمر، مما يجعل مهنة الصحافة في القطاع واحدة من أكثر المهن خطورة في العالم. مع كل يوم جديد من هذا العام، يُفتتح سجل الدم بشهيد صحفي جديد، في صورة قاتمة تعكس انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية الإعلام.

وقال مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ العام الجديد بقتل صحفي كل 24 ساعة في غزة. ومن بين هؤلاء، استشهدت المصورة الشابة أريج شاهين في قصف استهدف مخيم النصيرات وسط القطاع. وقبلها، قُتل المصور الصحفي عمر صلاح الديراوي في غارة استهدفت منزله في الزوايدة، ليُقتل مع والديه، بينما استشهد الصحفي حسن القيشاوي في قصف طال منزله في مدينة غزة.

صمت دولي مريب ودعم مطلق للاحتلال

مركز حماية الصحفيين أدان هذه الجرائم البشعة التي تأتي في ظل صمت دولي مريب ودعم أمريكي مطلق لحكومة الاحتلال. وأكد المركز أنَّ هذا الصمت يشجع إسرائيل على مواصلة جرائمها بحق الصحفيين الفلسطينيين والمدنيين عمومًا.
وأضاف المركز: "فشل المجتمع الدولي في حماية الصحفيين يُضعف مصداقيته، ويقوض الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان".

وطالب المركز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق الفوري في هذه الجرائم، وملاحقة مرتكبيها أمام العدالة الدولية، مؤكدًا أن الصحافة ليست جريمة وأن استهداف الصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

إحصائيات مفزعة

فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشهداء من الصحفيين والإعلاميين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بلغ 202 صحفي وصحفية. 
وأكد المكتب أن هذه الأرقام تعكس تصاعد استهداف الاحتلال للإعلاميين الفلسطينيين، ما يضع مسؤولية كبرى على المنظمات الدولية الصحفية لردع هذه الجرائم.

ودعا المكتب الإعلامي جميع النقابات والاتحادات الصحفية في العالم إلى اتخاذ موقف واضح لإدانة هذه الجرائم، وممارسة الضغط على الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين، وحمايتهم أثناء تأدية واجبهم المهني.

هذه الجرائم ليست مجرد أرقام؛ إنها قصص لأشخاص كرّسوا حياتهم لنقل الحقيقة وسط ركام الحرب والنار، ليتحولوا إلى أهداف مباشرة في حرب الاحتلال ضد الإعلام الفلسطيني.

كانت أريج شاهين، المصورة الشابة، مثالًا حيًا على شجاعة الإعلاميين في غزة. في وسط القصف والانفجارات، كانت شاهين تسعى لنقل الحقيقة للعالم، لكن عدستها سقطت للأبد في قصف استهدف مخيم النصيرات. قصتها ليست استثناءً، بل تجسيدًا لمعاناة الصحفيين في غزة الذين يواجهون الموت يوميًا لأداء عملهم.

بينما استشهد الصحفي والمصور عمر الديراوي مع والديه في قصف استهدف منزله بمنطقة الزوايدة. كان الديراوي يعمل مع وكالات أنباء دولية لنقل معاناة أهالي غزة للعالم، قبل أن ينضم لقائمة شهداء الصحافة.

رغم الاستهداف الممنهج، تبقى رسالة الصحفيين الفلسطينيين واضحة: "الصحافة ليست جريمة، ونقل الحقيقة واجب". من خلال كاميراتهم وأقلامهم، يُثبت الصحفيون الفلسطينيون أن الحروب لا تستطيع إسكات الحقيقة، وأن أصواتهم ستظل شاهدة على جرائم الاحتلال مهما كانت التكلفة

البث المباشر