قائد الطوفان قائد الطوفان

القيادة الثالثة منذ حزيران 2007

لتغييرها..هل فقدت قيادة فتح في غزة صلاحيتها.؟

فايز أيوب الشيخ

حالة من الاضطراب، تعيشها حركة فتح في اختيار قيادة جديدة لها في قطاع غزة، خلفا للقيادة التي حلت قبل أيام، بسبب فشلها في إدارة عمل أطر التنظيم في الفترة الماضية، حسب ما كشفت مصادر قيادية مطلعة.

وتبحث اللجنة المركزية لحركة فتح-حسب القدس العربي- منذ أيام تشكيل هيكلية قيادة تنظيم فتح الجديدة في قطاع غزة، ضمن بنك أسماء يشمل أعضاء من ثوري فتح ونوابها في التشريعي.

ولاحظ مراقبون أن قيادة التنظيم السابقة في غزة لم يطرح منها في القيادة الجديدة سوى عبد الله أبو سمهدانة عضو المجلس الثوري، في حين ستتم إضافة أعضاء بارزين عملوا في قيادة فتح في حقب سابقة في غزة أبرزهم إبراهيم أبو النجا عضو الثوري السابق.

استمرار لعمل "اللجنة المطلبية"

واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أن ما تقوم به حركته على صعيد البحث عن قيادة تنظيمية في قطاع غزة "ليس تغييراً للقيادة وإنما استمراراً لعمل اللجنة التي طرأ عليها تعديلات"، في إشارة إلى ما يسمى "اللجنة المطلبية" الفتحاوية التي  قدمت استقالتها مؤخراً، وأوضح أن هناك "إطارا قياديا فتحاويا" في قطاع غزة جرت عليه تعديلات، مستدركا بالقول "أن الأمر متروك للكادر الفتحاوي في غزة لاختيار قيادته".

وكان أعضاء "اللجنة المطلبية" التي تم تشكيلها بقرار من "سلام فياض" بتاريخ 29/12/2009 قدموا "استقالة جماعية" من مناصبهم في اللجنة المنوط  بها رعاية مصالح الفتحاويين في غزة، حيث لم تحقق شيئاً على كافة الأصعدة المهمة لحركة فتح!

و نوه زكي في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أن المرجعية في الإعلان عن قيادة فتح الجديدة في غزة هي مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة للحركة في الضفة الغربية حيث تضم مفوضا للإشراف على احتياجات الكادر الفتحاوي في غزة.

وأشار زكي إلى أن "تغيير القيادة الفتحاوية " لا ينطبق على قيادة الضفة والخارج على اعتبار "أن العمل الفتحاوي في الضفة والخارج منتظم بحكم أنه ليس محظوراً فيه وجود حركة فتح في الضفة والخارج كما في غزة، وبالتالي العمل في غزة استثنائي ويختلف عن العمل في الضفة والخارج"، على حد زعمه.

وفي معرض رده على الاتهامات التي وجهوها لقيادة فتح في غزة بفشلها في إحداث تغيير على الوضع القائم في غزة، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "إن هذا ليس ذنبهم، لأن مسألة القيام بأي عمل في غزة ليس قرارهم وإنما قرار القيادة الفتحاوية(..).

وأضاف: نحن في القيادة الفتحاوية لا جرأة لنا على الدم الفلسطيني ولا يجوز أن نُسهم في إرباك الساحة الفلسطينية أكثر، ولم يسجل أننا أخذنا قراراً برد فعل أو مواجهة مع حركة حماس لأننا حريصون على الدم الفلسطيني و أي صراع يعتبره شعبنا يُدمي الفريقين دون أي نتائج لأحد".

غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وقيادات أخرى في الحركة كانوا هددوا في أكثر من مرة باستعادة قطاع غزة بالقوة واتباع استراتيجيات أخرى في التعامل مع حركة حماس إذا فشل الحوار، كما يزعمون.

ولكن زكي قال: "نحن لدينا طريق واحد وهو الحوار ونعتبر أن حركة حماس فصيل أساسي لا يجوز أن نفكر يوماً في هدر دمها .. ومن هنا نحن صبرنا أربع سنوات دون أن نُحدث أي اهتزازات أو مواجهات، لأنه ليست بطولة أو انتصار أن ننتصر على حركة حماس ".

وفي سياق ذي صلة، ألمح زكي إلى أنه من المؤيدين لـ"مبادرة فياض" الأخيرة الداعية إلى حكومة وحدة بين الضفة وغزة يبقى بموجبها الأمن في غزة بيد حركة حماس فقال" أرى أن فياض أو غيره من الشخصيات المستقلة أو أية جهة تستطيع أن تخترق هذا الصمت من الانقسام وتجعل من الوحدة أولوية في ظل المتغيرات المذهلة في المنطقة "أرى أنه دور مهم وينتمي إلى المصالح العليا للشعب الفلسطيني".

لا دواع داخلية!

وهذه هي القيادة الثالثة لفتح التي تشكلها الحركة منذ أحداث شهر حزيران (يونيو) من العام 2007، وسبقتها قيادة شكلت بعد المؤتمر السادس للحركة الذي عقد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية شهر آب (أغسطس) من العام 2009، وكان يرأسها صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية،  ويشرف على إدارتها في القطاع عبد الله أبو سمهدانة عضو المجلس الثوري.

من ناحيته، اعتبر النائب عن حركة فتح أشرف جمعة، أن أي تغيير للقيادة الفتحاوية  في قطاع غزة بمثابة "داع ايجابي لضخ وجه ونوع ولون جديد لغزة لكي تتعايش مع الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني و تعيشها المنطقة العربية بأسرها"، نافياً وجود "دواع داخلية" أخرى غير الذي ذكرها.

ورفض جمعة الإفصاح لـ"الرسالة نت" عن أسماء القيادة الجديدة لحركته في قطاع غزة، في حين ذكرت "القدس العربي" أن من بين الأسماء الجديدة المطروحة لتولي مناصب قيادية في الحركة هشام عبد الرازق، الذي عمل سابقاً في قيادة فتح بغزة، وآمال حمد، وأبو جودة النحال، وعبد الحميد المصري وجميعهم أعضاء في المجلس الثوري، إضافة إلى أعضاء التشريعي أشرف جمعة، وفيصل أبو شهلا، ورجائي بركة.

كما أعرب جمعة عن عدم تخليه عن مسئوليته بأن يكون جندياً في حركته تعقيبا على تداول اسمه عبر وسائل الإعلام ضمن الأسماء المطروحة لتولي منصب في القيادة الفتحاوية الجديدة لغزة، مستدركا بالقول "أرى أنه من الأفضل أن تكون هناك قيادة فتحاوية غيرنا من الذين لا يحملون مناصب في الحركة، ويستطيعون بذلك أن يؤدوا واجبهم بفاعلية أكثر وحتى يكون دورهم في اتجاه واحد وهو خدمة الحركة والتنظيم". وأضاف "أنا مع إيجاد قيادة فتحاوية وجوه جديدة، يقوم كل واحد منهم بخدمة الحركة كلٌ في مجاله.. وهذا رأيي منذ المؤتمر السادس للحركة" ، على حد تعبيره.

وحول ما إذا كان التغيير على قيادة فتح سيطال الضفة والخارج قال جمعة" إن غزة لها ظروف تختلف عن كافة الأراضي الفلسطينية والشتات" ، معرباً عن أمله أن يكون التغيير في قيادة غزة لصالح إعادة بناء هيكل فتح على أسس سليمة.

حالة أزمة واضطرابات

وفي نظرة تحليلية للتغيير الفتحاوي المزعوم على مستوى قيادتها في غزة، يرى المستشار السياسي لرئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقة، "إنه تعبير عن حالة الأزمة التي تعيشها حركة فتح في محاولة لإيجاد مخرج لأزماتها المتعددة".

وذكر لـ"الرسالة نت" أن أشياءً كثيرة خلقت اضطرابات لدى حركة فتح ومنها التغييرات الإقليمية التي حصلت مؤخراً والضغوطات المتوالية من حركة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج الداعية إلى ضرورة التوقف عن المفاوضات والتنازلات عن الثوابت، مشيراً إلى أن ما يجعل حركة فتح-حسب رزقة-مضطربة أكثر هو الخلاف الداخلي والنزاع بين قادتها و"سلام فياض" حول التشكيل الوزاري الجديد لحكومتهم غير الشرعية.

وأضاف: "مجمل حركة فتح يشعر بحالة الأزمة سواء في الضفة أو غزة أو الخارج ويعاني من اضطراب، وهذا واضح من التصريحات الإعلامية المختلفة التي تصدر عن القادة الفتحاويين(..) مؤكدا أن معظم قادة السلطة ممثلة بعباس وشعث وعريقات يعبرون عن حالة الأزمة والاضطراب بعد الحدثين الكبيرين: أولهما الوثائق التي كشفت عنها الجزيرة مؤخراً، وثانيهما سقوط النظام المصري وتداعيات هذا السقوط على مجمل الحركة الفتحاوية التي راهنت على علاقاتها المحلية مع الفصائل الفلسطينية.

وتابع "بانهيار النظام المصري فقدت حركة فتح نقطة التأثير في السياسة المحلية الفلسطينية، إضافة إلى فقدانها التأثير في السياسة الإقليمية ،وهناك ضعف كبير تعاني منه فتح بسبب غياب نظام مبارك".

كما يرى رزقة أنه لا يوجد ما يمكن تسميته قيادة فتحاوية في غز ، وإنما هناك أفراداً كانوا في السابق جزء من الحركة، ولا يحملون الآن عنواناً واضحاً يمكن التوجه له والتباحث معه، لافتاً أن منهم من عبروا عن رفضهم لكثير من سياسات "محمود عباس" في الضفة الغربية واستقالوا من مواقعهم .

تجدر الإشارة إلى أن "اللجنة المركزية لفتح" تناقش عدة مقترحات بشأن قيادة فتح الجديدة في غزة، منها أن توكل عملية الإشراف عليها لأحد أعضاء المركزية المتواجدين في الضفة الغربية، أو أن تتبع محمود العالول مفوض التعبئة والتنظيم لفتح في الضفة الغربية، أو أن تخضع مباشرة لإدارة أبو ماهر غنيم أمين سر الحركة، والمشرف على مفوضيات التعبئة والتنظيم.

البث المباشر