أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

كانوا يوزعون الخير على اللاجئين... هكذا اغتال الاحتلال تسعة من عمال الإغاثة

كانوا يوزعون الخير على اللاجئين... هكذا اغتال الاحتلال تسعة من عمال الإغاثة
كانوا يوزعون الخير على اللاجئين... هكذا اغتال الاحتلال تسعة من عمال الإغاثة

الرسالة نت


استهداف ممنهج ضد العاملين في مجال الإغاثة والصحافة في قطاع غزة، وليست هذه هي المرة الأولى، بل شهد القطاع على مدار حرب الإبادة استهداف صانعي وموزعي الطعام حتى وصل عدد من قتلتهم أكثر من 300 من عمال الإغاثة. هذا علاوة على إعاقة العمل والتنسيق لعمليات الإغاثة.

واليوم كرر المشهد، مشهد القتل لفريق كامل، كانوا 9، عمال خير، يقدمون زهيد ما يحصلون عليه من مساعدات إلى شمال قطاع غزة، اجتمعوا ليعملوا على فعل الخير معًا، في طريقهم يسيرون، يركبون سيارتين متتابعتين، حينما قصفتهم طائرات الاحتلال فاستشهدوا جميعًا.

في جريمة وحشية جديدة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، مجزرة مروعة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين، تضم فريق عمل خيري، كان يقوم بأعمال إنسانية في مراكز الإيواء والنزوح خلال شهر رمضان المبارك. وقد أسفر الهجوم عن استشهاد 9 من المواطنين، بينهم صحافيان، الذين كانوا يقومون بواجبهم الإنساني في ظروف مأساوية.

أم في باحة المستشفى تطلق صرخة "حسبي الله ونعم الوكيل" حيث الرسائل لا توجه إلا لله في ظل صمت العالم وتواطئه على قتل غزة منذ عام ونصف العام ولا يتحرك ساكن لمشهد الدماء.

معظم هذه العائلات جاء هذا الفقد ليكون الثاني في حياتهم، بعد أن ظنوا أن الهدنة تسير حسب المتفق، ورغم أنهم يعلمون تمامًا أن الاحتلال لا يحترم اتفاقيات موقعة، ولا وسطاء، ولا ضمانات له في هذا العالم الظالم.

بلال مطير الذي تناقل أصدقاؤه فيديو مسجل له وهو يسير على دراجته ويقول: "الحياة بيد الله وحده، ولو بقيت هذه الحرب ألف عام وقدر الله لك أن تبقى على قيد الحياة ستبقى، ولو كتب لها أن تنتهي بعد دقيقة من الآن وقدر لك أن تموت فستموت" ثم استشهد بلال اليوم، وهو الذي سجل رسالة رضاه عن أقدار الله دون خوف أو وجل وانتقل إلى رحمة الله هادئًا.

كتب بلال على صفحته رسالته الأخيرة: "ربي... أرزقني حلو الحياة، وجمال الحظ، وسعة الرزق، وراحة البال، واكتب لي ما تمنيت"، وكأنه كان يرسم النهاية التي تمناها.

محمود سليم المصور الصحافي من شمال قطاع غزة رافق زميله في الرحلة الأخيرة نحو دار الحق، وكان الفقد الثاني للعائلة المكلومة مسبقًا، فقد رحل لاحقًا بأخيه الشهيد مصباح سليم، وكأنه كان يعلم ويخطط لهذا الرحيل، فقد كتب على صفحته رسالة شوق قال فيها: "ربي إني مسني الشوق وأنت جامع المحبين".

وكان لعائلة السراج فقد جديد في هذه المجزرة فقد ودعت نجلها الثاني محمود السراج ملتحقًا بأخيه رشدي السراج الذي استشهد في بداية هذه المحرقة.

غضب وحزن مختلطان، وزعا على أهالي قطاع غزة في هذا الصباح الذي يصادف منتصف شهر رمضان الفضيل، حيث كل المناسبات فيها متسع للأحزان في غزة، وقد استنكرت جهات كثيرة.

ففي تصريح له، أشار الدكتور إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي في قطاع غزة إلى أن القصف المدفعي المباشر، تلاه قصف جوي وحشي في منطقة بيت لاهيا، والذي أسفر عن استشهاد 9 أفراد من العاملين في المؤسسة الخيرية.

وأضاف الثوابتة: "هؤلاء كانوا يعملون في ظروف إنسانية صعبة، وأدى الهجوم إلى فقدانهم لحياتهم في لحظة قسوة، مما يعكس تصعيدًا غير مبرر في عدوان الاحتلال ضد الأبرياء، وتجاهلًا تامًا لحقوق الإنسان".

وأكد الثوابتة أن هذه الجريمة النكراء لن تمر دون محاسبة، داعيًا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، والوسطاء إلى التدخل الفوري واتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الانتهاكات الفاضحة، مطالبًا بتحقيق دولي محايد وشفاف في هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وتقديم قادة الاحتلال إلى العدالة.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 19 شهيدًا إلى مستشفيات القطاع، بينهم 12 شهيدًا تم انتشالهم و7 جدد. كما أفادت الوزارة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث بلغ عدد الشهداء 48,543 شهيدًا، بينما بلغت الإصابات 111,981 حالة.

البث المباشر