أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

نقص الأدوية في غزة.. معركة يومية بين الحياة والموت

غزة _ خاص الرسالة نت 

مع استمرار إغلاق معابر القطاع في وجه المساعدات والاحتياجات الملحّة للسكان، تعاني مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في قطاع غزة من نقص حاد في أدوية الأمراض المزمنة، ما يهدد حياة آلاف المرضى.

ففي مشهد يتكرر يوميًا داخل أروقة المستشفيات في قطاع غزة، يجلس آلاف المرضى بأعين معلّقة على أبواب الصيدليات الفارغة، وقلوب متعبة من الانتظار. فالأدوية الأساسية لعلاج الأمراض المزمنة باتت عملة نادرة في قطاع صحي يعاني من شلل شبه كامل.

وللشهر الثاني على التوالي، حصلت أم بلال على كمية مقلصة من دوائها المخصص لارتفاع ضغط الدم، مبينةً أنها تحتاج إلى أكثر من زيارة للعيادة الطبية للحصول على كمية قليلة من الدواء لا تكفي لنصف حاجتها الشهرية.

وتخشى أم بلال، البالغة من العمر ستين عامًا، من تدهور وضعها الصحي، خصوصًا مع استمرار القصف والعدوان والتوتر على مدار اليوم، وغياب الأطعمة الصحية، واعتمادها بشكل كامل على المعلبات التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم لديها.

في المقابل، يروي المواطن أبو محمد (64 عامًا) معاناته مع مرض القلب، قائلاً: "أحتاج إلى دواء يومي لتنظيم دقات القلب، لكنه غير متوفر منذ أكثر من شهر. أشعر بالخوف كل يوم من أن تتدهور حالتي الصحية".

ويضيف أبو محمد: "على مدار أكثر من عام، لم أحصل على جرعات دوائي اللازمة بالقدر الكافي"، لافتًا إلى أن نقص الغذاء الصحي والظروف الصعبة بسبب الحرب أثّرا على وضعه الصحي والنفسي.

واضطر بعض المرضى إلى اللجوء للطب البديل واستخدام الأعشاب كحلٍّ مؤقت، في محاولة للتعامل مع النقص الحاد في الأدوية. ومع ذلك، فإن هذا الحل لا يعوّض الحاجة الملحّة للأدوية الأساسية، مما يزيد من المخاطر الصحية على المرضى.

وتطال الأزمة الصحية الأطفال أيضًا، خاصة مرضى الثلاسيميا الذين يحتاجون إلى نقل دم وأدوية منتظمة. وتقول السيدة نسرين، والدة طفل مصاب بالمرض: "ابني يحتاج إلى دواء بشكل دائم، وقد أخبرونا أنه غير متوفر منذ أكثر من شهرين. كيف يمكن لطفل مريض بمرض مزمن أن يعيش بلا دواء؟"

وذكرت وزارة الصحة أن نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وصلت إلى مستويات خطيرة، حيث بلغ العجز في قائمة الأدوية الأساسية 37%، بينما بلغت نسبة العجز في المستهلكات الطبية 59%، ما يعني أن هناك أزمة حقيقية.

وأشارت الوزارة، في بيان صدر عنها، إلى أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعمل حاليًا ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية والمهام الطبية المنقذة للحياة، ما يهدد القدرة على الاستجابة السريعة وإنقاذ حياة الجرحى والمرضى في ظل العدوان المتواصل.

وقالت الوزارة إن أكثر من 80 ألف مريض بالسكري، و110 آلاف مريض بضغط الدم، لا تتوفر لهم الأدوية اللازمة في مراكز الرعاية الأولية، بينما وصلت نسبة العجز في أدوية السرطان وأمراض الدم إلى 54%.

ويُشار إلى أن نحو 350 ألف مريض من المصابين بالأمراض المزمنة يواجهون خطر الموت في قطاع غزة، بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية الخاصة بهم، وتدمير مراكز الرعاية الأولية.

`
البث المباشر