الشَّرْعُ يَأْبَىْ أَنْ نُهِيْنَ صَغِيْرَا

شعر /شحدة سعيد البهبهاني

أَمْضَيتُ عُمْرِيَ للصِّغَارِ  سَفِيرَا          وَلِهَدِّي مَنْ بَعَثَ الرَّسُولَ نَصِيرَا

خَرَجَ الصَّغِيرُ  لِدَرْسِهِ مُتَشَوِّقَـاً          حَمَلَ الْحَقِيْبَةَ بَهْجَـةً  وَسُرُورَا

عَـادَ الصَّغِيْرُ إِليَّ يَبْكِي حُرْقَـةً            مَا بَالُ طِفْلِيَ عَادَ لِي مَكْسُورَا؟

قَـاْلَ الْمُعَلِّـمُ هَزَّنِيْ وَلَوَى يَدِيْ            وَانْهَـاْلَ ضَرْبَاً مُؤْلِمَاً وَعَسِيرَا

وَاسْتَاْقَنِي نَحْـَو الْـمُدِيْرِ  لأَنَّنِي            أَعْـلَمْتُهُ أَنِّـيْ ظُلِـمْتُ كَثِيرَا

فَسَأَلْتُهُ إِنْ كَـاْنَ  قَصَّرَ أَوْ لَغَـاْ            أَوْ سَاْءَ قَـوْلاً أَوْ أَثَاْرَ  صَفِيرَا

فَـأَجَاْبَنِيْ أَنِّيْ  وَقَـفْتُ لِبُرْهَـةٍ  مَاْ عُدُّتُ أَحْتَمِلُ الْجُلُوْسَ أَسِيرَا

حَـمَّلْتُـهُ  بِرِسَاْلَـةٍ   لِـمُدِيرِهِ   وَلِـمَنْ تَوَلَّى  ضَرْبَهُ مَشْكُورَا

أَنَّ الطُّفُـوْلَةَ رَوْعَـةٌ وَوَدَاْعَـةٌ            كَالـطِّيْرِ تَشْدُو  شَدْوهَاْ تَعْبِيْرَا

الطِّفِـلُ يَشْعُرُ أَنَّ غُرْفَـةَ  صَفِّهِ            كَالسِّجْنِ بَاْتَتْ لا  تُثِيرُ سُرُورَا

وَكَـذَا الْعُلُوْمُ وَقَدْ تَكَـاْثَر حَمْلُهَا           أَضْحَىْ يَرَىْ فِيْ فِهْمِهَاْ تَعْسِيرَا

فَـإِذَا  أُحِيـطَ  بِغُرْفَةٍ وَمَقَـاْعِدٍ جَعَـلَتْهُ كَالطِّيْرِ الْحَزِينِ أَسِيْرَا

لَـيْسَ الْمُعَلِّـمُ مَنْ  يَثُورُ لِـزَلَّةٍ الـرُّشْدُ يَأْبَىْ أَنْ تُهِينَ صَغِيرَا

لَـيْسَ الْمُعَلِّمُ مَنْ يُؤَدِّبُ  بِالْعَصَاْ          أَضْحَى الْمُعَلِّمُ مُرْشِدَاً وَصَبُورَا

وَالضَّرْبُ لَيْسَ  وَسِيْلَـةً لِمُؤَدِّبٍ          ارْفِقْ   بِطِفْلِي وَاحْذَرِ التَّكْسِيرَا

إِلا لِـفَرْضٍ كَالصَّلاةِ وَنَحْوِهَـا فَاضْرِبْهُ ضَرْباً لا يَكُونُ عَسِيرَا

إِنَّ الصَّغِيـَر إِذَا أُهِينَ  لِسَاْعَـةٍ           عَشِقَ الْهَوَانَ وَقَـدْ  يُذَلُّ كَبِيرَا

اتْرُكُّهُ يَمْرَحُ فِي عَطَـاْءِكَ بَاْسِمَاً         وَاجْعَلْ صَغِيرِي طَاْئِرَاً لِيَطِيرَا

اتْرُكْ صَغِيرِي تَحْتَوِيـهِ  حَدِيْقةٌ            يَلْهُو بِزَهْرِكَ فَرْحَـةً وَسُرُورَا

اجْعَلْ سِلاحَـكَ لِلصَّغِيرِ  مَحَبَّةً            بِالْـحُبِّ تَبْنِي لِلصَّغِيرِ قُصُورَا

مَـا عَـاْدَ يَنْفَعُ أَنْ  نَلُوْمَ  مُعَلِّمَاً           أَضْحَى الطَّرِيقُ إِلى الصَّلاحِ عَسِيرَا

الـطِّفْلُ يَبْكِي وَالْمُعَلِّـمُ  يَشْتَكِي            مِنْ سُوْءِ أَخْلاقِ الصِّغَاْرِ كَثِيرَا

لَكِنَّنِيْ  أَرْجُو  رَجَـاْءً  مُخْلِصَاً مِنْ كُلِّ مَنْ وَلِيَ الأُمُوْرَ بَصِيرَا

مِنْ  كُلِّ  دَاعِيةٍ  يُبَشُّرُ  بِالْهُدَى          كُنْ  كَالرَّسُولِ مُرَبِيـاً وَنَصِيرَا

لا تَتْرُكُوْا أَطْفَاْلَنَـاْ نَهْبَاً لِـمَنْ   رَفَعُوا السِّيَاطَ لِمَنْ أَسَاءَ صَغِيرَا

لا تَتْرُكُوا أَطْفَاْلَنَـاْ نَهْبَاً لِـمَنْ   لَـمْ يَرْحَمُوا طِفْلاً فَعَاْدَ  كَسِيرَا

لا تَتْرُكُوا أَطْفَاْلَنَـاْ نَهْبَاً لِـمَنْ   حَرَفُوا الْمَنَاهِجَ نَصَّرُوا تَنْصِيرَا

جَهِلُوا الأُمُوْرَ وَلَمْ يُرَاْعُوْا سُنَّهً          قَدْ سَنَّهَا الْهَاْدِي الْـبَشِيْرُ بَشِيْرَا

أَيْنَ الْمُرُوْءَةُ وَالسَّمَاْحَةُ وَالنَّدَىْ         الشَّرْعُ يَـأْبَى أَنْ نُهِيْنَ صَغِيرَا

وَتَذَكَّرُوْا  فِعْلَ الرَّسُوْلِ  مُحَمَّدٍ            كُوْنُـوْا  هُدَاْةً وَاتْرُكُوا التَّنْفِيْرَا

 

 

 

 

البث المباشر