قائد الطوفان قائد الطوفان

فلسطيني يدفع ثمن انتمائه السياسي سجيناً

اعتقالات سلطة فتح لابناء الحركة الاسلامية
اعتقالات سلطة فتح لابناء الحركة الاسلامية

رام الله- الرسالة نت

لم يكن ابن ترقوميا سامر المصري يتخيل أن ضريبة باهظة بانتظاره، لا لذنب اقترفه سوى قراره الالتحاق بجامعة بيرزيت وانخراطه في صفوف الكتلة الإسلامية والعمل تحت لوائها.

ولم يعتقد بأنّ سنوات الدراسة ستطول وتطول، فقد شمر عن ساعده واجتهد وتفوق في دراسته الثانوية ليلتحق بكلية الهندسة بجامعة بيرزيت، وكله أمل أن يدخل الفرحة والسرور على قلب والديه اللذين لم يبخلا عليه يوما من لمسة عطف وحنان ودعوة في ظلمة الليل.

فبعد التحاقه في صفوف الكتلة الإسلامية بالجامعة والتي تبوأ فيها مركزا قياديا لقدرته وكفاءته واستعداده للتضحية، حيث ترأّس سامر لجنة تكنولوجيا المعلومات طيلة سنة ونصف نظرا لقدرته الكبيرة في مجال الحاسوب والتصميم .

في مجلس الطلبة

وفي انتخابات عام 2009 التي حققت بها الكتلة الإسلامية تقدما كبيرا وأبهرت الجميع رغم حملة الملاحقات والاستئصال التي تشنها فتح وأجهزتها وشبيبتها بحق الكتلة الإسلامية وجنودها المخلصين، أصبح بعدها سامر عضوا في مجلس الطلبة واستلم لجنة التخصصات وهنا أبدا تفانيا غير مسبوق في خدمة الطلبة والدفاع عن حقوقهم وكان شعاره في ذلك " خدمة الطالب عبادة أتقرب بها إلى ربي ".

ومع دخول سامر لمجلس الطلبة تفتحت عيون الأجهزة عليه ومع اشتداد الحملة الشرسة التي شنتها كل أجهزة فتح ضد قيادات الكتلة وعناصرها عقب نتيجة الانتخابات الكبيرة تعرّض سامر للمطاردة أشهرا فافترش وإخوانه الأرض والتحفوا السماء حتى لا ينال أبناء الأجهزة الأمنية مرادهم لاختطافهم وتعذيبهم وإنزال راية الإسلام الخفاقة في ساحات وكليات الجامعة ، فكان هدف سامر وإخوانه إكمال مسيرة خدمة الطلبة مهما عظمت التضحيات .

كانت عيون الأجهزة الأمنية التابعة لفتح ترقب سامر بالمرصاد في كل حركة وسكنة، إلى أن تمكنوا منه وأمسكوا بصاحب الجسد النحيل الضعيف وزجّوا به في مقر تحقيق وقائي بيتونيا، وهناك قبع سامر ثلاثة شهور في مسالخهم والتي ذاق فيها الويلات .

استخدمت أجهزة فتح مع سامر شتى وسائل التعذيب، وكانوا يجعلونه يستحم ويتوضأ وحتى يشرب من ماء تبين فيما بعد أنه ملوث ويستخدمونه في تنظيف الأرض فقط، الأمر الذي ترك أثره على سامر وتسببت له بحبوب جلدية كثيفة في وجهه منعته من الالتحاق بالجامعة فصلا كاملا بعد تخرجه ، وظلّ سامر يعاني سنة كاملة بعد الإفراج عنه وما استطاع الأطباء أن يشخصوا مرضه .

في قبضة أجهزة فتح

خرج سامر من أقبية الوقائي بعد 165 يوما ذاق فيها المرّ والعلقم، لتتلقفه بعد ذلك أجهزة المخابرات لأيام ، وما تركته في حاله ومرضه، بل داهمت بيته في ترقوميا واختطفته بأسلوب همجيّ بعد أن كسرت محتويات بيته وسرقت حاسوبه الشخصي وكل بطاقات الذاكرة التي وجدوها وكل ما هو الكتروني وله علاقة بسامر لتبدأ حكاية جديدة من المعاناة.

ونقلت استخبارات الخليل فيما بعد سامر إلى سجن الجنيد في نابلس وأخضع هناك لتحقيق قاس، وفي نهاية الأمر قامت الاستخبارات بتحويله إلى المحكمة العسكرية تمهيدا لمحاكمته وإصدار حكمها الظالم بحق شاب لم يقترف ذنبا، سوى أنه رفع شعار الإسلام عاليا في جامعته.

وحتى يأذن الله بتغيير الحال، سيدفع سامر ضريبة انتمائه لله غالية وباهظة ، وحتى ذلك الوقت سيبقى هو وعشرات من إخوانه محرومين من فرحة التخرج ورسم البسمة على شفاه أمهاتهم وذويهم فتلك ضريبة انتمائهم لله.

فاليوم يدفع سامر ضريبة الشعار الذي طالما ردده في جنبات الجامعة " انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه .. وانتماؤك إلى الشيطان ارتماء عليه .. وشتان بين من يرتقي إلى أعلى السماوات .. وبين من يهوي إلى أسفل الدركات ".

تقول والدة المختطف بكلمات خطت على وجهها الحزين خطين من الدموع، داعية الله بقولها :"فكّ الله أسرك يا فلذة كبدي وكافة إخوانك من أبناء الإسلام ، وبإذن الله قريبا هو اليوم الذي يدفع فيه الظالمون ضريبة ارتمائهم في أحضان أسيادهم اليهود والأمريكان ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".

البث المباشر