غزة –الرسالة نت
أعلن الرئيس منتهي الولاية محمود عباس في خطاب مساء اليوم الخميس عدم رغبته ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة .وقال عباس في خطابه :" لقد أبلغت اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انني لن ارشح نفسي ثانية في الانتخابات المقبلة وامل ان يتفهموا موقفي هذا".وقال ابو مازن": انا اتخذت هذا القرار ليس من باب المساومة علما بان هناك خطوات اخرى ساعلن عنها في حينها".
واشار ابو مازن الى الاسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار منها, محاباة واشنطن للموقف الاسرائيلي من الاستيطان والمفاوضات.
الى جانب تعثر جهود المصالحة ورفض حماس الورقة المصرية وامعانها في اتباع سياستها" التدميرية" على حد وصفه
وكان مفوض العلاقات الخارجية في حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية نبيل شعث ،قد اكد ات عباس يمر بمأزق سياسي كبير؛ نتيجة تخلي الإدارة الأمريكية وتراجعها عن وعدها إياه بوقف "الاستيطان".
وقال شعت في حديثٍ للصحفيين في مدينة رام الله المحتلة اليوم الخميس : "إن إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما تراجعت عن التزاماته تجاه عملية السلام؛ ما وضع سلطة رام الله في مأزق سياسي كبير، مشيرًا إلى أن عباس يشعر من جرَّاء ذلك بـ"إحباط كبير
وكانت مصادر مطلعة قد أشارت الى ان عباس أبلغ أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الخميس انه لن يقبل الترشح لولاية رئاسية ثانية، مشيرا إلى انه يعتقد ان المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود اثر رفض الحكومة الاسرائيلية الالتزام بمرجعية واضحة ومحددة للسلام ووقف الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك في القدس الشرقي .
وقال عضو في اللجنة التنفيذية لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء "الرئيس ابو مازن قدم استعراضا لمجمل الاتصالات التي جرت في الأشهر الاخيرة واعتبر ان عملية السلام وصلت الى طريق مسدود، بسبب التعنت الاسرائيلي برفض وقف الاستيطان والالتزام بمرجعية واضحة للعملية السلمية في حين ان الجانب الاميركي يمارس الضغوط على الجانب الفلسطيني وليس على الجانب الإسرائيلي"، على حد وصفه .
وأضاف "الرئيس عباس ابلغ الحضور انه لن يقبل الترشح لولاية رئاسية ثانية وطلب من ممثلي الفصائل ان تجتمع فيما بينها وان تبدأ في اختيار مرشح للرئاسة يحظى بقبول من الشارع الفلسطيني".
واشار المسؤول الفلسطيني الى ان اعضاء اللجنة حاولوا ثني الرئيس لتغيير قراره الا أنه رفض، وقال "حاولنا بكل جهد اقناعه ان يتراجع عن قراره او على الاقل ان يتريث لحين رؤية سير الامور في الفترة القريبة القادمة الا انه بدا متمسكا بموقفه".
وعلم في هذا الصدد ان الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اجريا اتصالات هاتفية مع الرئيس عباس وحاولا اقناعه بالتراجع عن قراره ولكن اكد تصميمه على القرار الذي اتخذه.
كما اجرى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ووزير الجيش ايهود باراك اتصالات هاتفية مع الرئيس عباس الا انه اكد لهما على ان الحكومة الاسرائيلية غير معنية بالسلام وان العملية وصلت الى طريق مسدود.
جدير بالذكر ان "الرسالة نت" توقعت في تحليل في وقت سابق إقدام عباس على تقديم استقالته نهاية العام الجاري وهو ما يمكن توقعه من حديثه "عن خطوات اخرى سيعلن عنها في حينه".
وتعقيبا على اعلان عباس عن عدم خوض الانتخابات لولاية رئاسية ثانية، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح هذا القرار الآن بأنه " غير مناسب وغير مفيد"، على حد وصفه
وقال ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إننا نرى أن الوقت غير مناسب وغير مفيد بهذا الوقت مع أنه حق شخصي للرئيس أبو مازن"، وفق تصريح صحفي مكتوبوحسب القيادي الفلسطيني، فإن بعض العرب استجابوا للضغوط الاميركية بخصوص المفاوضات.
وقال ملوح في هذا الصدد "اللجنة التنفيذية ناقشت التحركات السياسية الأخيرة وتراجع الموقف الأمريكي كما جاء على لسان أكثر من مسؤول أمريكي، واستجابة بعض العرب للضغوط الأمريكية وآخرها القبول بورقة ضمانات جديدة، حيث رفضت اللجنة التنفيذية هذا المدخل لأنه سيكون تكراراً لضمانات وأوراق أمريكية سابقة لم تلتزم بها الإدارة الأمريكية نفسها وإسرائيل معها"، على حد تعبيره
ونوه بأن "اللجنة التنفيذية جددت تمسكها بالشرعية الدولية وقراراتها وبالحقوق الفلسطينية وبمقدمتها تقرير المصير والاستقلال والعودة".
كما "ناقشت الانتخابات الفلسطينية والمرسوم الرئاسي وأكدت أن المرسوم الرئاسي للانتخابات استحقاق دستوري، ولكنه يتطلب توافقاً وطنياً لإجرائها في الضفة وغزة والقدس وفي ظل وفاق وطني شامل، وأنها ستتابع العمل من أجل هذا كله. وقد طرح الرئيس وبعض الحضور تشكيل قائمة موحدة باسم م.ت.ف ولم يتم الاتفاق على هذا وتركت بالحوار بين القوى لاحقاً"