غزة- عمر عوض- الرسالة نت
رهن الناطق الإعلامي باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام نجاح زيارة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس إلى غزة من اجل اتمام المصالحة الفلسطينية بإطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين في سجون السلطة بالضفة الغربية.
وقال أبو عبيدة في مقابلة مع "الرسالة نت": "إنه عار على جبين سلط فتح أن تتحدث عن المصالحة وهي تعتقل المجاهدين، وتحمي الاحتلال من خلال التنسيق الأمني معه".
وأضاف: "للأسف عباس لا يجد من يصدقه لأن أجهزته الأمنية تعتقل المقاومين الشرفاء وتستمر باستدعائهم وملاحقتهم من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وشدد أبو عبيدة على أن دعوة عباس "ستبقى فقط مجرد فقاعات وحبر على ورق إذا لم تكون مصدقة ومشفوعة بأداء وطني على الأرض من خلال وقف الاعتقال السياسي والملاحقة الأمنية للمقاومين ووقف التنسيق مع الاحتلال"
وأوضح قائلاً: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يثبت من خلالها القائمون على سلطة فتح في رام الله أنهم صادقون بالفعل بالتوجه إلى مصالحة فلسطينية".ونبه أبو عبيدة إلى أن القسام ردت على كل المزاودين عليه واتهموا بالتخلي عن المقاومة بعدما قصف الاحتلال الصهيوني ومغتصباته المتاخمة لغزة بخمسين قذيفة هاون.
وأكد أن قصف القسام "هي رسالة أولية للاحتلال وأن الكتائب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصةً عمليات القصف المتوالية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة والتي بلغت ذروتها في اغتيال اثنين من مجاهدي القسام وهما عدنان اشتيوي وغسان أبو عمر في قصف موقع أبو جراد جنوب مدينة غزة".
وتوعد أبو عبيدة الاحتلال برد قوي إذا استمر في عدوانه بحق الفلسطينيين في غزة، مؤكداً في الوقت ذاته على ثقة القسام بقيادته وشعبه.
وقال: "واثقون من عملنا وقيادتنا، وشعبنا يعرف من نحن وماذا نفعل من أجل قضيتنا وأرضنا والوقائع على الأرض ستثبت من الذي يقاوم الاحتلال ويقود المقاومة ومن بقي في ذيل القافلة".
تكتيكات القسام للرد
وعن وسائل وتكتيكات القسام في الرد على الاحتلال بين أن قيادته تدرس في كل مرحلة من المراحل طبيعة الرد وتستخدم ما لديها من وسائل قتالية مناسبة، موضحاً أن الرد يمكن أن يكون بالصواريخ أو قذائف الهاون أو وسائل أخرى.
وشدد أبو عبيدة على حق المقاومة المشروع في الرد على جرائم الاحتلال، كاشفا أن كتائب القسام تراقب تحركات الاحتلال وقواته في المناطق الحدودية عن كثب، وتدرس آلية الرد المناسبة لأي عدوان جديد على شعبنا.
وقال: "القسام استطاع إفشال العديد من الخطط والتكتيكات الصهيونية بالقرب من المناطق الحدودية"، مضيفا "بمراقبته المستمرة للعمليات الصهيونية باستمرار ودراسة طبيعة الرد عليها ومواجهتها لإفشال مخططات الاحتلال".
وحول ما نشرته صحيفة "يديعوت" الصهيونية عن نجاح كتائب القسام في إفشال عملية عسكرية خاصة لقوات الاحتلال على حدود غزة، من خلال قصفها المكثف للمواقع العسكرية بعشرات قذائف الهاون، عقب أبو عبيدة، قائلاً: "لا تعليق لدينا على هذا الخبر، وما قمنا به بشكل واضح أعلناه في بيان رسمي للكتائب وأن عشرات قذائف الهاون أطلقت على مواقع عسكرية محاذية للقطاع رداً على الجرائم المتصاعدة بحق أهلنا في القطاع".
وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال بشن عملية عسكرية واسعة على غزة، قلل أبو عبيدة من جدوى التهديدات، مشيرا إلى أنها تهدف لتبرير عدوان الاحتلال، وتشويه صورة المقاومة والتحريض عليها أمام الرأي العام العالمي.
وقال: "الاحتلال يستغل فترة الهدوء، ليحرض على المقاومة، من خلال تقارير استخبارية يدعي فيها قيام المقاومة بتهريب أسلحة جديدة عبر البحر من خلال السفن".
شكوى الاحتلال للمقاومة
وعن شكوى الاحتلال للمقاومة في مجلس الأمن الدولي، رأى الناطق الإعلامي للقسام أنها تهدف لإظهاره في موقع الضحية لتأليب العالم على المقاومة وتوفير الذرائع لاستمرار عدوانه بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الاحتلال يظلل العالم ويغطي على عدوانه المسعور بحق المواطنين العزل في غزة، مؤكداً على وعي المقاومة الفلسطينية وكشفها لأساليب الاحتلال الباطلة.وقال: "هذا الأمر ليس جديداً علينا أن نتوقع كل شيء من الاحتلال الصهيوني ولكن بنفس الوقت هذا التهديد والتخويف لن يربكنا ونحن لن نخضع لمنطق التهديد والترهيب، الذي يمارسه الاحتلال ضدنا".
وأكد أبو عبيدة أن كتائب القسام تعمل على أرضية صلبة وستواصل طريقها وهي تعد العدة لمواجهة الاحتلال بكل ما لديها من قوة، وستتصدى لأي حماقة قد يرتكبها الاحتلال مهما كان حجمها.
وشدد على حرص الاحتلال على بقاء قطاع غزة، في دائرة المواجهة، وذلك لتطبيق نظريته الأمنية والعسكرية، التي يسفك من خلالها الدم الفلسطيني، مبيناً أنه لا يمر أسبوع إلا ويرتكب فيه الاحتلال عدوان جديد على غزة يسفك فيه الدماء الفلسطينية.
واعتبر أبو عبيدة أن عمليات التوغل المحدودة في المناطق الحدودية، وعمليات القصف من الطائرات وسائل إجرامية لاستهداف المدنيين الفلسطينيين ورجال المقاومة.
التحضير لعدوان جديد
ونوه إلى أن استمرار التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء قطاع غزة على مدار الساعة مؤشر على نوايا الاحتلال العدوانية، وتحضيره لعدوان جديد على غزة.
وقال أبو عبيدة: "لدى الاحتلال أهداف أمنية وعسكرية يسعى لتحقيقها بكل ما يملك من تكنولوجيا متطورة، وأسلحة فتاكة وأن عمليات التوغل والقصف والتحليق المتواصل للطائرات على مدار العام في سماء قطاع غزة، أدوات ووسائل يسعى الاحتلال من خلالها إرهاب شعبنا ومقاومته".
وأضاف: "هذه الاعتداءات والخروقات لفترات التهدئة السابقة والحالية، تؤكد على نوايا الاحتلال العدوانية، وتكشف أهدافه العسكرية والاستخباراتية على حدود قطاع غزة".
وعن الحرب النفسية التي يخوضها الاحتلال بحق الفلسطينيين من خلال توزيع البيانات التحريضية على المقاومة للتقليل من نجاعتها، أكد أبو عبيدة على فشل الاحتلال في ذلك.
وقال أبو عبيدة: "ثبت فشل الاحتلال في سنوات الانتفاضة كافة في المعركة النفسية التي يشنها على شعبنا والتي يحاول من خلالها التحريض على المقاومة".
ولفت إلى أن ادعاء الاحتلال وحرصه على حياة المواطنين، ومصلحتهم هي سياسة مكشوفة يحاول من خلالها اللعب بأعصابهم من خلال حربه النفسية، وأكد على وعي وثقافة الفلسطينيين بعد تجاربهم التي اكتسبوها خلال الحرب الأخيرة على غزة. وشدد على أن الخبرة الطويلة التي اكتسبها الفلسطيني مع الاحتلال جعلته أكثر وعياً لأساليب الاحتلال وحربه النفسية، مما جعل مردودها سلبياً على الاحتلال، مبيناً أن المواطنين أصبحوا أكثر التفافاً حول المقاومة.
شاليط وموقف القادة
وعن موقف القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة من صفقة شاليط، وتأخر انجازها، اتهم الناطق باسم القسام قادة الاحتلال بالكذب، وأشار إلى أن خروجهم بين الحين والآخر عبر وسائل الإعلام الصهيونية، في أحاديث يدعون فيها حرصهم على إتمام الصفقة، هو خداع لشعبهم.
وشدد أبو عبيدة أن أمنياتهم بتحرير شاليط ستذهب أدراج الرياح كما ذهبت أمنيات اولمرت وليفني من قبل، محملاً في الوقت ذاته الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تعطيل الصفقة.
وقال: "بإمكان قادة الاحتلال أن يتخذوا قراراً جريئاً بالاستجابة لمطالب فصائل المقاومة وإنهاء الصفقة".
واستدرك قائلاً ً: "يبدو أن قادة الاحتلال أجبن من أن يتخذوا القرار لإتمام الصفقة والاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية".
وأضافً: "المسألة واضحة جداً ونحن قلنا منذ فترة ولن نزيد عليها أن هذه الصفقة لها مسار معروف وواضح المعالم منذ البداية لإتمامها إذا استجاب الاحتلال للشروط واظهر قدرة على إتمام الصفقة ستتم وإلا ستبقى تراوح مكانها".
وإذا ما كان الاحتلال يلجأ إلى استخدام أساليب ووسائل ضغط على المقاومة الفلسطينية، للتنازل عن بعض شروطها للخروج بصفقة قليلة الثمن، أكد أبو عبيدة أن الاحتلال يمارس أشكال عديدة من الضغوط كلما فشل في طريق يحاول اللجوء لطريق آخر.
ونبه أبو عبيدة إلى أن الاحتلال يستخدم الأسرى في سجونه كورقة ضغط على المقاومة، من خلال الإساءة إليهم، والتقليل من أهمية صفقة شاليط لهم.
وأكد الناطق باسم القسام على أهمية قضية الأسرى بالنسبة للكتائب، وقال: "لدينا موقف وطني ثابت، من قضية الأسرى لأنها تمس الشعب الفلسطيني بأكمله وقضية الأسرى هي قضية على رأس عملنا في المرحلة الحالية والمرحلة القادمة".
وأضاف: "كل الوسائل التي يحاول الاحتلال من خلالها الضغط على الأسرى وذويهم وكذلك المقاومة ستبوء بالفشل وفي النهاية مطالبنا ومطالب شعبنا هي التي ستتحقق إن شاء الله ".
وفي تعقيبه على تأثر القضية الفلسطينية بنجاح الثورة المصرية، أوضح أن مسألة الثورة في مصر تخص الشعب المصري وان كانت تؤثر على كل المنطقة، لأن تحرر الشعوب من الظلم والاستبداد والقهر بالتأكيد يؤدي في النهاية لصالح القضية الفلسطينية كون أن الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب هي أنظمة كانت داعمة للاحتلال بشكل علني أو سري، وبالتالي ستحقق نتيجة ايجابية لشعبنا في مواجهته للاحتلال- حسب قوله.