قائد الطوفان قائد الطوفان

تحرير أجدابيا والكتائب تحاصر مصراتة

الرسالة نت - وكالات

أعاد الثوار سيطرتهم على مدينة أجدابيا  شرقي ليبيا بعد قصف قوات التحالف  كتائب العقيد معمر القذافي المتمركزة فيها، وبينما تكثف الكتائب الأمنية قصفها لمنظقة الزيتان والقلعة في شرق الجبل الغربي تقوم بإحضار مدنيين من البلدات المجاورة لاستخدامهم دروعا بشرية في مصراتة التي تحاصرها منذ أيام وفق متحدث باسم الثوار.

وقال مراسل الجزيرة في أجدابيا علي هاشم إن الثوار سيطروا على المدينة في حين تتركز الكتائب عند المدخل الشرقي للمدينة، ومن هناك تقوم بقصف المدينة مشيرا إلى أن ساحات المدينة تشهد تجمعا للثوار لشن هجوم ودحر الكتائب الأمنية من البوابة الشرقية.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن قصفت قوات التحالف اليوم كتائب القذافي المتمركزة بالمنطقة ما بين مدينتي البريقة وأجدابيا.

وفي بنغازي نقل مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد أن آلاف السكان خرجوا باتجاه الشرق بعد التأكيد أن الطريق إلى أجدابيا آمن.

وقال إن هناك شعورا بالاطمئنان بعد تدمير التحالف آليات الكتائب التي كانت في طريقها لتدمير مدينتهم وارتكاب مجزرة فيها، مشيرا إلى أنه يجري حاليا تشييع العديد من الشهداء قتلوا بالاشتباكات في أطراف المدينة التي أوقعت 94 قتيلا وعشرات الجرحى.

وبعد القضاء على الكتائب بين أجدابيا وكل من بنغازي والبريقة ارتفعت مطالب الثوار، وأعلن متحدث باسمهم أن هدفهم هو السيطرة على العاصمة طرابلس.

في الأثناء تتعرض منطقة الزِنتان والقلعة الواقعة في شرق الجبل الغربي لقصف من قبل كتائب القذافي التي يحاصرها الثوار في غابة الكشّاف شرق الزنتان من جهات ثلاث.

وتستخدِم الكتائب في القصف الدبابات وراجمات الصواريخ, بعد أن تم إرسال إمدادات إلى المنطقة من مخازن التسليح الموجودة على بعد ثلاثين كيلومتراً تقريبا جنوب الزنتان. هذا، وتعاني المدينة من نقص شديد في إمدادات المؤن والمياه حيث تعتمد على جلب المياه والمؤن من الخارج.

وفي مصراتة المحاصرة، أفاد متحدث باسم الثوار بأن الكتائب التابعة للعقيد معمّر القذافي، تُحضر مدنيين من بلدات مجاورة للمدينة لاستخدامهم دروعاً بشرية، كما أنها تجبرهم على رفع العلم الأخضر.

وأفاد بأن المعارك البارحة مع كتائب القذافي أدت إلى مقتل سبعة أشخاص بالمدينة, بينما قال شهود عيان إن القتلى ثمانية. وقد استمرت الكتائب أمس في استهداف المستشفيات في مصراتة حيث قصفت مستشفى ثانياً.

وأكد شهود من المدينة أن عناصر تابعة للقذافي ترتدي ملابس مدنية موجودة في وسط مصراتة. كما أشاروا إلى استمرار قطع المياه عن المدينة المحاصرة منذ أيام.

من جهته قال عضو ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير محمد المصراتي للجزيرة إن أصوات انفجارات سمعت الليلة الماضية خارج المدينة، مشيرا إلى أن كتائب القذافي واصلت هجماتها على مصراتة أمس، وتمكن عدد من دباباتها من التوغل إلى داخل المدينة، لكن الثوار أخرجوا معظمها ولم تبق سوى دبابتين وهما محاصرتان حاليا.

وكانت انفجارات قوية هزت الليلة الماضية العاصمة طرابلس جراء غارات جوية جديدة شنتها قوات التحالف، وأسفرت عن تدمير أحد مباني مقر العقيد في باب العزيزية جنوب طرابلس.

 وقد تصاعدت سحب الدخان من منطقة باب العزيزية، بينما سمع دوي المضادات الأرضية. كما ذكرت وكالة رويترز أن دوي إطلاق النيران بشكل متواصل من المضادات الأرضية سمع مجددا بالعاصمة متبوعا بانفجار مدو.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قوات التحالف أن المبنى المدمر كان يؤوي مركز قيادة عسكرية للقذافي. ودمر الصاروخ كليا المبنى الواقع على مسافة خمسين مترا من خيمة كان القذافي يستقبل فيها عادة كبار زواره.

وقال المتحدث باسم السلطات الليبية موسى إبراهيم للصحفيين إن المبنى قصف بصاروخ، مشيرا إلى أن ما سماه "القصف البربري" كان يمكن أن يقتل مئات المدنيين الذين تجمعوا عند مقر إقامة القذافي الواقع على بعد أربعمائة متر عن المبنى المدمر. وأكد أن هذا القصف يتناقض مع تصريحات أميركية وغربية بأنهم لا يهدفون إلى مهاجمة هذا المكان.

لكن مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة نائب الأميرال بيل غورتني نفى للصحفيين بمقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن يكون القصف كان يستهدف مقر القذافي أو القذافي شخصيا.

ركام مبنى يعتقد أنه يؤوي مركز قيادة عسكرية للقذافي بعد تدميره بقصف التحالف (الفرنسية)

وأوضح أن التهديد الرئيسي للطائرات الأميركية والبريطانية والفرنسية التي تدخلت حتى الآن في ليبيا تشكله صواريخ أرض جو (أس أيه 5) بعيدة المدى، ولكن "تم الحد بشكل كبير من قدرة قوات القذافي على إطلاقها".

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غورتني قوله لشبكة "سي أن أن" إن المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ضد قوات القذافي ستكون مهاجمة خطوط إمدادها لشل قدرتها على القتال.

من جهتها قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قواتها شاركت فيما وصفتها الضربة المنسقة التي استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الليبية لليوم الثاني على التوالي، مشيرة إلى أن الضربة نفذت بصواريخ توماهوك موجهة من إحدى الغواصات المتمركزة بالبحر المتوسط.

في غضون ذلك أبحرت ناقلة الطائرات الفرنسية شارل ديغول من ميناء طولون متوجهة إلى المياه الإقليمية الليبية.

البث المباشر