الرسالة نت-كمال عليان
يبدو أن الخطاب الاعلامي لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد بات أكثر حدة وقسوة عما كان عليه سابقا، فالتهديد بضرب أهداف استراتيجية للاحتلال، وأن القصف سيواجه بالقصف، يدل على أن المقاومة باتت أصلب عودا وأكثر ثباتا عما كانت عليه في السابق.
وأكدت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة أن الانتهاكات الصهيونية تلزمهم الرد بالمثل، محذرين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" من أن حالة ضبط النفس لن تستمر كثيرا.
ويشهد قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي تصعيدا صهيونيا كبيرا، أسفر في مجمله عن ارتقاء أكثر من تسعة شهداء نصفهم من الأطفال, وإصابة العشرات، في حين أن العالم يرى ولكن يأبى أن يكون من المتكلمين.
أهداف تكتيكية
الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أكد أن المقاومة ملتزمة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني في وجه جرائم الاحتلال، مشيرًا إلى أن العدو صعّد من جرائمه، ولا يمكن أن يستمر ضبط النفس إلى ما لانهاية.
وقال أبو عبيدة، في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" : قلنا إذا أوقف العدو التصعيد ستلتزم المقاومة بالتوافق الوطني، ولكن جرائم الاحتلال تصاعدت، وكان هناك شهداء وإصابات بالعشرات"، لافتا إلى أن المقاومة ردت على جرائم الاحتلال ردًا أوليًا، وكان باستخدام قذائف الهاون واستهدف مواقع عسكرية، بخلاف الاحتلال الذي يستهدف المدنيين والمنشآت المدنية".
وأشار المتحدث باسم القسام إلى أن المقاومة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة "تدرس أن تقوم بجعل العدو يدفع الثمن عن جرائمه" مشددًا على أن المقاومة أسقطت نظرية الردع منذ زمن مع الاحتلال.
وأضاف "لا يمكن أن نقع تحت ضغط الردع، ولا يمكن أن يستمر ضبط النفس والمقاومة لديها أهداف تكتيكية واستراتيجية، والعدو لا يمكن أن يخضعنا لمنطق الذرائع ولدينا موقف بأننا ملتزمون بالدفاع عن شعبها".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية إن الشرطة الصهيونية قد أمرت جميع المستوطنين في مغتصبات المحاذية لقطاع غزة بالاحتماء في ملاجئ أعدت خصيصًا لحمايتهم من أي هجوم للمقاومة الفلسطينية.
القصف بالقصف
بدوره أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أبو أحمد أن المعادلة التي تسير الآن هي القصف بالقصف وكلما صعد العدو الصهيوني ستصعد المقاومة من ضرباتها الموجعة.
وقال في تصريح مقتضب لـ"الرسالة نت" :" إذا استمر العدو في عدوانه سنضرب ما بعد عسقلان والمجدل".
وشدد أبو أحمد على أن المقاومة ستفرض واقعا جديدا وكل الخيارات ستكون مفتوحة على الأرض في غزة, واعداً بحماية الشعب الفلسطيني في كافة الظروف.
وكان نائب رئيس الوزراء الصهيوني "سيلفان شالوم" قد هدد في وقت سابق بتنفيذ عملية عسكرية كبرى في قطاع غزة على غرار "الرصاص المصبوب" لإسقاط نظام حماس اذا استمر اطلاق الصواريخ من غزة على مدن جنوب فلسطين المحتلة.
سيدفع الثمن غاليا
وفي ذات السياق قال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أن التصعيد الأخير من قبل الاحتلال ألزم فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه الجرائم .
وأضاف في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" :" اقتراف الاحتلال الصهيوني لمثل هذه الجرائم البشعة تؤكد أن هناك نية مبيتة لديه في تصعيد الموقف"، متوقعا أن يصعد الاحتلال من انتهاكاته خلال الأيام المقبلة.
وأكد أبو مجاهد أن المقاومة سترد بكل ما أوتيت من قوة ولن تترك الاعتداءات الصهيونية تمر مرور الكرام، "لأننا أصحاب حق ويجب على الاحتلال أن يدفع الثمن غاليا"، حسب قوله.
وكانت "تسفي ليفني" رئيسة حزب كاديما طالبت بالعمل لتدمير حركة حماس في قطاع غزة وفي نفس الوقت البدء في عملية تفاوض مع أبو مازن قبل فوات الأوان.
وقالت ليفني في تصريحات للإذاعة العبرية الرسمية يجب العمل بالسرعة الممكنة لتدمير حماس في قطاع غزة قبل فوات الأوان وتغيير موازين القوى في المحيط العربي مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو تتكلم بقوة ولكنها ضعيفة على الأرض.
إذن ها هي الأيام تمر والتصعيد الصهيوني مازال مستمرا، كما حال المقاومة التي لم تتوان عن الرد على أي اعتداء، ولكن يبقى السؤال إلى أين تتجه الأمور؟ وإلى أي مدى يمكن أن تتصاعد الاحداث؟ هذا ما ستكشف عنه الايام المقبلة...