قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد لقاء وفد حماس بالعربي

التحول في سياسة مصر بدأ يشق طريقه على الارض

رامي خريس

اللقاءات التي عقدها وفد حماس في القاهرة دشنت على ما يبدو مرحلة جديدة في العلاقة بين الحركة والقاهرة ، بل إن التغيير في الخريطة السياسية المصرية سيقود الى  علاقات جديدة مع الفلسطينيين ستكون غالباً على نقيض العلاقة التي أسسها النظام المصري السابق .

تحول هام

مشهد اللقاء الذي جمع وفد حماس برئاسة د. محمود الزهار بوزير الخارجية المصري د. نبيل العربي يعتبر تحولاً هاماً، فبعد أن كانت المخابرات المصرية تضطلع بالملف الفلسطيني باعتباره ملفاً أمنياً عادت الأمور الى مسارها الطبيعي بتعامل السلطة في مصر مع حركة حماس وفق مقتضيات العمل السياسي ، وذهب الزمن الذي كان مفروضاً على قادة حماس أن يجلسوا مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق ويستمعوا إلى كلامه مهما كان هذا الحديث رديئاً ومنحازاً لطرف من الاطراف.

وجاء اللقاء مع وزير الخارجية بعد أن تضاربت الأنباء حول الجهة التي سيلتقى معها الوفد فهناك من قال أنه سيجتمع بمساعدي وزير الخارجية والمخابرات ولكن سرعان من انجلى الغبار وتأكد لقاء قادة حماس بالوزير العربي الذي كان هاماً بكل المقاييس حيث اكد اللقاء بحد ذاته بأن هناك تغيراً في السياسة الخارجية المصرية تجاه الملف الفلسطيني وحماس بشكل خاص، بل إن التصريحات التي صدرت عن العربي كانت ايجابية بشكل كبير لاسيما في حديثه عن معبر رفح وقوله  أن مصـر بصدد إجراء مراجعة لعمل معبر رفح واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي تحقق المزيد من التسهيل ورفع المعاناة عن سكان القطاع.

اللافت أيضاً أن لقاء العربي بقياديين من حماس لم يكن الوحيد بل إن العربي نفسه أكد أن هناك اتصالات جرت مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ورئيس الحكومة اسماعيل هنية ، وهو ما يفتج الباب أمام علاقات واسعة بين القاهرة الجديدة وحركة حماس .

ارتياح واضح

وفي يوم اللقاء  بالخارجية المصرية ، كان الظهور مختلفاً للدكتور الزهار على شاشة الجزيرة مباشر من مصر ، فقد بدا من قسمات وجهه أن هناك انجازاً جديداً تحقق في زيارته تلك للقاهرة .

والزهار المولود لأم مصرية يعتبر خبيراً في الشئون المصرية فقد زارها مرات عديدة فضلاً عن إقامته ودراسته فيها لسنوات طويلة ، لذلك يستطيع أن يعرف الاتجاه الذي يسير فيه النظام الجديد.

ويبدو أن حالة الارتياح التي بدت على الزهار ترجع الى ادراكه أن المعادلة قد تغيرت فيما يخص سياسة القاهرة الجديدة لاسيما أن حركة حماس وقادتها عانوا كثيراً من رجال العهد البائد في مصر وهناك مواقف كثيرة تعمدت فيها الجهات الرسمية التضييق على قادة حماس ورموزها، ولم يشفع الأمر لإسماعيل هنية رئاسته للحكومة الفلسطينية، فقد أعاقوا عبوره لغزة بعد عودته من جولة عربية ، فضلاً عن عدم استقبال الدكتور الزهار وكان حينها وزيراً للخارجية .

ليس هذا فقط ما فعله النظام السابق بحق حماس وقادتها بل ذهب الى ابعد من ذلك بمواصلة اعتقال بعض كوادرها في سجونه ، كل ذلك ناهيك عن مشاركتهم في الحصار على غزة، وفي تطور آخر عندما تواطؤا في الحرب التي شنها الاحتلال عليها.

إذن يبدو أن هناك فرقاً كبيراً بين توجهات النظام الحالي والنظام السابق وهو ما سيتحول الى افعال على الارض وأولها فتح معبر رفح الذي ترنو أعين الغزيين اليه.

     

 

البث المباشر