قائد الطوفان قائد الطوفان

حرب الاختبارات تتصاعد بين حماس و"إسرائيل"

غزة - الرسالة نت

في غمرة استفزاز الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده ضد قطاع غزة تطرح أسئلة ملحة بشأن مدى قدرة كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية على استيعاب الدرس والرد على العدوان دون أن يظهر الاحتلال وكأنه ضحية أمام العالم في ظل الماكنة الإعلامية الهائلة التي يمتلكها.

هذه الأسئلة يفرضها واقع صعب فرض على المقاومة في قطاع غزة بعد الحرب الصهيونية الأخيرة التي استشهد خلالها 1440 فلسطيني ودمرت أجزاء واسعة من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ويرى مراقبون للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن هذه المرحلة تتطلب من الفصائل الفلسطينية ترتيب أوراقها ووضع استراتيجية ذات أبعاد وطنية للتعامل مع التصعيد الصهيوني ضد المقاومة في قطاع غزة. وبنظرة متفحصة فإن التصعيد الحاصل يتطلب من المقاومة توحيد صفوفها والعمل ضمن خليه نحل لمواجهة التصعيد وفق محللين فلسطينيين.

وكانت طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت مطلع هذا الأسبوع سيارة تقل ثلاثة من قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الميدانية جنوب قطاع غزة مما أسفر عن استشهادهم.

وتشير حالة الحزن والغضب التي سادت الشارع الفلسطيني في غزة إلى ان هناك تطلعات إلى عمل نوعي ينتقم لدماء الشهداء الفلسطينيين. 

وكانت حماس ردت منتصف الشهر الماضي، بإطلاق نحو خمسين قذيفة هاون على مواقع عسكرية صهيونية متاخمة للقطاع رداً على قصف إسرائيلي استهدف موقع أبو جراد العسكري وأسفر عن استشهاد اثنين من مقاتلي القسام.

وكاد التصعيد بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الصهيوني يخرج عن السيطرة لكن جهود بذلت من أجل وضع حد لهذا التصعيد الذي على ما يبدوا ان إسرائيل والفصائل الفلسطينية لا تريدانه في الفترة الحالية.

ويقول المحلل السياسي نعيم بارود: "التصعيد التقليدي القادم سيكون خطير .. إذا لجأت الفصائل إلى إطلاق الصواريخ وردت الاحتلال بغارات ضد قطاع غزة". ويضيف "يجب ان تتغير المعادلة وتكون هناك استراتيجية تهدف إلى القيام بعمل نوعي يستهدف إسرائيليين عسكريين حتى لا تستفيد إسرائيل منه إعلامياً".

ويؤكد بارود في تصريح لـ"الرسالة نت"، على أنه من الواجب أن لا يقوم أحد بأي "خطوة استباقية" دون الفصائل الكبيرة التي أعلنت عن التهدئة.

وفي معرض تحليله لعملية الاغتيال قال بارود: "(إسرائيل) على ما يبدو تقوم بترتيب أوراقها في المنطقة بنفسها ولن تنتظر أحدا؛ لأنها تنظر للتهدئة التي أعلنتها الفصائل على أنها "هشة"، ولا بد لها في أي لحظة من الانهيار".

وبين أن "إسرائيل" استغلت فرصة وجود "قيادات كبيرة" تحت مرمى نيرانها لتضرب بكل التفاهمات عرض الحائط وتقوم باغتيالهم.وأضاف: "تبقى المرحلة الآن رهنا لكيفية إدارة كتائب القسام للمعركة، وأعتقد أنها تنظر للموضوع بهدوء بعدما استعادت أنفاسها وسترد بصورة مناسبة مكانا وزمانا".

ولم يختلف المحلل والكاتب السياسي مصطفى الصواف مع سابقه بارود عن اعتقاده بضرورة وضع إستراتيجية مشتركة بين الفصائل المقاومة من أجل خلق وحدة في الموقف المقاوم مع الاحتلال.

 

 وقال: "أعتقد أن كتائب القسام بجوار الفصائل المقاومة الأخرى يشكلون الذراع الحامي للشعب الفلسطيني والمدافع عن حقوقه، ولا بد من "توافق" لأن الردود الفردية لن تشكل ردعا"، مشيرا إلى أنه بعد التوافق على آلية ما يكون للفصائل حرية في وقت الرد ومكانه وكيفيته.

وأضاف "لا بد من المحافظة على قواعد الاشتباك حتى لا تظهر إسرائيل كضحية أمام المجتمع الدولي".

وعلى ما يبدو أن نوعية الرد على الجريمة الإسرائيلية لا يزال في أروقة البحث الفلسطينية خصوصاً من قبل حركة حماس التي يعتقد مراقبون فلسطينيون أنها لا تريد حرباً مع العدو الصهيوني في هذا الوقت.

وزعم موقع "تيك ديبكا" المقرب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ن اتجاهًا إسرائيليًا لشن حرب حامية الوطيس على قطاع غزة خلال فصل الربيع، وبخاصة خلال فترة عيد الفصح اليهودي الذي بات على الأبواب- 18 ابريل نيسان الحالي.

وقال الموقع "إسرائيل وحماس تقدموا اليوم خطوة إضافية نحو الحرب التي ستندلع خلال الشهر الحالي، من المرجح أن تكون خلال فترة عيد الفصح بالذات".وبحسب مراقبون فإن السلوك على الأرض سيحدد ملامح المرحلة المقبلة لا سيما وأن حماس و"إسرائيل" لا تزلان "متربصتان" لبعضهم البعض.

وقد أعلنت الجيش الصهيوني الاستنفار حول قطاع غزة وطالبت أجهزة المخابرات الصهيونية اليهود في شبة جزيرة سيناء المصرية بمغادرتها فوراً خشية استهدافهم. وصرح وزير الحرب الصهيوني ايهود براك أن "اسرائيل" معنية باستمرار الهدوء على حدود قطاع غزة ولكنه اعرب عن اعتقاده بان المواجهة مع حركة حماس تقترب يوما بعد يوم.

واكد براك أن "اسرائيل" تعتبر حماس المسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة وقال: "اذا اجبرتنا حماس على العمل فسنعمل".

فهل تعمل كتائب القسام ضد العدو الصهيوني دون تجبره على شن حرب ضد قطاع غزة الذي لا يزال يتعافى من آثار الحرب الماضية.  

البث المباشر