قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الموقف بحاجة إلى ردود سريعة

جريمة الاغتيال الإسرائيلية التي وقعت بحق ثلاثة من مجاهدي كتائب القسام تثير مجموعة من التساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية وراء التصعيد المتعمد والممنهج من قوات الاحتلال.

ومن هذه التساؤلات: هل يريد الاحتلال أن يجر المقاومة إلى مربع الاستنزاف والرد العنيف على جرائمه رغم أنها أعلن أعلنت التزاماها بالهدوء ما التزم به الجانب الإسرائيلي؟، هل تريد قوات الاحتلال أن تبقي المقاومة والشعب الفلسطيني تحت النار؟ وهل يريد الاحتلال أن يشغل المقاومة بنفسها من خلال استهداف عناصر المقاومة وحياة الفلسطينيين؟ هل يريد الاحتلال أن يوجد المبرر أمام الرأي العام الدولي لعدوان مبيت ومقر من قبله؟، هل يريد الاحتلال اختبار منظومته الدفاعية (القبة الحديدية) بهذه الجرائم؟، وهل يريد الاحتلال أن يستمر في إرهابه وعدوانه وعمليات اغتياله دون أن ترد المقاومة عليه؟.

كثيرة هي الأسئلة التي بحاجة إلى ردود وبحاجة إلى تحديد موقف، ولعل كتائب القسام أكثر الجهات المطالبة بالإجابة على الأسئلة، وكذلك بقية قوى المقاومة الفلسطينية، لان إعلان البعض أنه في حل من التهدئة عبر وسائل الإعلام لا يكفي، وممارسة المقاومة ضد المحتل كل على حدة غير مجد ولن يؤلم العدو، لان المطلوب من المقاومة عمل يكافئ حجم جرائمه حتى يرتدع، وهذا يتطلب وحدة موقف وإستراتيجية مشتركة وتحديد أهداف لأي رد على انتهاكات الاحتلال مع حرية اختيار الزمان والمكان.

ثم من الضروري أن نفهم جميعا مقاومين ومواطنين ومراقبين أن المقاومة الفلسطينية لا تقوم من اجل تحقيق الانتصار، ولكنها تقاوم من الحفاظ على بقاء القضية من الاندثار أو الضياع، لان من يعتقد أن المقاومة بما لديها من إمكانيات يمكن لها أن تحقق نصرا فهو إما يخدع نفسه أو لديه أهداف أخرى.

المقاومة مجتمعة أو منفردة لا تملك مقومات النصر على العدو لان إمكانياتها لا تقاس بإمكانيات العدو وهي ستبقى بمقاومتها تعمل على إشغاله والحفاظ على جذوة القضية الفلسطينية مشتعلة، في انتظار تغير الواقع الإقليمي وتعديل ميزان القوى، وان تنحاز القوى الإقليمية إلى المقاومة الفلسطينية لإحداث نوع من التوازن، وهي مرحلة نعتقد أنها لن تكون بعيدة.

جريمة الاغتيال تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لديه قرار متخذ بالعدوان على غزة عبر قياداته السياسية والعسكرية وهي بحاجة إلى ما يمكن أن تقنع به الإدارة الأمريكية التي لا ترغب بهذا العدوان وترى فيه أنه سيشكل خطرا على إسرائيل في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة، رغم أن إسرائيل تريد أن تختبر الموقف وردات الفعل العربية، وفي نفس الوقت ترتكب جريمة بشعة في ظل التبرير الدولي لجرائمها المتكررة ووصفها أنها تمارس نوع من الدفاع عن النفس رغم أن ما ترتكبه جريمة حرب واضحة لدى من يريد أن ينصف الشعب الفلسطيني.

على العموم، ما هو المطلوب من المقاومة الآن وفي ظل هذا التصعيد الإسرائيلي وهذه النية المبيتة للعدوان؟ المطلوب وحدة موقف وإستراتيجية موحدة وتعاون كامل في هذا المجال، وفي نفس الوقت رد على جريمة الاغتيال والجرائم التي سبقتها، وهذا الرد لا يأتي عبر وسائل الإعلام، إنما يحتاج إلى تحديد دقيق للهدف وبالطريقة والزمان المناسبين، لأنه من الضروري عدم الاكتفاء بتحميل العدو مسئولية جريمته وتسويف الرد على العدو وتبرير عدم الرد فالموقف لا يحتمل.

البث المباشر