قلقيلية – لمراسلنا
من قبيل الصدفة اكتشفت عددا من الأطفال وهم يحملون هواتف نقالة مزودة بخدمة البلوتوث التي تستخدم لنقل محتويات الأجهزة النقالة ، إلا أن البضاعة المنقولة هذه المرة كانت خارجة عن العادة والعرف والتقاليد، أغاني متنوعة ومقاطع فيديو تخدش الحياء ، وصورا فاضحة لفتيات عاريات ، بين أيدي أطفال لا تتجاوز أعمارهم الأحد عشر عاما .
هاتف والدي
"الرسالة" سألت الطفل خالد من قلقيلية عن ما يقوم به من استخدامات خاطئة لجهاز الهاتف النقال من نوع جوال فرد قائلا : هذا الهاتف لوالدي واستخدمه أفضل من والدي الذي لا يعرف استخدام البلوتوث ، فهو يعرف فقط في الهاتف الإرسال والاستقبال يقول الطفل خالد ، ويضيف دون خوف أو حياء : نستخدم كاميرات الهاتف لتصوير ما هب ودب وأثناء خروج الفتيات من مدارس الثانوية نتسابق في إرسال الصور ، ومن يجمع أكثر من الصور المثيرة والنادرة ، إنها هواية جميلة فيها التحدي والتنافس.
لم يكن الطفل خالد هو الوحيد الذي يمارس هذه الهواية الخطيرة بل معظم أصدقائه من أبناء الحي الذي يسكنه وفي المدرسة ، حيث يحاولون تصوير ما يجري في الصف والمعلم يقوم بعملية الشرح .
إدارة حديقة الحيوانات في قلقيلية أشارت إلى أن معظم حالات التصوير تكون للفتيات وللنساء داخل الحديقة من قبل أطفال لا يتجاوز عمر الواحد منهم 15 عاما ، حيث يقوم هؤلاء باستخدام هواتف نقالة من جوالات عالية الدقة ، وقد تم إلقاء القبض على العديد منهم وتسليمهم إلى الشرطة السياحية ، وأثناء فتح الجوال تكون هناك عشرات الصور للمتنزهين، وخصوصا فتيات المدارس القادمات من عدة مدن فلسطينية ، ويتباهى هؤلاء الفتية بما قاموا به من تصوير لطالبات المدارس .
وتضيف إدارة الحديقة : يقدر عدد الحافلات السياحية التي تؤم الحديقة في هذه الأيام بستين حافلة يوميا، ويكون الاكتظاظ شديد ويستغل الفتية الجوالات لالتقاط الصور في ظل الازدحام الموجود ، وقد تم تلقي عدة شكاوى من متنزهين شاهدوا فتية يقومون بالتقاط الصور لهم .
انعدام الرقابة
عمادة كلية الشريعة في جامعة النجاح قالت للرسالة في اتصال هاتفي معقبة على هذه الظاهرة : التكنولوجيا لها مخاطر لا تحمد عقباها ، والجيل اليوم يتعرض إلى هجمة شرسة في ظل العولمة الموجودة التي لا تتقيد بحدود جغرافية أو سياسية ، فالجريمة أصبحت تدخل المنازل دون إذن.
وأشارت عمادة كلية الشريعة : انعدام الرقابة على الأطفال ، والسماح لهم باقتناء مثل هذه الأجهزة وهم في سن المراهقة يعرضهم إلى مخاطر الانزلاق في وحل الرذيلة ،وبالتالي يسهل إسقاطهم في مزالق خطيرة تتعلق بمستقبل الفتى وعائلته ،كما أن انتشار هذه الظاهرة باستخدام الهواتف النقالة يزيد من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال من خلال ميولهم نحو ممارسة سلوكيات شاذة قد تصل إلى اقرب المقربين لهم .
وعن الحل لهذه الظاهرة نوهت عمادة الكلية :يجب إشغال الفراغ لدى الفتى في المدرسة والمنزل ، وإشاعة التقوى بين أوساط الأطفال والفتية والشباب ، وان يكون للمسجد دور من خلال تفعيل الدروس والمواعظ أيام الجمع وسائر أيام الأسبوع .