الرسالة نت-كمال عليان

يشهد قطاع غزة حربا صهيونية أوقعت منذ الخميس 17 شهيدا وعشرات الجرحى ، في ظل توقعات بارتفاع العدد نظرا لاستمرار القصف العنيف على القطاع.

وجاء التصعيد الصهيوني بعد ايام لشن طائرة حربية صهيونية غارة على منطقة تقع بالقرب من مدينة "بورسودان" شرق السودان  كان تستهدف حسب مزاعم الاحتلال القيادي في كتائب القسام عبد اللطيف الأشقر الذي وبحسب تأكيدات قيادة حماس قد نجا من عملية الاغتيال.

وتلمح هذه الأحداث المتسارعة في ظل انشغال العرب في الأحداث الداخلية وابتعاد القضية الفلسطينية عن أجندتهم بفرصة ذهبية لإمكانية تخطيط "اسرائيل" لهجوم أوسع على القطاع، خصوصا بعد تراجع غولدستون عن تقريره حول تقصي الحقائق عن الحرب الاخيرة عن غزة، حسبما يرى المراقبون.

المحلل السياسي خليل شاهين لم يستبعد أن تقوم اسرائيل بشن عدوان واسع النطاق على قطاع غزة في ظل انشغال العالم العربي بالأحداث الداخلية لديها.

وقال شاهين لـ"الرسالة نت" :" باعتقادي هناك قرار صهيوني بشن عدوان واسع النطاق على قطاع غزة يستهدف بشكل أساسي القدرات المتنامية وخاصة الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية".

وعلى المستوى الرسمي طالب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الصهيوني على غزة . وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق اعادة استئناف التهدئة ووقف اطلاق النار، لعدم اعطاء الاحتلال الصهيوني أي ذريعة لتوسيع عدوانه، لكن يبدو ان الاحتلال قد فهم تلك الرسالة سلبا.

القيادي في حركة حماس مشير المصري قال أن إعلان الفصائل عن التزامها بالتهدئة التوافقية ليس من منطلق الضعف، بل من منطلق الحكمة في إدارة الميدان. وقال:" على الاحتلال أن لا يفهم هذه الرسالة سلباً لأن المقاومة على جاهزية تامة للدفاع عن شعبنا الفلسطيني"، مؤكدا أن العدوان المتواصل على غزة، يدلل على العقلية الإجرامية  للاحتلال.

وكشف المصري لـ"الرسالة نت" أن الحكومة الفلسطينية بغزة أجرت الكثير من الاتصالات العربية بهدف تجنيب الشعب الفلسطيني مزيد من الدمار والقتل ووضع حد للعقلية الصهيونية الإرهابية"، مطالبا العالم بأسره تحمل مسؤولياته لحماية الفلسطينيين.

وكانت كتائب القسام اعلنت في وقت سابق تبنيها اصابة حافلة صهيونية بقذيفة مضادة للدروع، مما أدى إلى اصابة اثنين من ركابها.

المحلل شاهين يرى أن حماس نجحت في ارسال رسالة واضحة للاحتلال الصهيوني من خلال استهداف الحافلة بصاروخ متطور.

وقال:" من يستهدف الحافلة وهي فارغة كان بإمكانه استهدافها وهي ممتلئة فحماس بتلك العملية تريد ايصال رسالة أن القبة الحديدية لن تمنع المقاومة الفلسطينية من الرد على جرائم الاحتلال".

ما يحدث الآن في القطاع المحاصر يتطلب برأي الكثيرين من المراقبين تحركا دبلوماسيا جادا لوقف العدوان الصهيوني، في حين يرى مراقبين آخرين استحالة ان تقوم اسرائيل بشن حرب واسع النطاق على غزة، لا سيما وأن أي حرب على غزة قد تساهم في انهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح..