قائد الطوفان قائد الطوفان

جنرال إسرائيلي يعترف بفشل القبة الحديدية

وكالات- الرسالة نت

ما زال الجدل في الدولة العبرية دائرا حول منظومة القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، ويستشف من تصريحات القادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل أنّ تكلفة القبة الحديدية مرتفعة للغاية، وأنه بدون المساعدة الأمريكية، من المستحيل حماية جنوب "الكيان" من صواريخ المقاومة.

بالإضافة الى ذلك فإنّ التكلفة العالية جداً لكل عملية إطلاق، حوالى مئة ألف دولار، دفعت العديدين إلى التساؤل حول جدوى هذه المنظومة، الأمر الذي حدا بمسؤولي الصناعات العسكرية الإسرائيلية (رفائيل) إلى التصريح علناً بأنهم يعملون على تصدير هذه المنظومة الدفاعية لتسديد التكلفة العالية.

وفي هذا السياق قال الجنرال في الاحتياط، "مائير إليران"، رئيس أبحاث الجبهة الداخلية في معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة "تل أبيب"، في مقال نشره على موقع المركز إنّ عمليات الاعتراض الناجحة لصواريخ ’غراد’ التي أطلقت من قطاع غزة في الأيام الأخيرة ستشكل مرحلة تأسيسية في منظومة ’القبة الحديدية’ وفي تطور العقيدة العسكرية في (إسرائيل), حيث أنها المرة الأولى التي تنجح فيها منظومة الدفاع الجوية الصهيونية في مواجهة خطر الصواريخ قصيرة المدى.

ولم يكن تحقيق هذه العقيدة الدفاعية الفعالة أمراً سهلاً بالنسبة للجيش الإسرائيلي، إذ استغرقت أعواماً طويلة من النقاشات داخل هيئة الأركان بشأن مدى الحاجة إلى هذه المنظومة، وذلك في ظل تحفظات عدد من كبار المسؤولين في الجيش وفي سلاح الجو الذين رأوا أنها خارجة عن المألوف ولا تتلاءم مع الخطر الهجومي.

وأشار في سياق مقاله إلى أنّ حرب لبنان الثانية ونتائجها المؤسفة دفعت وزير الحرب الصهيوني آنذاك عمير بيرتس إلى طلب البحث في تطوير حلول تكنولوجية تشكل رداً على الصواريخ قصيرة المدى.

وقد ساهم وزير الحرب إيهود باراك فيما بعد في بلورة مشروع متعدد الطبقات للدفاع الجوي الفعال (صاروخ ’حيتس’ ضد الصواريخ بعيدة المدى، ومنظومة ’الصولجان السحري’ ضد الصواريخ متوسطة المدى، و’القبة الحديدية’ ضد الصواريخ قصيرة المدى).

ورأى إليران أن الإنجاز الذي حققته المنظومة الجديدة، مهم لعدة أسباب أولها أنها تعبر عن قدرة تكنولوجية إسرائيلية من الطراز الأول, فقد أثبت الجيش الصهيوني مرة أخرى أنه قادر على استيعاب منظومات سلاح جديدة وجعلها عملانية، كما أن التنسيق بين المطورين لمنظومات السلاح وبين المستخدمين أمر مهم للغاية وسيشجع على بيع هذه المنظومات من السلاح إلى دول أخرى.

وأضاف أن نجاح المنظومة الجديدة يمنح (إسرائيل) وقادتها بعداً نوعياً جديداً في الرد على تهديدات حماس وحزب الله.

واعتبر أن المنظومة الجديدة لا تشكل رداً على كل السيناريوهات، لكنها تدل على إمكانات جديدة وحيوية لا مثيل لها وستضاف من الآن وصاعداً إلى الترسانة الصهيونية في مواجهة كل تهديد, وقال "منذ أعوام ونحن ندعو إلى إضافة قدرة دفاعية على القدرات الهجومية الإسرائيلية تتلاءم مع التهديدات الحالية، واليوم تحققت هذه الرؤيا".

وأضاف إن للدفاع الفعال بصورة عامة وللقبة الحديدية بصورة خاصة أهمية نفسية كبيرة بالنسبة إلى السكان المدنيين المعرضين لخطر الصواريخ. وسيخلق النجاح المتتالي شعوراً لدى الجمهور بالأمان والحصانة والقدرة على مواجهة الصعوبات.

لكن في مقابل هذه الانجازات المهمة، شدد الجنرال إليران، هناك ثمن مرتفع إذ توجد حالياً في جنوب الكيان بطاريتان من الصواريخ الاعتراضية ’القبة الحديدية’. ومن أجل تأمين المظلة الضرورية لحماية التجمعات السكانية والبنى التحتية الوطنية والعسكرية الحيوية، نحن بحاجة إلى أكثر من 18 بطارية.

 ولفت أيضاً إلى أنّ تكلفة الحصول على هذه البطاريات وتشغيلها باهظة للغاية، ومن المفترض أن يأتي جزء من المبلغ وهو 205 ملايين دولار، من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك استناداً إلى اتفاقات مع الإدارة الأمريكية, منوها أن هذا المبلغ أقل من المطلوب، وإذا لم تُخصص أموال لتمويل شراء هذه البطاريات من موازنة الدفاع نفسها، لن يكون في الإمكان نشر هذه البطاريات في الأمد القريب.

وخلص الجنرال والباحث الإسرائيلي إلى القول إنّ هذه هي المشكلة  فكلما كبر النجاح كبرت المطالب، ولا سيما من جانب القيادة المدنية والمحلية.

ولقد تحولت القبة الحديدية إلى مشكلة سياسية، إذ ستجد الحكومة الإسرائيلية صعوبة في مواجهة الضغوط، وستضطر إلى توسيع الاستثمار في هذه المنظومة، وسيأتي ذلك بصورة بطيئة جداً ومتأخرة للغاية, ولقد كان أجدى بالحكومة أن تفعل ذلك بزخم أكبر وبوقت أسرع، على حد تعبيره.

البث المباشر