بالفيديو ..التشرد هاجس يلاحق أسرة أبو حمدي

غزة - أمل حبيب

يلتفون حول صينية مستديرة أمام مسكنهم المؤقت تتناثر فوقها قطع الحلوى وألواح الشوكولاتة.. يتقاسمون الأدوار فيما بينهم .. أكبرهم اسلام 10 سنوات تنادي بصوتها الضعيف لتجلب المشترين.. أما الثانية فتصارع الذباب الذي يلاحقهم في لقمة عيشهم محاولا افتراس الحلوى منهم , وبالنسبة لنور 3 سنوات فتنتظر الفرج وترفرف بأحلامها الوردية عاليا التي تتلخص بالالتحاق بالروضة وامتلاك حقيبة بألوان زاهية ودمية تسليها.

هو عمل بنات أبو حمدي المستحدث بعدما تبرع له أهل الخير بمبلغ مئة شيكل لشراء بعض الشيبس والحلوى وبيعها لتوفير قوت يومهم .

أبو حمدي كان يعمل في احدى مطاعم القطاع طوال النهار والليل حتى عام 2005 وبعدها أصبح عاطلا عن العمل بسبب تدهور حالته الصحية واجرائه لعدة عمليات منها  دوالي الساقين  ومعاناته من الغضروف مما أدى الى سوء وضعه المادي بسبب جلوسه بالبيت .

وضاقت الحياة بأبي حمدي أكثر بعدما طلب صاحب البيت الذي كان يسكن فيه أن يتركه بحجة تزويج ابنه وأمهله ثلاثة أيام , وقال أبو حمدي بحرقة بدت على صوته :" طردني من البيت حتى يؤجره لمستأجر مضمون صاحب وظيفة ".

لملم أبو حمدي أبناءه السبعة وحاجياته وخرج من البيت ولسانه يردد: "ربنا ما بنسى حدا ", وبالفعل فأهل الخير من أبناء مسجد المنطقة استأجروا له منزلا مدفوع الايجار لمدة شهرين,  يبلغ ايجاره شهريا700 شيقل غير مدفوع الكهرباء والمياه .

الطفلة نور ذات الثلاث سنوات كانت تلحق بضوء كاميرا "ألم وأمل " حتى تقف أمام العالم وتخبرهم بأحلامها فقالت :" بدي أواعي حلوين " ثم نظرت الى قدميها الحافيتين,  وقالت :"كمان بوت للروضة " , نور سمعت بالروضة من بنات الحي فهي تحلم بذلك العالم البريء ولكنها لا تعلم تفاصيله , فلم تلتحق أيا من أخواتها بها حسب قول والدتها .

أبو حمدي الذي يعيش منذ 20 يوما في مسكنه الجديد تجول في ذهنه أسئلة عديدة أهمها " من أين سأدفع ايجار الشهر القادم؟ " " وأين سنذهب بعد انقضاء الشهرين؟ .. وهل سيكون مصيرنا التشرد..؟

يذكر بأنه تنقل في بيوت الايجار اكتوى خلالها بنار الأسعار وعدم صبر المالكين عليه .

بيت أبو حمدي يتكون من ثلاث غرف يتقاسم أطفاله بعض الفراش البالي أو يتناوبون عليه ..أما بقايا ملابسهم فتتصارع في طاولة التلفاز أو في أكياس بلاستيكية فلا خزانة أو سرير .

لوحت الطفلة ايمان بيدها مودعة (الرسالة) ومتمنية أن تعود مرة أخرى لترسم البسمة على وجوه عائلتها المحتاجة.

هي رسالة تبعثها "ألم وأمل " الى كل قلب ينبض لمساعدة عائلة أبو حمدي وحمايتها من التشرد والضياع .

 

البث المباشر