غزة - لمندوبنا
ما تزال تمثل الفحولة هاجسا للرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي؛ لذا يعمدون إلى طرق ابواب الصيدليات وتجار السوق السوداء لشراء العقاقير والمنشطات المساعدة على تحسين قدراتهم الجنسية.
وينفق الذكور في قطاع غزة نحو 10 دولارات شهريا على العقاقير والمنشطات وفق تقديرات صيادلة فيما لا توجد نسب حقيقية إزاء أعداد المستهلكين لتلك المنشطات.
ويتردد الضعاف جنسيا على صيدليات معينة بائعوها رجال تجنبا للحرج فيما يلجأ آخرون إلى تجار السوق السوداء رغمأن جزءا كبيرا منهم غير متخصصين في وصف تلك العقاقير.
والهم الأكبر لدى بائعي الأدوية الجنسية -سواء في السوق البيضاء (الصيدليات المرخصة) أو السوداء- زيادة مبيعاتهم، ولكن معظم الزبائن أيضا لا يلجؤون إلى طلب النصيحة من الصيدلي، وهذا ما يؤكده أحد الصيادلة ويدعى محمد.
وتقدم المقويات الجنسية بأشكال مختلفة لكن عقار (الفياجرا) يعتبر الأكثر رواجاً ليس في غزة فقط وإنما على مستوى العالم، وهذا ما أكده الصيدلي محمد الذي يدير صيدليتين في شمال قطاع غزة.
وتتراوح ثمن الحبة الواحدة من العقارات المنشطة ما بين 0.5 إلى دولار واحد، "وهو مبلغ زهيد يمكن أحيانا أصحاب الدخل المحدود من شرائها"، كما يقول الصيدلي.
ودخل إلى قطاع غزة مؤخراً منشطات تصنف في أواسط المتعاطين على أنها (أعشاب) صينية الصنع في حين يقول الصيدلي محمد: "معظم المنشطات يعطى لها أسماء مختلفة لكنها نهاية المطاف هي فياجرا".
ولا يخفي الصيدلي سرا حين يؤكد أن عدد الزبائن المتداولين للعقاقير "المنشطة" الذين يترددون يومياً عليه لا يقل عن عشرين زبوناً، مبينا أن زملاءه يشيرون إلى نسبة عدد الزبائن نفسها تقريباً.
وفضل الصيدلي عدم الافصاح عن اسمه كاملا رغم أن بيع المنشطات الجنسية غير محظور من الجهات الرقابية (وزارة الصحة).
ولا يتوانى الصيدلي محمد عن تقديم النصيحة للزبائن رغم أن الكثير منهم لا يفضلون الاستماع إلى النصائح التي من شأنها "إحباط سعادتهم" على حد تعبيره.
وخبّر الصيدلي عن أن عدد المتعاطين لـ"المقويات" في تزايد مستمر، مرجعاً سبب ذلك إلى التعود على تعاطي مثل تلك العقاقير في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية.
ويحظر على الصيدليات بيع العقاقير المنشطة للمرضى، وبخاصة مرضى القلب وضغط الدم والشرايين؛ لهذا يقوم الباعة في (السوق البيضاء) بسؤال الزبون إن كان يعاني من الأمراض الانفة لأن من شانها التأثير على صحته.
ولا يخضع تداول العقاقير والمقوية جنسياً، لعمر محدد، وفق تأكيد الصيدلي أحمد عبد الله، موضحاً أن متعاطيها المتزوجين من مختلف الاعمار.
ويقول الصيدلي عبد الله إن حديثي الزواج يلجؤون لتعاطيها (أي المنشطات) لزيادة نشاطهم الجنسي، "في حين أن كبار السن يتعاطونها نتيجة عجزهم عن ممارسة الحياة الجنسية بصورة طبيعية".
ومع الانتشار الواسع الذي حققه عقار الفياجرا -أو الحبة الزرقاء- في علاج الضعف الجنسي فإن آثاره الجانبية المتعارف عليها بين الأوساط الطبية تجبر العلماء على البحث والتنقيب عن بديل أمثل لحل هذه المشكلة.
وحذرت مؤسسات طبية من العواقب السلبية والأعراض الجانبية "للفياجرا" ولاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والضغط وغيرها، ولكن مواطنين في غزة ما يزالون يتداولونها على اعتبار أنها المنشط الأكثر فعالية.
وكشف أحد الأطباء في مستشفى الشفاء بغزة عن تعرض رجل خمسيني لأزمة قلبية حادة جراء تعاطيه لعقار "الفياجرا" دون الأخذ بتوصيات الأطباء.
وشدد الطبيب على أن بيع عقار الفياجرا في الصيدليات يجب أن يقيد وأن يصرفه الصيادلة بحذر، "وخصوصا لمن يدعي من المرضى أنه سليم".
ويدخل تجار السوق السوداء في غزة مقويات جنسية على شكل علكة بالإضافة إلى أصناف أخرى عبر الأنفاق الواقعة أسفل الحدود الفلسطينية-المصرية، ولكنه سرعان ما ألقي القبض عليهم وفقتأكيد مصادر رسمية.
واختصر تاجر للعقاقير المنشطة -يدعى أبو خليل- الكثير من القول حين أخبر أن المقويات الجنسية "من أكثر السلع الرائجة في قطاع غزة", على حد تعبيره.