غزة - الرسالة نت
كان يطل على شعبه بلحيته المشرّبة ببياض الشيب والمثقلة بهموم الأمة، ومن خلف عدسات نظارته السميكة كانت تتجسد كل معاني الحياة.. من هذا الواقع كانت تندفع كلماته الحالمة والهدارة، حاملةً كل أطواق النجاة؛ لتنتشل أسرى طالما تذوقوا مرارة السجون كما تذوّقها هو إلى رحاب الحرية.
إنه عبد العزيز الرنتيسي.. "أسد فلسطين الشهيد".. الذي يتذكره الشعب الفلسطيني اليوم في الذكرى السابعة لاستشهاده، والتي تعانق ذكرى الأسير الفلسطيني.
ويحيي الفلسطينيون اليوم الأحد 17-4-2011م الذكرى السابعة لاستشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي تزامنا مع احتفالاتهم بيوم الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني.
هذا وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن سلسلة من الفعاليات في يوم الأسير وذكرى الرنتيسي، ومن ضمنها إطلاق موجة إعلامية مفتوحة مشتركة عبر وسائلها الإعلامية كافة.
ويجد الناظر إلى أحوال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أن غالبية من أطلق سراحه, قد غيبتهم صواريخ الطائرات الصهيونية، ومنهم من لا زال يقبع داخل جنبات الأسر، وعيونهم ترنو نحو إتمام صفقة التبادل..
إلى ذلك بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في سجون الاحتلال سبع سنوات، بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدا بمرج الزهور، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15-1-1988، وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5-3-1988.
ويقول الرنتيسي في مذكراته عن تلك الأيام: "منعت من النوم لمدة ستة أيام، كما وضعت في ثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة.. رغم ذلك لم أعترف بأي تهمة وجهت إلي بفضل الله".
كذلك اعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهراً معزولاً عن بقية المعتقلين.
وفي 17 ديسمبر 1992م أُبعد مع 400 من نشطاء وكوادر حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان في مرج الزهور؛ حيث برز هناك ناطقًا رسميًّا باسم المُبعَدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان؛ لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيرًا عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في ذلك.
واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 أبريل 2004م، بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة؛ ليختم بذلك حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.
ووفق الإحصائيات الفلسطينية الرسمية فإن "إسرائيل" تعتقل أكثر من 8 آلاف أسير فلسطيني موزعين على 26 سجنا، وتزداد أحوال المعتقلين سوءا يومًا بعد يوم، وفق سياسة منهجية صهيونية عانى منها ربع الشعب الفلسطيني منذ العام 1967.
ومن بين الأسرى ما يقارب ألف أسير مريض, و30 أسيرا يقبعون بصورة دائمة في مستشفى سجن الرملة "سيئ السمعة"، فضلا عن جرحى الانتفاضة الذين أصيبوا واعتقلوا دون تقديم لهم رعاية طبية كافية.