قائد الطوفان قائد الطوفان

متضامنون أجانب : لن نغادر غزة

الرسالة نت - رائد ابو جراد

لم يكن مقتل المتضامن الإيطالي "فيتوري أريجوني" بالنبأ السار لزملائه المتضامنين سواء في غزة ممن شاركوا أهلها آلام الحصار وقسوة العدوان أو خارجها.

 في آخر لحظات وداع أريجوني أجهش بعض زملائه بالبكاء وسيطرت مشاعر الحزن وألم الفراق على آخرون فيما صدم بعض من قدم للقطاع في زيارة خاطفة ليشارك في تشييع جثمان صديقه.

عشق غزة

رغم انشغالهم في وداع فكتور وصعوبة الحديث معهم لعدم وجود مترجم خاص لجميع لغاتهم الانجليزية منها والإيطالية والفرنسية تمكن  "الرسالة نت" من اختراق حاجز اللغة والوصول لعدد لا بأس به من المتضامنين الأجانب المقيمين بغزة.

وقدم عدد من المتضامنين الأجانب للمشاركة في تشييع ونقل جثمان صديقهم الناشط الإيطالي لمعبر رفح ومن ثم لمسقط رأسه مدينة ميلانو ليوارى الثرى رغم طلبه في وصيته أن يدفن في أرض غزة التي عشقها وأحبته.

المتضامن الإيطالي لورسينو جينياو (28عاماً) سرد علاقته مع مواطنه فقال "شاركته العمل الحقوقي والأنشطة والفعاليات المتعددة في قطاع غزة طيلة خمس سنوات ماضية منذ قدومه في أول سفينة لكسر الحصار عام 2008".

وأشار الناشط في مؤسسة GVC الإيطالية العاملة في غزة إلى أن مواطني القطاع يعرفون صديقه فكتوري جيداً ويدينون له لوفائه وعشقه لأرضهم، مستدركاً "كما أننا لم نشعر بالخوف وعدم الاستقرار طيلة مكوثنا في غزة لأن الحالة الأمنية كانت جيدة بثت الطمأنينة في نفوس جميع المتضامنين المقيمين في أرض القطاع".

وشاركته الرأي متضامنة من بلده تدعى سلفيا وتقيم بغزة منذ عدة أشهر لتشير إلى أنها وزملاءها سيواصلون مكوثهم في غزة لمساندة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المحاصر رغم مقتل فكتور الذي اعتبرته عاشق الغزيين الأول، مضيفةً أن "مقتل فكتور أعطاهم دفعة قوية نحو مواصلة الجهود التضامنية من أجل غزة وأهلها الذين لا ذنب لهم في مقتله".

أما المتضامن الإسباني ناتشيو راؤول (36عاماً) فاستهجن بشدة اختطاف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني دون أي جريمة أو تهمة ارتكبوها، معتبراً قتل فكتوري الذي أحب غزة وأهلها وتضامن معهم على مدار 5 سنوات محاولة من البعض لتدمير العلاقات الإنسانية الأخوية بين شعوب العالم والفلسطينيين المحاصرين.

وتابع الإسباني وقد بدا وجهه متهجماً "حزنت كثيرًا؛ فأريغوني صديقي منذ سنوات كثيرة فقد عشت بصحبته وعملنا سويا في مجال حقوق الإنسان وحماية المدنيين والتنسيق مع جمعيات دولية لمساعدة الفلسطينيين وتقديم يد العون لهم ورفع الحصار المفروض عليهم خاصة من سكان غزة".

جهود أمنية

"لن أغادر غزة ولن أفكر في ذلك الأمر بتاتاً" .. كلمات صدحت بها المتضامنة البلجيكية أنجي (27 عاماً) وقد سيطرت على مشاعرها الملتهبة حزناً على فراق صديقها المتضامن الإيطالي بعد مقتله على يد ثلة منحرفة بغزة.

وشددت المتضامنة التي وصلت غزة قبل 5 شهور كجزء من حركة التضامن الدولية مع سكان القطاع المحاصر أنها لن تغادر وزملائها رغم ما حدث لصديقهم.

ودعت المتضامنة البلجيكية – زينت قميصه بصورة للمغدور أريجوني – الحكومة الفلسطينية في غزة للإسراع في القبض على القتلة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء فعلتهم.وتابعت إنجي "أدعو كافة زملائي حول العالم للقدوم لغزة وعدم الخشية على حياتهم وأطمئنهم أن الأوضاع بالقطاع آمنة وأن اختطاف وقتل فكتور أمر عابر لن يتكرر".

فيما تساقطت الدموع من مقلتي أثناء نقل جثمان صديقه أريجوني تأثراً على فراقه بعد مقتله في جريمة بشعة على يد جماعة منحرفة فكرياً في غزة فجر يوم الجمعة 15 إبريل (نيسان) الماضي.

وفور سماع المتضامن الأمريكي نيتث مايكل (33عامًا) القادم من واشنطن للتضامن مع غزة نبأ اختطاف ومقتل زميله في العمل الحقوقي أجهش بالبكاء وتبدلت لحظاته السعيدة بأوقات جلها الحزن والألم لكنه أظهر حبه وتأثره الكبير بالفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة رغم ما حل بأحد المتضامنين من أقرانه ممن عشقوا أرض غزة وتنفسوا الصعداء فوق ترابها.

ولم يكن مواطنه المتضامن الأمريكي كين أوكيف ببعيد ليعبر باللغة الانجليزية المترجمة للعربية عن صدمته لمقتل زميله الذي وهب نفسه من أجل حرية الفلسطينيين في قطاع غزة، واصفًاً جريمة اختطافه واغتياله بالبشعة والجبانة.

مواصلة المسيرة

ويشعر "أوكيف" الذي ترأس قافلة الأمل التضامنية التي وصلت غزة نهاية العام المنصرم ببالغ الحزن والأسى لمقتل صديقه الناشط الإيطالي والصحافي "فيتوري أريجوني" فجر الجمعة في منزل مهجور شمال غربي غزة.

ويؤكد أن مقتل زميله في العمل التضامني لن يزيد المتضامنين إلا مواصلة للمشوار والمسيرة التي بدأها منذ إبحاره باتجاه سواحل غزة صيف العام 2008.

وبين أن جريمة قتل فكتوريو ستزيدهم إصرارًا على مواصلة عملهم وواجبهم الإنساني، وتابع "إن هذه الجريمة لن تؤثر على عملهم الذي قدموا من أجله بل ستنمي روح التضامن العالمي مع الغزيين حتى تحقق أهدافها النبيلة الساعية لكسر الحصار وتحقيق العدالة للفلسطينيين".

المتضامنون بلغاتهم المتعددة لم ينكروا عدم استقرار الأوضاع الأمنية في القطاع الساحلي رغم الحصار المفروض عليه طيلة خمس سنوات ونقص الكوادر والإمكانيات الأمنية المساهمة في فرض الإستقرار ليعتبروا حدث لزميلهم لا يعني عدم استقرار الأمن قبل أن يصف قتلته بـ"مجموعة مجانين هدفهم إفساد الحالة الأمنية المستقرة".

 

البث المباشر