القدس – وكالات والرسالة نت
كشف المراسل العسكري في القناة العبرية العاشرة في التلفزيون الصهيوني، أور هيلر، النقاب عن تفاصيل خطّة جيش الاحتلال الإسرائيليّ للسنوات الخمس المقبلة، والتي يُطلق عليها اسم (حلميش)، مشيراً إلى أن هذه الخطة ستحل مكان خطّة (تفن) التي شارفت على الانتهاء.وتعرض الخطة لمجموعة من المحاور في سياق التهديدات التي تواجه إسرائيل إلى جانب تطوير القدرات العسكرية لجيش الاحتلال .
وبحسب المراسل العسكريّ تلخص الخطة موقع" إسرائيل" الإستراتيجي الحالي في الشرق الأوسط وسط الاضطراب الحاصل في المنطقة، وخصوصاً إثر تغير النظام في مصر والتأثير الذي سيُخلفه على جيش الاحتلال وبنيته، حيث تُقدّر الخطة انعدام الثقة مع مصر وتحول سيناء إلى مشكلة فعليّة، إلا أنه من غير المتوقع أن تتضمن الخطة أي تغييرات رئيسية جراء التطورات المصرية.
وقال المراسل أيضًا، اعتمادًا على مصادر أمنيّة رفيعة في الدولة العبرية إنّ التهديدات التي ستُواجهها إسرائيل في السنوات القادمة منبعها إيران ويليها حزب الله وسورية وحماس في قطاع غزة، مع اعتبار الجبهة الشمالية (سورية وحزب الله) جبهة الحرب الأساسية وهو ما تم إعداد الخطة بناءً عليه.
وساق قائلاً إنّ الخطة رجّحت حدوث تصاعد في التهديد الأمني على إسرائيل، واحتمال حصول مواجهة متعددة الجبهات في العام 2011.
وتطرق هيلر إلى الإعداد العسكري، حيث قال، نقلاً عن المصادر ذاتها، إنّ إسرائيل ستزيد من عدد الصواريخ الاعتراضية من نوع (حيتس) الموجودة حالياً في ترسانتها وستستلم البطارية الأولى من نوع (رمح داوود) المعدّة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى بحلول العام 2013.
علاوة على ذلك، يعمل جيش الاحتلال مع شركة (رافائيل-هيئة تطوير الأسلحة) حول إمكانية استلام البطارية الثالثة من نوع (القبة الحديدية) في نهاية العام 2011، وثلاث بطاريات أخرى ستُسلّم مع نهاية العام 2012. مضافًا إلى ذلك، سيواصل الجيش جهوده للحصول على حاملة الجند المدرّعة (نمير) المبنية على هيئة دبابة (المركافا 4) بالإضافة إلى قدرات جديدة لكتائب المشاة ما يجعل الجنود أكثر فتكاً في القتال.
كما بحث سلاح المدفعية عن زيادة عدد بطاريات MLRS التي يُشغلها ونشرها في الجولان العربيّ السوريّ المحتل، لافتًا إلى بطاريات MLRS تُعد نظاماً متعدداً لإطلاق الصواريخ وله مديات طويلة وقدرة فتاكة عالية ودقة إصابة عالية المستوى.
كما أشار إلى أنّ الجي الإسرائيليّ سيصوغ في العام القادم2012، خطة جديدة متعددة السنوات تهدف لوضع دفاعات للبنية التحتية العسكرية الهامة التي قد تتعرض لهجمات انترنت مستقبلية من بلدان كإيران التي يُعتقد بأنها تعمل على الحصول على هكذا قدرات.
وأردف قائلاً: تبحث البحرية الإسرائيليّة عن إمكانية تصنيع سفينتين جديدتين بناءً على تصميم ألماني في حوض بناء السفن في إسرائيل، مشيرًا إلى أنّه في الأشهر المقبلة، سيتوجب على رئيس هيئة الأركان الفريق بني غنتس أخذ القرار حول ما إذا كانت البحرية الإسرائيلية ستتلقى الميزانية من أجل شراء سفينتي صواريخ جديدتين. لقد صُدق على امتلاك السفينتين في العام 2007 قبل الخطة الحالية، قال المراسل هيلر، لكن جراء الثمن الباهظ للسفينة في الولايات المتحدة علّق الجيش الصهيوني عملية الشراء.
على صلة بما سلف، أكّد وزير الحرب الصهيوني، ايهود باراك، بأنه ليس من الصواب الدخول في مواجهة كاملة مع الفلسطينيين، وأن الأمر طالما لم يستدع ذلك، فلن يخطو مثل هذه الخطوة التي تحتاج إلى قوات ضخمة تكون على جاهزية عالية.
وأوضح باراك بأنّ إسرائيل إذا أرادت احتلال غزة فسوف تقوم بأكثر مما قامت به خلال عملية (الرصاص المصبوب).
من جانبها، كشفت صحيفة ’جيروزاليم بوست’ أن القيادة العسكرية الصهيونية رجّحت بأن يتفاقم النزاع مع حماس، وأن لا يستمر وقف إطلاق النار على الحدود مع قطاع غزة لفترة طويلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: إن جبهة المواجهة بين إسرائيل وحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة ستُنقل إلى المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، على حد تعبيره.
في سياق ذي صلة، أشارت مصادر إسرائيليّة أن تل أبيب معنية بتحقيق هدنة مع حركة حماس حالياً، لوقف المعارك على تلك الجبهة، ولكن مع شروط جديدة، خاصة وقد تبين أن من أهداف التصعيد الأخير كان اختبار قدراتها الصاروخية، واستنزافها، إذ تم إطلاق المئات من الصواريخ على المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع، إلى جانب اختبار منظومة (القبة الحديدية) ونشر عدد من بطارياتها مؤخراً.
وألمحت المصادر إلى أن ذلك لا يلغي حقيقة أن هناك خلافاً إسرائيلياً في الرأي حول خيارين لا ثالث لهما:
الخيار الأول: شنّ حرب واسعة على القطاع، أو استمرار التصعيد الحالي بذات الصيغة إلى ما لا نهاية، بهدف إضعاف حماس، لأن العالم العربي منشغل في أموره الداخلية، وثوراته الشعبية، ولن يستطيع متابعة ما يجري ضد القطاع، وهي فرصة سانحة لإسرائيل.
الخيار الثاني: يتمثل في التوصل إلى هدنة قد تستمر لسنة أو لأشهر، حتى يستقر الوضع في المنطقة بأكملها، ومؤيدوه الأكثر تأثيراً ونفوذاً، فيقولون أن الثورات ضد الأنظمة العربية، قد تتحول ضد أي هجوم إسرائيليّ على القطاع، وتحويل العرب تجاه ثوراتهم نحو إسرائيل، وهو ليس من صالحها.
ويرى هؤلاء بأن إسرائيل ليست جاهزةً لخوض حرب لا تعرف كيف ستتطور، وما هي تداعياتها، وقد تتوسع لتشمل جبهات أخرى، لذلك عليها التريث والاستعداد أفضل للمستقبل، موضحين بأن من المهم القيام بين الفينة والأخرى بشن هجوم عسكري محدود عبر سلاح الجو، لمنع حماس من تعزيز قوتها الصاروخية، وضرورة إبقائها في حالة استعداد وترقب وانتظار، على حد تعبيرهم.