قائد الطوفان قائد الطوفان

فتح تنشغل بأرشيف "أبوعمار" وتهمل التحقيق بوفاته

فايز أيوب الشيخ

تنشغل حركة فتح وسلطتها - هذه الأيام- باستعادة أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات وجمع مقتنياته وترميم ضريحه في رام الله، مع اهمالها نتائج التحقيق في أسباب وفاته،  ما يؤشر على نوايا مقلقة في حصر قضية وفاة عرفات بالشكليات بعيداً عن أساسيات الكشف عن ظروف "اغتياله".

وكان مقربون من الزعيم الراحل وأبرزهم ابن أخته ناصر القدوة وطبيبه الخاص أشرف الكردى رجحوا "موته مسمومًا" ، إلا أنه على الصعيد الرسمى للسلطة، أعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق نبيل شعث أن لجنة تحقيق وزراية فلسطينية لم تستطع التوصل إلى نتائج حاسمة في سبب وفاة عرفات. وأغلق الملف على ذلك..!

يذكر أن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، اتهم رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس والمسئول الأمني السابق محمد دحلان بالتورط في خطة أمريكية إسرائيلية لتسميم عرفات.

تقصير اللجنة الفتحاوية

وفي ذات السياق، رفض عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي التشكيك في أن يكون لأي ركن من أركان السلطة ضلعاً في وفاة أبو عمار، كما رفض المقارنة بين الانشغال الفتحاوي في جمع أرشيف أبو عمار ومقتنياته وبين البحث والتحقيق في أسباب وفاته قائلاً "أنه لا علاقة بين الملفين".    

وحاول زكي في حديثه لـ"الرسالة نت" الدفاع عن تقصير لجنة التحقيق الفتحاوية في مجرد الإعلان عن نتيجة واحدة من نتائج التحقيق فقال "إن هذا الأمر متروك للجنة التحقيق التي كانت في البداية من الأردن وتونس ومصر وفرنسا (..) فهناك تعقيدات كبيرة تحول دون التوصل لنتائج حقيقية"، مشيراً إلى أنه تم التجديد للجنة التحقيق ثلاث مرات ولم تواصل عملها، على حد تعبيره.

وأضاف زكي "من الواضح أن أبو عمار مات مسموماً وأن اغتياله كان غدراً"،  مستدركاً "لكن نحن ندرك كم هو صعب الاعتراف باغتيال شخصية كبيرة مثل عرفات..!"، زاعماً أن حركته في طور المتابعة والتحقيق على أمل أن الإفراج عن التقارير والوثائق المتعلقة بوفاة أبو عمار أو التوصل إلى نتائج قبل الإفراج عنها.

ونوه زكي إلى أن أرشيف أبو عمار يخص منظمة التحرير والسلطة، حيث أُغلق بعد رحيل قيادة المنظمة من تونس ولم تطلبه حتى بعد وفاة أبو عمار، لافتاً الى أن دائرة الحصر في رام الله طلبته الآن لنقل "أرشيف الثورة "إلى رام الله.

كما أشار إلى أن ضريح أبو عمار الموجود في رام الله من الممكن نقله إلى مدينة القدس في حال انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، كما قال.

إهمال الأرشيف الطبي

من جهته اعتبر المستشار السياسي لرئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقة، أن هناك إهمالا من قبل السلطة في الحفاظ على الوثائق الفلسطينية بشكل عام، وبالتالي حتماً سيكون هناك إهمال في الوثائق الخاصة بالرئيس أبو عمار وأعمال المنظمة في تونس، مشيراً إلى أن هذا الإهمال كان منذ أن اجتاحت "إسرائيل" بيروت وتمكنت من السيطرة على الكثير من الوثائق الفلسطينية التي أوصلتها إلى مجموعة من المعلومات التي أضرت بشخصيات وقيادات فلسطينية.

ولكن رزقة ركز في حديثه لـ"الرسالة نت" على ضرورة أن يتوفر الأرشيف الطبي المتعلق بوفاة عرفات حتى يبنى عليه في التحقيقات.

وأضاف "مازالت المعلومات هي ملك للجهات الفرنسية التي عالجته والتي ربما أعلمت بها بعض الجهات الفلسطينية التي لم تطلع الشعب الفلسطيني عليها إلى الآن ".

وأوضح رزقة أن هناك أسبابا تختفي وراء عدم الكشف عن ملابسات مقتل أبو عمار للجمهور الفلسطيني، معرباً عن اعتقاده بأن الشعب الفلسطيني سيبقى يطالب بفتح هذا الملف لمعرفة من قتل رئيسه والظروف التي أحاطت بالوفاة.

كما شدد رزقة على ضرورة معرفة من شاركوا في عملية القتل لأن هناك شبهات كثيرة حول مشاركة البطانة التي كانت تحيط بالرئيس أبو عمار أثناء وجوده في مقر المقاطعة.

واستدل رزقة في قوله على ما أعلن عنه مستشار عرفات "بسام أبو شريف" الذي اتهم أطرافاً من داخل المقاطعة بالتورط في عملية قتل أبو عمار من خلال التعاون مع "إسرائيل" في هذا المجال.

التحقيق في المقاطعة

أما العضو المستقل في المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة، فقد قال أن تسلم "سلطة فتح" لأرشيف الراحل أبو عمار يجب أن يكون "حافزاً لها للبحث والتحقيق الجدي في أسباب وفاته".

وأشار في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن هناك توافقا دوليا وعربيا و" فلسطينيا" في عدم مناقشة أو فتح ملف التحقيق في وفاة أبو عمار.

وأوضح خريشة أنهم في المجلس التشريعي السابق شكلوا لجنة تحقيق والتقوا أطباء مصريين وتونسيين في هذا السياق، ولكن عندما أصبح التحقيق جدياً –حسب خريشة-طلب منهم أحمد قريع رئيس الوزراء آنذاك بإيكال الملف إلى لجنة وزارية، حيث ذهب وزير الصحة إلى فرنسا وعاد بما وصفها "بدستة تقارير طبية".

وقال" ليست نهاية المطاف البحث في التفاصيل الطبية أو أسباب الوفاة من ناحية مهنية، حيث كان بإمكان هؤلاء التحقيق مع الأشخاص المشتبه بهم في المقاطعة ممن كانوا حول أبو عمار، ولكن يبدو أن هناك شيء يريدون إخفاءه".

وأعرب خريشة عن استغرابه من تشكيل السلطة لجانا تحمل إسم أبو عمار والتحضير للاحتفال بذكراه و ترميم ضريحه , وقال" بدلاً من البهرجات الكذابة، الأولى البحث عن من قتل عرفات".  

البث المباشر