مقال: بالصوت العالي..عندما يسقط الرجال

وسام عفيفة

هل تعرفون تلك القصة من الأثر؟..((قصة عابد من عباد بني إسرائيل))

إليكم تذكير بها باختصار.. كان هناك ثلاثة أخوة ولهم أخت وحيدة ويتيمة ليس لها أحد غيرهم،

فقرروا أن يسافروا لحاجة لهم، فقالوا: أين نضع أختنا ومن ذا الذي نأمنه عليها، فقال لهم الشيطان: لا أحد غير العابد، فهو أتقى الناس.

فذهبوا للعابد وطلبوا منه أن يضعوا أختهم عنده، فكان رد فعله أن قال: "أعوذ بالله.. أضع امرأة أجنبية عندي", ورفض، وما أن تولوا عنه حتى جاءه الشيطان، فقال له: ألست تبحث عن الأجر؟ لماذا لا تحفظ لهم أمانتهم, واطلب منهم أن يصنعوا لها غرفة بجانب صومعتك، لا تراها ولا تراك.. وهكذا وافق العابد بناء على شرطه.

فكان العابد يأتي لها بالطعام والشراب فيضعه أمام الباب ثم يذهب ويتركه، فإذا وصل إلى صومعته رمى بحجر على الباب فتسمعه فتفتح وتأخذ الطعام.

ومر على ذلك سنوات، فجاءه إبليس في هيئة الناصح، قال له: لماذا لا تضعه داخل الغرفة وتنصرف.. فوافق وأصبح يفتح الباب وربما لفت منها نظرة، وبدأ الشيطان يجمّلها له.

إبليس بعد مدة: "مسكينة هذه اليتيمة لا أنيس لها، لماذا لا تجلس خارج الباب وبينك وبينها حجاب وتكلمها فتأنس بك؟".. فوافق, وهو يحدثها ويمزح معها حتى بدأ بينهم "استلطاف".

إبليس مرة أخرى: "لما لا تفتح الباب وتجعلها تنظر إليك وأنت لا تنظر لها فإن ذلك له تأثير أكبر عليها وإيناس أكثر".. فوافق، فزاد تعلقها به وأصبح المزاح يكثر.

ثم جاءه وقال: "أنت الآن تثير الشبهات حولك.. جالس مع هذه الفتاة وأيضا الناس تراك وتراها، لم لا تدخل واترك الباب مفتوح عن الخلوة"... فوافق ودخل وبدأت العلاقة تزيد واشتعلت الغريزة.

إبليس بعد فترة: "أغلق الباب حتى لا يراك الناس ويظنوا بك ظنّ سوء".. فوافق، وبعد أن أغلق الباب.. خطوات بعد خطوات.. حتى وقعا في الزنى.

وبعد أن حملت الفتاة جاءه الشيطان: "أين ستذهب من إخوتها سيقتلونك، فقال: كيف المفر، قال له: اقتلها.. فظل مترددا فترة حتى أنجبت الولد,  ثم وافق.. فقتلها ودفنها في نفس الغرفة".. وللقصة بقية.. المهم في قصة العابد أنها نموذج على سقوط الرجال المحترمين في فتنة "النسوان".. لكن عبر بوابة الخير.

لكن السقوط يكتمل عندما تلتقي فتنة النساء مع فتنة المال, على قاعدة المثل الشعبي الفاسد: "إن سرقت اسرِق جمل، وإن عشقت اعشَق قمر".. وهي نظرية تنتشر هذه الأيام, خصوصا عندما يرتبط المال والنفوذ بزواج غير شرعي.. وكله من باب الخير, والمصلحة العامة, و"الشطارة", و"يا بخت مين نفع واستنفع", و"حكلي تحكلك".

وعندما يسقط الرجال المحترمون, يبررون الخطأ بخطيئة وحجتهم: "المال السايب بيعلم السرقة"..

بعض من سقطوا كانوا يعتقدون بأنهم محصنون بألقابهم ومواقعهم وفهلوتهم: "حبيبي يا حوت"..  لكنهم تفاجئوا أن "مال تجيبه الرياح تأخذه الزوابع"..

وعلى رأي جدتي الله يرحمها.. كانت دائما تقول: "هذه بلاد مقدسة.. لا يخفى فيها خافٍ"..

"اللهم أحسن خاتمتنا"

 

البث المباشر