نابلس – الرسالة نت " خاص "
خلال توقيع اتفاقية المصالحة بين حركتي فتح وحماس شُدت أنظار الفلسطينيين في الضفة المحتلة نحو القاهرة ترقب من بعيد مجريات التوقيع عله يزيل جزءاً من الهم الذي ارتسم فوق ترابها.
ولا شك بأن أهالي الضفة أرهقتهم سنوات أربع عجاف ذاقوا خلالها الويلات والتعذيب بيد الفلسطيني شريكة مع المحتل، وكانت مدنها ومنازلها تحكي ظلمهم ومسرحاً لاعتداءاتهم، أما اليوم فباتوا يترقبون اتفاقا جديداً للمصالحة على أمل أن يؤتي أكله.
تفاؤل ولكن
الفرحة بتوقيع اتفاق المصالحة تسود وجوه أبناء الضفة أملاً بعودة "المياه إلى مجاريها"، ولكن الترقب يطغى على هذه الأجواء السعيدة التي تريد رؤية بنود الاتفاق تطبق على أرض الواقع، كما يأملون بأن تكون خطوة إنهاء الانقسام مقدمة لإنهاء الاحتلال وأن تكون الجهود مشتركة بين فتح وحماس للتركيز على هذا الهدف.
ويقول الطالب الجامعي مصطفى عبد الكريم لـ"الرسالة نت":" الأهالي في الضفة يباركون لأشقائهم في غزة إنجاز المصالحة ويأملون أن تحمل معها أجواء إيجابية وتعيد اللحمة بين الطرفين، ولكن ننتظر الأيام المقبلة كي تثبت لنا معنى المصالحة".
بينما يضيف الشاب أسعد كرام من مدينة نابلس لـ"الرسالة نت":" أنا أنتمي لحركة فتح ولكنني لم أكن راض عما كان يحدث من اعتقالات سياسية، لذلك فرحت كثيراً بتوقيع اتفاق المصالحة وآمل أن يكون الطرفان على قدر المسؤولية". وتزيد على ذلك الفتاة آلاء عبد الواحد لـ"الرسالة نت":" نحن نتفاءل بالمصالحة ولكننا بصراحة كنا تفاءلنا باتفاق مكة ونأمل ألا ينتهي الأمر بهذا كذاك، جميل أن تعيش غير مهدد وأن تواجه عدوا واحدا لا اثنين".
ويجمع أهالي الضفة على أن الواقع وحده هو الذي سيحدد مدى نجاح المصالحة، فإنهاء ظاهرة الاعتقال السياسي وإعادة دور المجلس التشريعي بلجانه لخدمة المواطن وتفعيل المؤسسات المختلفة التي تضررت من الانقسام، كلها ستكون شاهداً على طي صفحة الخلافات بين حماس وفتح.
إنهاء الاحتلال
ولعل أبرز هدف بات واضحاً أمام الفلسطينيين الآن بعد توقيع المصالحة هو إنهاء الاحتلال، فأبناء الضفة المحتلة بما فيها القدس الجريحة يرون أن إنهاء الانقسام خطوة أولى في إنهاء الاحتلال المرير الذي يدوس الأرض والعرض والأحلام والذكريات.
ويعتبر المواطن خليل الريماوي أن الفلسطينيين ضيعوا على أنفسهم أربع سنوات كان من الممكن أن تستغل لإنهاء الانقسام، مبيناً أن الاحتلال كان المستفيد الأكبر من الانقسام وسعى إلى قمع الفلسطيني أينما كان ومهما كان انتماؤه.
ويضيف:" إنهاء الاحتلال سيبدأ منذ التوقيع على المصالحة، وأي جهد سيبذله الطرفان في سبيل ذلك سيكون مشتركاً وموحداً وقوياً الأمر الذي سيعجل في التحرير".
من جانبها تؤكد أم سعيد الشنتير وهي والدة أحد المعتقلين في سجون الاحتلال والذي كان مختطفاً سابقاً لدى أجهزة السلطة، أن الاحتلال والانقسام وجهان لعملة واحدة، وأن إنهاء الانقسام سيخفف الضغط الأمني على الشبان الإسلاميين في الضفة وسيفتح صفحة جديدة مشرقة على صفحات التحرير الكامل.وتتابع:" ابني كان ضحية الانقسام والآن هو ضحية الاحتلال، وأرى أن المصالحة ستجمع قلوب الكثيرين رغم أن الانقسام حفر فينا جروحاً غائرة، ونتمنى أن تنمحي مع الواقع الجديد".