قائد الطوفان قائد الطوفان

شتاء العام يحمل لتلاميذ غزة "الظلام والبرد"

مخيم جباليا - رائد أبو جراد

يجب على الفلسطيني أحمد صبح الطالب في المرحلة الثانوية أن يغوص في وحل الأمطار عندما تطأ قدماه في مدرسة "معاوية الثانوية" في شمال قطاع غزة جراء عدم تأهيل تلك المدرسة من آثار القصف الذي أصابها إبان الحرب الإسرائيلية مطلع العام الجاري.

ويقول مسؤولون حكوميون وآخرون يعملون لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا: "إن آلاف التلاميذ سيواجهون "الظلام والبرد" هذا الشتاء في فصول دراسية ضعيفة الإضاءة وقليلة الأثاث".

ولحقت أضرار بأكثر من 170 مدرسة في الحرب الإسرائيلية الأعنف على قطاع غزة منذ نكسة العام 1967.

ويوجد في مدرسة معاوية عدد من الكرافانات التي قدمت كدعم من المؤسسات الإغاثية بعد الدمار والخراب الذي لحق بفصولها ومبانيها الدراسية، لكن إدارة المدرسة لم تستفد من هذه الكرافانات التي وضعت في باحت المدرسة التي كانت تعج بالأشجار.

و تعانى المدرسة من دمار كامل في مبناها الشرقي الذي يحتوي على مختبري الحاسوب والعلوم وعدد من الفصول الدراسية ، ويوجد فيها صفوف متبقية بعد الحرب والدمار لا تصلح للدراسة خصوصاً مع استقبال فصل الشتاء بسبب تكسر زجاج النوافذ والشبابيك والأبواب ، إدارة المدرسة استعانت بوضع "النايلون" على النوافذ المهشمة علها تقي الطلاب من برد الشتاء القارص.

وتعتمد إدارة المدرسة التي تدار من قبل وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة الفلسطينية على 10 فصول لشعب الطلاب الموجودين في سجلاتها.

الخراب والدمار الذي لحق بنصف مباني مدرسة سخنين وفصولها الدراسية أجبر وزارة التربية والتعليم على إغلاقها وايقاف عملية التعليم فيها حتى تتم عملية إصلاحها واعمارها.

يقول الطالب صبح (16 عاما): "مهما فعلوا نحن صامدون في مدارسنا، لن نتزحزح، وسنعيد بناءها في أقرب وقت، وسنتعلم فيها كل ما نريد".

وأضاف الطالب الذي بدت على محياه العزيمة والإصرار: "(إسرائيل) تقصف المدارس لأنه لا تريد شعبا متعلما ومثقفا؛ لأن المعلوم عن الشعب الفلسطيني أنه أكثر الشعوب ثقافة".

وعندما يدخل فصل الشتاء على الفلسطينيين في قطاع غزة سيواجه عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين الظلام والبرد.

وكبدت قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع التعليم في غزة أكبر خسارة خصوصا بعد استهدافها معظم المدارس المتواجدة في المناطق التي احتلتها خلال الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع وأودت بحياة 1500 فلسطيني.

وفي شمال قطاع غزة دمرت آلة الحرب الإسرائيلية حوالي 24 مدرسة بينها المدرسة الأمريكية المدعومة من قبل واشنطن بحسب مسؤولون فلسطينيون.

ويقول سكان نجوا من تلك الحرب إن قوات الاحتلال كانت تتعمد قصف المدارس والمنازل في المناطق التي كانت تحتلها.

وصاحت طالبة المرحلة الابتدائية وئام خضير عندما تساقطت الأمطار الأسبوع الفائت ووصلت إلى مقعدها في مدرسة من مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية للبنات.

ومعظم المدارس في القطاع أصابتها النيران الإسرائيلية التي انهمرت بكثافة على القطاع الساحلي الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني.

وينتظم ‏حوالي 000 450 طفل في مدارسهم، ومنها 373 مدرسة حكومية، و214 مدرسة تديرها الأونروا، و34 ‏مدرسة أخرى خاصة. وتوفر الأونروا التعليم المدرسي لما يزيد على 000 196 طفل في غزة.‏

وسقطت القذائف الإسرائيلية خلال الحرب على الفلسطينيون الذين لجئوا في مدرسة "الفاخورة" بمخيم جباليا مما أسفر عن استشهاد حوالي 40 فلسطيني.

وحبس الطالب صبح الدموع في مقلتيه وهو يستذكر صديقة الذي استشهد داخل تلك المدرسة التي تحولت إلى مزار من قبل وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والإغاثية.

وبكلمات تدلل على أن عزيمة الغزيين لا تزال قوية قال الفتى صبح: "نحن سنبقى نتعلم لننتصر على اليهود بثقافتنا وبإبداعاتنا ولن نستسلم لهم أبداً.. أبداً".

 

 

البث المباشر