فلسطينيون يحتفلون على حدود رفح بفوز مصر

الرسالة نت -هادي إبراهيم          

تدفق المئات من الفلسطينيين على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر ليلة أمس، للاحتفال بفوز المنتخب المصري على نظيرة الجزائري في المباراة المصيرية المؤهلة لكأس العالم في جنوب إفريقيا.

ورددت الجماهير الفلسطينية التي حملت الأعلام المصرية والفلسطينية وصوراً للاعب المصري المتعاطف مع أهالي غزة محمد أبو تريكة الهتافات الداعمة للفريق المصري الأكثر ارتباطا بالنسبة للفلسطينيين.

وفرضت قوات الأمن الفلسطينية سيطرتها على الفلسطينيين المبتهجين. ولم تسجل أية إصابات خلال الاحتفال الذي استمر حتى ساعات متأخرة ليلة أمس.

وانتهت نتيجة اللقاء الحاسم بين المنتخبين المصري والجزائري لصالح الأول بعد أن أحرز هدفين على إستاد القاهرة وأصبح متساويا مع الفريق الجزائري بالنقاط والأهداف.

وأحرز لاعب نادي الزمالك عمر زكي الهدف الأول للمنتخب المصري في الدقائق الأول من المباراة بينما سجل الهدف الثاني لاعب الأهلي عماد متعب في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع ليعيد الروح للمشجعين المصريين.

ومن المقرر إقامة لقاء حاسم بين الفريق العربيين في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأربعاء المقبل.

وكان الفلسطينيون دمروا الجدار في كانون الثاني/يناير 2008 احتجاجاً على الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع الساحلي الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني. 

وأطلق عدد من المشاركين الألعاب النارية فرحا وابتهاجا.

وقال محمود البسطاويسي من رابطة مشجعي نادي شباب رفح الأكثر حصداً للبطولات في القطاع خلال العقدين الماضيين: "نحن نحتفل هنا لنقول للشعب المصري إننا معكم ونحب منتخبكم".

ولم تؤثر حالة الحصار والألم الذي يعيشها السكان في غزة على العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري رغم النقد اللاذع الذي وجهته منظمات حقوقية وقيادات عربية للنظام المصري إبان الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة.

وعاشت رباب الشاعر التي تقطن في منزل جدرانه مشققة بفعل الغارات "الإسرائيلية" ليلة دافئة وهي تراقب احتفالات الجماهير المصرية مع أفراد الأمن المصري والسكان المصريين الذي تلاحموا بعد الفوز الذي حققه المنتخب المصري.

وصاحت الفتاة الفلسطينية بصوت مرتفع "مبروك لمصر.. مبروك لمصر".  

وسيمثل أحد الفريقين المصري أو الجزائري العرب في مونديال كأس العالم الذي يقام كل أربعة سنوات، وفي العام 2010 سيقام المونديال في جنوب إفريقيا.

وخرجت عدة مسيرات محمولة عقب انتهاء اللقاء في محافظات غزة الخمسة رغم أن بعض الفلسطينيين شعروا بالحسرة وخيبة الأمل لهزيمة المنتخب الجزائري.

ويوجد في قطاع غزة عدد من المواطنات الجزائريات اللواتي تزوجن من فلسطينيين كانوا لاجئين أو طلبة في الجزائر صاحبة المواقف الجماهيرية الداعمة للشعب الفلسطيني. 

لكن الفلسطينيين متعلقون بالفريق المصري بحكم الجغرافيا.

وتولت مصر إدارة شؤون قطاع غزة بعد نكبة العام 1948 التي شرد خلالها حوالي 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم بفعل المجازر التي ارتكبتها عصابات الهجانا الصهيونية في ذلك الوقت.

وانهمرت دموع الفرحة عندما رأى الفلسطيني حمد البجت ابنته المتزوجة في سيناء خلال احتفاله على الحدود التي أقيمت مطلع العقد الثامن من القرن الماضي بعد اتفاقية السلام الموقعة بين الدولة العبرية ومصر.

وشتتت تلك الحدود شمل المئات من العائلات الفلسطينيين والمصرية الذين كان يعيشون في تلك المنطقة منذ مئات السنيين دون أسلاك شائكة.

 

البث المباشر