قائمة الموقع

نتنياهو وأوباما.. لا خلافات بين الأصدقاء

2011-05-22T17:15:00+03:00

غزة- محمد بلّور- الرسالة نت

لا تحسبوا أنها سحابة صيف فالأجواء صافية جدا بين أوباما ونتنياهو.. ! والموضوع لا يحتاج سوى لفنجان قهوة في إحدى شرفات البيت الأبيض.

وسائل الإعلام ضخّمت الاختلاف في وجهات النظر بين "نتنياهو وأوباما" بخصوص الملف الفلسطيني بينما فوهة الاختلاف أضيق بكثير مما قيل .

وقيل إن نتنياهو يرفض الانسحاب لحدود 67 ويطرح مبادلة أراض مع الاحتفاظ بمناطق لحماية الأمن الإسرائيلي بينما دعا أوباما إسرائيل للانسحاب حتى حدود 4 حزيران .

المتعمق في تفاصيل الموقفين لا يرى خلافا جوهريا فأوباما اشترط أن يؤمّن الانسحاب حفظ الأمن الإسرائيلي ما يعني اتفاق غير مباشر مع نتنياهو .

"محمود عباس" من جهته يحاول إلقاء حجرا في المياه الراكدة بالإعلان عن دولة فلسطينية و"إسرائيل" توافق على كيان يشبه الجبنة السويسرية المليئة بالثقوب "المستوطنات" .

لا خلافات

خشبة المسرح السياسي منذ شهور مزدحمة فالتغيرات تسير بشكل دراماتيكي متسارع في المنطقة العربية التي تهتم بنفطها وخيراتها أمريكا و"إسرائيل" .

اللقاءات والمشاورات الأمريكية-الإسرائيلية تركز مليّا على مستقبلهما في المنطقة وإن لبست اجتماعاتهم ثوباً غير المعلن .

ونفى المحلل السياسي عبد الستار قاسم وجود خلاف بين أوباما ونتنياهو، واصفاً ما وقع بمجرد اختلافات في "وجهات النظر" .

ووصف ما أثير إعلاميا بأنه "مجرد دجل إعلامي حتى يصدق العرب بوجود خلاف أمريكي-إسرائيلي حول الملف الفلسطيني".

أما الباحث في الشئون العربية والدولية تيسير محيسن فاستهجن من وصف آراء كل من نتنياهو واوباما بأنها تكشف عن خلافات .

وأضاف لـ"الرسالة نت" :"تبدو أحيانا بينهما مجرد تباينات في كيفية إدارة الأمور أو التعاطي مع المشكلة الفلسطينية" .

وقال "إن نتنياهو يطمع في أن تتطابق مواقف الإدارة الأمريكية مع الوجهة الإسرائيلية وهو ما تحاول إدارة أوباما الظهور بخلاف عنه" .

جوهر اللقاءات

الثورات الشعبية تهتف في الدول العربية بينما يسمع صداها في "تل أبيب وواشنطن" وهذا ما يدفع الحليفتين أمريكا و"إسرائيل" للبحث عن حلفاء جدد .

وقال المحلل قاسم "إن جوهر لقاءات نتنياهو-أوباما أو ممثليهم تهتم أولا بالثورات العربية لأن المنطقة تشهد تحوّلا في الإرادة الشعبية العربية" .

وتابع: "هذا التحول سينعكس على مصالحهما لذا يحاولون محاصرة ذلك التغيير ويهتمون به أكثر من الملف الفلسطيني منفردا".

وألمح إلى أن ما تشهده الساحة التونسية والمصرية من مشاكل داخلية مؤخرا تشير بأصابع الاتهام إلى تدخلات أمريكية وإسرائيلية .

أما المحلل محيسن فأوضح ، أن أمريكا ملتزمة بعلاقات استراتيجية مع "إسرائيل" وأن خطاب كلينتون الأخير أمام "إيباك" وخطاب اوباما أمام نتنياهو شدد على ذلك .

وأشار أن أمريكا ستذلل كل العقبات لحفظ الأمن الإسرائيلي في المنطقة وحمايتها من كافة أعدائها.

مناورة

وتجري السلطة الفلسطينية مناورات سياسية محدودة النطاق حين تلوّح بالذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية .

تعلم السلطة أنها تطير في نطاق محدود ومجرّب مسبقا لذا يتوقع المحللون السياسيون أن يتراجع عباس عن إعلان الدولة .

عن ذلك قال قاسم لـ"الرسالة نت" :"نتنياهو لا يريد أن تقوم دولة فلسطينية على أرض 1967 والحديث عن رغبة أوباما في إقامتها على أرض 67 غير صحيح لأن الأخير وضع شروطا على رأسها إجراء تعديلات حدودية ومراعاة متطلبات الأمن الإسرائيلي" .

وقال "إن إسرائيل وبرضى أمريكي ستحتفظ بمنطقة الأغوار والمستوطنات الكبرى في القدس والضفة والحدود الشرقية بينما ستخترق الحواجز الدولة الموعودة" .

أما المحلل محيسن فأرجع موافقة أمريكا على إقامة دولة فلسطينية حتى تبدو مواقفها متطابقة مع المجتمع الدولي .

وتابع: "إسرائيل تؤيد الانسحاب من أراض وليس أرض محددة مع الإبقاء على مناطق تحفظ أمنها" .

وتوقع أن يتواءم موقف الكونجرس الأمريكي مع موقف اوباما بل أن يدفع الكونجرس الإدارة الأمريكية أوباما أكثر تجاه نتنياهو .

إعلان الدولة

لكن السؤال ماذا لو توجه عباس سواء للأمم المتحدة أو الجمعية العامة وأعلن الدولة ثم حصل على اعتراف عدد كبير من الدول هل سيغير ذلك من الواقع ؟!.

المحلل قاسم قال "إن كثير من الدول اعترفت بمنظمة التحرير سنة 1974 واعترفت بإعلان الدولة سنة 1988 دون جدوى"، متوقعا أن يكون إعلان عباس "ليس له قيمة عملية".

وأوضح أن "إسرائيل" غير مهتمة بإعلان عباس لأنه لن يضر بها كثيرا في كل الأحوال.

وخالف المحلل محيسن المحلل قاسم حين قال إن نتنياهو قد ينزعج من إعلان عباس لأن خطوته تحظى بقبول المجتمع الدولي .

وتابع: "ستحاول السلطة الضغط على المجتمع الدولي لكن عباس فهم مؤخرا أن أمريكا ستظل قريبة من إسرائيل لذا قد يتراجع قريبا" .

وستلعب التغييرات على الساحة العربية قريبا دورا كبيرا في توجيه البوصلة السياسية في كل من تل أبيب وواشنطن رغبة في الحفاظ على مصالحهما أكثر من التفاعل مع الفلسطينيين كونهم الحلقة الأضعف .

اخبار ذات صلة