قائمة الموقع

مقال: إضراب الأسرى والمساندة الشاملة

2011-05-23T06:07:00+03:00

مصطفى الصواف

لم يجد الأسرى للتعبير عن إرادتهم ومحاولتهم لتغيير واقع الأسر المؤلم واللاإنساني إلا وسيلة واحدة يدفعون ثمنها من أجسادهم وأرواحهم.. وهي الإضراب عن الطعام؛ لمحاولة الضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني وفضحها وكشف زيف ديمقراطيتها أمام الرأي العام الدولي.

إعلان الإضراب عن الطعام في ستة سجون وبصورة تدريجية قبل الدخول في إضراب شامل ومتواصل يشكل تحذيرا يسعى لتحقيق هدف واحد ألا وهو إنهاء سياسة العزل الانفرادي للأسرى، وهي سياسة تفرضها سلطات الاحتلال على قيادات الأسرى لمنعهم من التواصل مع إخوانهم الأسرى، وكذلك لمنع تواصلهم مع العالم الخارجي بأي وسيلة كانت، إضافة إلى اعتقالهم في ظروف وأماكن غير لائقة ومنافية لأبسط حقوق الأسير التي أقرها القانون الدولي الإنساني وشِرعة حقوق الإنسان.

الأسرى اليوم يخوضون إضرابهم جزئيا، وما لم يُستجب لمطالبهم فسيتحول الجزئي إلى إضراب شامل، وهو يأتي في ظل أوضاع فلسطينية داخلية وحراك نحو مصالحة أول من دعا إليها هم الأسرى، وهم الذين عززوا فكرة وحدة الصف الفلسطيني بوثيقتهم التي أصدروها وضُرب بها عرض الحائط وتَنكّر لها من تنكر، ولكن، اليوم، يتحقق الهدف الذي دفع الأسرى إلى تلك الوثيقة، غير أن الإعلام يبدو أنه مخطوف نوره باتجاه هذه المصالحة ولم ينتبه إلى الإضراب الذي يخوضه الأسرى عن الطعام، والمطلوب الآن تكثيف حملة إعلامية كبيرة من أجل إثارة موضوع الإضراب عن الطعام وحقوق الأسرى المنتهكة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

أسرانا وعبر متابعتي لإضرابهم أشعر أنهم يقفون لوحدهم ولا يجدون دعما جماهيريا لقضيتهم ومساندا لموقفهم، وهذا الموقف بحاجة إلى تغيير باتجاه التحرك نحو المساندة الجماهيرية بالطرق المختلفة، وعبر فعاليات يمكن إبداعها والقيام بها؛ خاصة أننا شعب مبدع، فكيف لو كان الأمر متعلقا بالأسرى الذين هم شرف هذه الأمة وتاج رؤوسها؟!.. فهم من ضحى بعمره وشبابه من أجل قضية آمنوا بها ودافعوا عنها بقناعتهم وهم يدركون النتيجة؛ ورغم ذلك أقدموا في دفاعهم غير آبهين بالنتائج المترتبة على ما يقومون به.

مطلوب من الجهات المتخصصة خاصة وزارة الأسرى وشؤون المحررين والمؤسسات الحقوقية المختلفة والجمعيات المعنية بالأسرى والمعتقلين وعلى كل المستويات والتوجهات أن تعمل على تفعيل هذه القضية عبر وضع برنامج جماهيري وإعلامي وحقوقي للتفاعل ولمساندة الأسرى في إضرابهم المشروع والإنساني والمسنود قانونيا ومحليا ودوليا، وعدم ترك الأسرى يواجهون سوط السجان وحدهم وتبقى عذاباتهم مسجونة كما أجسادهم.

الملاحظ حتى الآن أنّ القضية لم تأخذ بُعدها في كل السياقات؛ وعليه يجب أن نستدرك الأمر، وعلى وسائل الإعلام والإعلاميين أن يكونوا سباقين كما عهدناهم ويعملوا على تفعيل هذه القضية وإعطائها جانبا من اهتماماتهم؛ لأنها قضية مركزية وطنية في المقام الأول؛ ولأننا جميعا مصابون ولدينا أسرى حاليا أو كنا أسرى سابقين، ونعلم علم اليقين حجم المعاناة، ثم إنه على وسائل الإعلام ألا تنتظر تحركَ أي جهة، وعليها أن تصنع تحركا إعلاميا سباقا في هذا المجال؛ لأن هذا جزء من مهامها وعملها وهي تعلم مسؤولياتها في هذه القضية.

 

اخبار ذات صلة