ماذا وراء المزاعم الإسرائيلية حول قدرات حماس العسكرية؟

قاسم:الاحتلال يحاول خلق مبررات لأي هجوم على غزة

النعامى: مجرد ردع للمقاومة لمنعها إطلاق الصواريخ

 

غزة –رائد أبو جراد      

رأى محللون سياسيون ومتابعون للشأن الاسرائيلى بأن الاحتلال يضع المبررات لأي هجوم قادم على قطاع غزة، موضحين بأن تجديد المزاعم الإسرائيلية حول قدرات حماس العسكرية هو مجرد ردع لفصائل المقاومة لمنعها إطلاق الصواريخ وأن الاحتلال يفكر حالياً لانتهاج تكتيك جديد في اى هجوم قادم.

* رسالة ردع.

وأجمع المتابعون للشأن الاسرائيلى في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت " بأن للاحتلال أهداف كثيرة من تجديد هذه المزاعم منها تداعيات تقرير غولدستون الذي ترك آثاراً على الوضع السياسي في "إسرائيل" ومحاولته توجيه رسالة ردع لجهات إقليمية،مشيرين إلى أن الاحتلال سيفكر جدياً قبل الشروع في أي هجوم قادم.

وكانت  مصادر عسكرية في الكيان زعمت مؤخراً بأن “حماس” أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ بعيد المدى باتجاه البحر يصل مداه إلى 75 كيلومتراً،فيما أكدت حركة حماس بأن الاحتلال يمارس الخداع ويحاول تصويرها كقوة هجومية وليست حركة مقاومة، في محاولة للتمهيد لعدوان جديد على غزة .       

من جانبه، أكد البروفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح  بأن الاحتلال يحاول وضع مبررات لاى هجوم قادم على غزة، قائلا :" أنا لا استطيع إثبات حول إذا كانت هذه المعلومات والمزاعم الاسرائيلة التي نسمعها صحيحة أو غير صحيحة".

وأضاف قاسم:"في تقديري حماس الآن تستعد وتطور وتصنع وتدرب وتخرج،والاحتلال يعلم ذلك "، مبيناً بأن هذه المزاعم جزء من الحملة الإعلامية لتبرير أي عمل عسكري قادم.

ومضى قاسم يقول:" الاحتلال دائماً يحاول بأجهزة الاستخبارات والمخابرات لديه التعرف على ما تقوم به المقاومة، وتقديري بأن "إسرائيل"  تعلم بأن الوضع العسكري في غزة يتحسن لاعتقادهم بدخول أسلحة وقدرات علمية جديدة قادرة على تطوير أسلحة داخل غزة".

* تكتيك جديد.

وكان للمحلل في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامى رأى مختلف حول هذه المزاعم قائلاً:" لا أعتقد وجود حرب قادمة، هذا مجرد ردع للمقاومة عن إطلاق الصواريخ"، موضحاً بأن شن أي حرب قادمة معناه انهيار الردع والاستمرار في إطلاق الصواريخ وهذا لا يأتي في المصلحة الإسرائيلية".وأضاف:"الاحتلال ربما يجدد مزاعمه ليردع دولا إقليمية كإيران وهو في الفترة الأخيرة تحدث عن توقيفه لسفينة أسلحة في عرض البحر قادمة من إيران باتجاه سوريا".

واستبعد قاسم قيام الاحتلال الاسرائيلى بأي عمل عسكري قادم مشابه للحرب الأخيرة التي شنها على القطاع في(2008-2009م)،مضيفاً:" من الممكن لـ"إسرائيل" أن تعطى مبررات لأي هجوم قادم، وتقديري بأن الحرب الشاملة فشلت والاحتلال يفكر حالياً بانتهاج تكتيك جديد".

وتساءل قائلاً:" هل ستعود "إسرائيل" لنفس الكرة؟ حقيقة هي لم تنجز أي شئ ووضعت نفسها في قفص الاتهام أمام العالم"،مشيراً إلى إمكانية قيام الاحتلال بضرب أهداف معينة عن بعد باستخدام المدافع والصواريخ والطائرات.

وتوقع قاسم عدم قيام الاحتلال الاسرائيلى بشن حرب شاملة كالحرب التي شنها على قطاع غزة أواخر العام الفائت،مضيفاً:" إسرائيل" لم تحقق أهدافها وقتلت الكثير من المدنيين وهدمت البيوت وأثارت وسائل الإعلام وأثارت دولاً عالمية ضدها بسبب هذه الحرب".

* سيقوم بضربها.

وأضاف النعامى:"الاحتلال يريد أن يعمل ملف للمقاومة، وفى الوقت الذي يرى فيه الفرصة لضرب المقاومة سيقوم بضربها وسيخرج بمبررات حول ذلك"، موضحاً بأن الاحتلال يشن هذا النوع من الدعاية المضللة ضد المقاومة لتبرير اى هجوم قادم.

وأشار بأن الأسباب التي دفعت الاحتلال لتجديد مزاعمه هي الضغوط التي تعانى منها الأطراف السياسية الإسرائيلية حول تداعيات تقرير غولدستون ، وأن هذا التلويح جاء لردع ومنع إطلاق الصواريخ في المستقبل.

وتابع قاسم : حديث الاحتلال عن تجربة حماس لصاروخ جديد لا يعنى اكتشاف "إسرائيل" وحدها لهذا الأمر، مشيراً الى وجود أجهزة استخبارات أخرى تملك أقمارا صناعية وتجسسية لرصد فصائل المقاومة.

وفى معرض رده حول مباركة سلطة رام الله لاى حرب قادمة قال قاسم:" إسرائيل لا تستشير سلطة رام الله عندما تقوم بشن اى هجوم عسكري على غزة، في "حرب الكوانين" الأخيرة الكثير من الجهات العربية كانت معنية بتغيير الأوضاع في غزة(..) لكن هذا الأمر لم يحصل".

وأضاف:" يوجد تنسيق أمنى قادم وهذا معلن وليس سراً"،مشيراً بأن سلطة رام الله توضح هذا الأمر وتعلنه وتؤكد وجود تنسيق أمنى يشمل الضفة والقطاع.

كما تطرق قاسم للحديث عن اللقاء السري الذي جرى في عمان مؤخراً،قائلاً:"هناك احتمال بوجود ملفات تبحث في هذا اللقاء ومنها العودة للمفاوضات، أو اتخاذ إجراءات جديدة لطريق التسوية"،مؤكداً بأن "إسرائيل" معنية بالمفاوضات الشكلية فقط.

يذكر بأن وسائل الإعلام كشفت النقاب مؤخراً عن لقاء سري عُقد في العاصمة الأردنية عمّان، ضم رؤساء الأجهزة المخابراتية في كل من الأردن، مصر، الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"، في لقاء يعد الأول من نوعه، تناول فيه المشاركون مناقشة البرنامج النووي الإيراني، والوضع الداخلي في إيران، إلى جانب الوضع العسكري في الشرق الأوسط، على ضوء احتمالات نشوب حرب إقليمية وشيكة.

 

البث المباشر