مدير دائرة التوعية والإرشاد المروري
ازدادت ظاهرة انتشار الدراجات النارية في قطاع غزة في الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد أن تم منعها من قبل قوات الاحتلال في الأعوام السابقة لدواعي أمنية فسبب منع هذا النوع من المركبات خلق جهل مروري بهذه المركبات وجهل في إجراءات ترخيصها وأهمية الحصول على رخصة قيادتها، وذلك على صعيد المجتمع الفلسطيني عموماً.
وبعد حصار قطاع غزة ووجود الأنفاق مع الجانب المصري والوضع الاستثنائي الذي يعيشه قطاع غزة تم إدخال عدد كبير من هذه المركبات، ولا شك أن هذه المركبات خففت عن كاهل المواطنين في قطاع غزة وبالأخص أصحاب الدخل المحدود وطلبة الجامعات وغيرهم ولكن الاستخدام الخاطئ لهذه الدراجات تسبب في وفاة عدد لا يستهان به بين شريحة الشباب وقد أورد تقرير لوزارة الداخلية أن حوادث المرور في تزايد ملحوظ في قطاع غزة وان أعمار الوفيات من جراء الجهل المروري تتراوح بين 15-25 عاما وهذا مؤشر خطير لما لهذه الشريحة من أثر في بناء المجتمع ونهوضه، ومن الغريب أن نجد من هؤلاء الشباب من يسير بدراجته بسرعة جنونية ومغامرات تؤدي في بعض الأحيان إلى مفارقة الحياة، وكأن الطريق ملك له ودون أن يراعي قوانين السير ضاربا بذلك عرض الحائط الحملات المتكررة والمتواصلة من الجهات الحكومية ذات الاختصاص للحد من حوادث الطرق، ناهيك عن الحركات البهلوانية، التي يعتبرونها هواية يمارسونها دون الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم، فبحسب أحد هؤلاء الشباب، فقد صرح بأنه يركب خلف سائق الدراجة النارية بغية إيجاد توازن أثناء السير على دولاب واحد، ويقول: "يكاد رأسي أن يلامس الأرض".
لطالما لامستها رؤوس هؤلاء غير المحفوظة بخوذة واقية، فمنهم من فارق الحياة ومنهم من أصيب إصابة بالغة ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة ومنهم من ينتظر.
إن هذا السلوك وغيره من السلوكيات غير اللائقة تحتاج إلى وقفة جادة من كل المسئولين، كل في موقعه.. حتى نرتقي بسلوك شبابنا إلى مرحلةٍ يقتنع فيها الشاب بخطورة التهور وفداحة خطر القيادة الجنونية.