قائد الطوفان قائد الطوفان

الـ "فيس بوك" يشعل البلدان ويدمر الأزواج

الرسالة نت - ديانا طبيل   

بعد أن ألهم الشعوب وحركها لتثور على الظلم والقهر من اجل استعادة الحقوق المسلوبة ، لعب " الفيس بوك" دوراً خطيرا في تغذية نيران الفتنة بين الازواج، فامتلاك الكثير من الأزواج صفحات شخصية عبر هذا الموقع تمكنهم من التواصل مع "صديقات" وضع الكثير منهم في دائرة الشك والخيانة الزوجية.

فهل أصبح التواصلُ الإلكتروني بديلاً مقنِعاً للتواصلِ الطبيعي؟ وما هو تأثيرُ هذه المواقعِ على طبيعةِ العلاقاتِ الزوجية؟

أشعرُ بالسوءِ

تقولُ "أسماء "28 عاما": "اكتشفتُ بالصدفةِ أنّ زوجي يمتلكُ حساباً على موقعِ "الفيس بوك"، ممّا أثارَ الخوفَ والقلقَ في نفسي؛ خاصةً بعدما اطَّلعتُ على قائمةِ أصدقائه ؛ التي كانت تحتوى على العديدِ من الفتياتِ، وبعضُهنّ يضعْنَ صوراً غيرَ لائقة".

وتضيفُ: "تحدثتُ إليه حول ضرورةِ إغلاق هذا الحسابِ لأنه  يشعِرُني بالقلقِ الشديد؛ لكنه لم يأخذْ تخوفاتي بالحُسبان".

وتتابع : "قرّرتُ مراقبتَه عبرَ حسابٍ آخَرَ للتعرُّفِ على طبيعةِ علاقاتِه بالفتياتِ على وجهِ التحديدِ، وبالفِعلِ أنشأتُ حساباً؛ والحمدُ للهِ لم أجدْ في علاقاتِ زوجي عبْرَ الفيس بوك ما يعيبُه، بل اكتشفتُ أنّه ناشطٌ الكترونيٌّ عبْرَ العديدِ من المواقعِ والصفحاتِ الوطنية".

وتستدرك:" انشغاله الدائم في هذه المواقع يشعرني بالسوء، حيث يراودُني شعورٌ كبيرٌ أنّ أولوياتِه كزوجٍ تأتي في المرتبة الثانية ؛ بعد الفيس بوك وشبكةِ الانترنت".

ولم يكن الحال يختلف كثيرا عند شيماء "25 عاما" التي أكدت أن جلوس زوجها المتواصل على الكمبيوتر دفعها  لتعلم مهارات الكمبيوتر لمراقبة صفحة زوجها الالكترونية.

وأشارت إلى أنها تعرضت لصدمتين، الاولى بعدما عرفت أن زوجها يدعي عبر صفحته انه أعزب، والاخرى تمثلت في كثرة اعداد المحادثات التي يجريها مع الفتيات.

وتضيف" هذا الامر دفعني إلى إلغاء الحساب بشكل كامل وناقشته بالموضوع واتهمته بالخيانة ، وطالبته بالعدول عن هذه التصرفات الصبيانية الطائشة وهددته بترك المنزل إذا عاد إلى الأمر مجدداً ، فوعدني بعدم تكرار الأمر.

وتتابع " على الرغم من وعده إلا أنني شعرت انه لا يزال يستخدم الموقع لكن بحذر شديد، واتمني أن يأتي اليوم الذي لا يجد فيه مستخدمو الفيس بوك هذا الموقع على الإطلاق.

ستَ ساعاتٍ يوميا

في حين تؤكد أم بهاء "45 عاما" : "الفيس بوك" باتَ يحتّل جزءاً من يومياتِ عائلتي؛ ابتداءً من أبنائي الذكورِ؛ ومروراً ببناتي؛ وانتهاءً بزوجي الذي يمتلكُ قُرابةَ 300 صديقٍ على صفحتِه.

وتُضيف: "في الساعاتِ التي يقضي فيها أفرادُ أسرتي وقتَهم على الفيس بوك؛ أجلسُ وحيدةً أمامَ شاشةِ التلفازِ،  منوِّهةً إلى أنها تشعرُ بقلقٍ كبيرٍ تُجاهَ علاقاتِ عائلتِها ببعضِهم البعض، نظراً لانهم يقضون ساعاتٍ كبيرةً من الصمتِ و"البحلقة" في شاشاتِ الكمبيوتر"، حسب تعبيرها.

و حولَ استخدامِ زوجِها لهذا الموقعِ تشير إلى أنه يجلس ستَ ساعاتٍ يوميا امامه، ويمتلكُ صديقاتِ من مختلفِ أنحاءِ العالم، لافتة إلى أنها حاولتُ ثنْيَهُ عن استخدامِ هذا الموقعِ ولكن دون جدوى.

دولة الفيس بوك!

من جانبِه ذكر دكتور علمِ النفسِ "أنور البرعاوى" ، انّ الفرد لا يستطيع اليوم  حجب او التحكم في  ثورة الاتصال الهائلة، لذا فاما ان يتطور هذا الانسان بشكل ايجابي او سلبي مما يُلقي على المربينَ والقائمينَ على أمورِ الناشئةِ حِملاً ثقيلاً؛ يتركّزُ أساساً على غرسِ القيمِ وتربيةِ الضميرِ الأخلاقيِّ الذي يعدُّ الضمانَ الحقيقيَّ أمام هذه الثورةِ العارمة".

ويصفُ "البرعاوى" الفيس بوك وانتشارَه بأنه دولةٌ يبلغُ عددُ سكانِها أكثرَ من 400 مليونِ مستخدِمٍ، يضمُّ كلَّ الخدماتِ والتطبيقاتِ الموجودةِ على الإنترنت؛ ويجمعُها في مكانٍ واحد.

ويوضِّحُ أنّ تأثيراتِه كبيرةٌ وعديدةٌ؛ فمن الجانبِ الإيجابيِّ؛ أوجدَ الفيس بوك فضاءً فسيحاً على مستوى المعمورةِ، لكنْ حينما يُستَغلُّ بطريقةٍ سيئةٍ؛ ويصبحُ المستخدِمُ مُدمِناً؛ فهذا يقتلُ الروحَ ويهدد منظومةِ القيَمِ والثقافةِ خاصةً لدى الشباب.

وينوِّهُ "البرعاوى" إلى أنّ الانفتاحَ الخارجيَّ على المجتمعاتِ الأخرى؛ ودخولَ التقنيةِ ووسائلِ الاتصالِ كلَّ بيتٍ أثَّرَ بشكلٍ مباشرٍ على طبيعةِ العلاقاتِ الزوجيةِ، مُشيراً إلى أنّ الحياةَ الآنَ تفرضُ تكافؤاً ليس فقطْ في النَّسَبِ والتعليمِ، بل حتى في التعاملِ مع الشبكةِ العنكبوتيةِ".

ويضيف: "في حالِ كان الزوجُ ممن يتعاملونَ مع هذه المواقعِ؛ والزوجةُ ليستْ خبيرةً؛ أو على الأقلِّ لا تعرفُ هذه المواقع، فسِتشُكُّ دوماً أنّ زوجَها يكوِّنُ علاقاتٍ مع نساءٍ أُخريات، مما قد يدفعُها إلى ارتكابِ الحماقاتِ تحت مسمَّى الدفاعِ عن نفسِها وبيتِها.

وأكّدَ أنّ حلَّ مثلِ هذه المشكلاتِ يكونُ بالتفاهُمِ والحوارِ بين الزوجينِ، وطالب الزوج باشراك زوجتَه في عالَمِه؛ حتى لا تتملَّكُها الغَيرةُ أو الشكُّ.

البث المباشر