قائد الطوفان قائد الطوفان

مراكز تركيب العطور .. زيوت عالمية يصقلها الغزيون

غزة-محمد أبو قمر-الرسالة نت

تفوح رائحة العطر من أرجاء المكان، وتبدو الحيرة على بعض الزبائن قبل اختيار الرائحة المناسبة من بين عشرات الانواع، فيما ينتقي آخرون روائح بعينها على اثر تجربة مسبقة.

وقد راجت في غزة مراكز بيع العطور "المركبة" التي يرتادها مختلف شرائح المجتمع.

ورغم تعدد أنواع العطور الا أن مصدرها من ألمانيا وفرنسا كما يتحدث رجائي عدوان مالك شركة كونتيننتال ستايل للعطور والبخور التي تمتلك وكالة شركتي عطور من ذات البلدين.

فيما يرى أبو بلال سرايا مالك مركز الحجاز للعطور أن تركيب العطور انتشر في الخارج قبل أن يصل الاراضي الفلسطينية، وأول ظهور له في غزة كان بين الشيوخ الذين تداولوا العطور الجاهزة التي كانت تصل من الاردن.

كما أن عدوان لا يجد فارقا بين العطر المركب والماركة الاصلية سوى العلامة التجارية وتغليف العبوة.

ويقول "ذات المصنع الذي يصنع الزيوت العطرية، يدعم بيوت الازياء العالمية لاسيما الفرنسية بنسخة تحمل اسم بيت الأزياء مثل "هوجو"، وأخرى تصدر للسوق كزيوت.

ويشير عدوان الى أن بيت الازياء يهتم بوضع علامته التجارية، وشكل الزجاجة والغلاف، مما يزيد من سعر العبوة، كما تعتمد مواصفات ونسب خاصة للكحول والمثبتات التي تضاف للزيوت العطرية.

ولفت عدوان الى أن اضافة الكحول للزيوت العطرية وبقائها لمدة أطول يعطي رائحة أفضل ويزيد من ثباتها لمدة أطول.

وتصل الزيوت العطرية الى غزة من خلال الشركات المنتجة اما بطريق مباشر أو عبر وسطاء، بحسب سرايا، الذي أكد أن مراكز بيع العطور تحرص على تحديث أنواعها بشكل مستمر، حتى أن بعضها يصل غزة قبل أن تروج الماركة العالمية.

بينما يشدد عدوان على أن ذات الزيوت تصل غزة وتعتمدها مراكز تركيب العطور، موضحا أن هناك نسبة تركيز معينة لكل عطر كي تتضح الرائحة.

وقال " كثير من الزبائن، يطلب زيادة التركيز، مقابل أن يدفع أموالا أكثر، معتقدا أنه كلما زاد التركيز زاد ثبات الرائحة، لكن هذا غير صحيح".

وضرب عدوان مثالا " لو فرضنا أن الزيوت العطرية كالعصير المركز، فهو يحتاج لكمية معينة من الماء لنصل الى طعمه الطبيعي، وكذلك يجب التعامل مع العطور عند اضافة الكحول والمثبتات اليها".

ويعتقد مالك كونتيننتال ستايل أن تفضيل الزبائن للعطور الاصلية أكثر من المركبة يعود لعوامل نفسية تؤثر على المستهلك،  ويضيف " عندما يجد المستهلك زجاجة العطر ماركة عالمية، ويدفع ثمنا أكبر لشرائها، فذلك يمنحه ثقة أكثر".

ويجمع سرايا كغيره على أن الزيوت العطرية التي تصل غزة هي ذاتها المستخدمة في انتاج العطور من خلال بيوت الازياء التي تهتم بتصميم العبوة وترويجها، مما يزيد من تكلفتها.

ويذكر أن الشركات المنتجة للعطور تبيع نسخة لبيوت الازياء التي تتولى تطويرها وتغليفها، ومن ثم تطرح نسخة مماثلة للسوق.

وتختلف العطور المركبة عن الماركات الاصلية بأن بيوت الازياء تعتمد آلية تركية عالية الجودة ومدروسة، وتبحث عن آخر التطورات في هذا الجانب.

ومن خلال عمله اليومي يرى عدوان أن الغزيين من كلا الجنسين يقبلون على شراء العطور المركبة ويتابعون اعلانات الماركات العالمية، ويبحثون عن أسماء مشابهة، ويزداد الاقبال في المناسبات.

ويشير عدوان الى أن ثقافة العطور ترسخت عند المواطنين، لاسيما أنهم في الماضي كانوا لا يعرفون الا أنواعا محددة من العطور، على خلاف الايام الحالية.

وبحسب كونتيننتال ستايل فان ازدياد مراكز بيع العطور المركبة يزيد من المنافسة وبالتالي يزيد الجودة، لكنه رهن ذلك بالالتزام بالمعايير المناسبة لتركيب العطور.

ويذكر عدوان أن لدى كونتيننتال ستايل فرع في دبي يحمل اسم الحلول العطرية، يقدمون من خلالها توجيه الشركات العالمية لكيفية تقديم منتج جديد للعطور.

ويعزو سرايا سبب الفوارق في الروائح من مركز تركيب عطور لآخر الى نسبة الكحول المضافة الى الزيوت، ويقول " هناك نسبة محددة لكل رائحة، ولكن البعض يعتمد على تجاربه الخاصة في رفع وخفض نسبة الكحول".

وخلال حديثه يؤكد سرايا أن العطور المركبة تثبت أكثر من الاصلية، ويعلل ذلك بأن الفرنسيين يصممون العطر لأذواقهم التي تحبذ الروائح غير الفواحة، على خلاف الشرقيين الذين يفضلون الروائح الفواحة.

من الجدير بالذكر أن العطور  الزيتية الاصلية والمركبة تعد مركبات كيميائية، أما المسك الطبيعي وغيرها من العطور الطبيعية فهي باهظة الثمن.

أنهت "الرسالة نت" جولتها في مراكز تركيب العطور، وبقيت رائحتها تفوح، فترددوا عليها...

 

البث المباشر