أبو محمد يحلم بكرسي كهربائي متحرك

الرسالة نت - أمل حبيب

يوزع النظرات على أطفاله وزوجته وشقيقاته فيزداد الألم في قلبه , يتفقد أوضاعهم فيبكي ألما على حالهم ويتمنى أن يرجع للعمل كالسابق, ولكن عكازيه الملاصقين له دوما أيقظاه من أحلامه البسيطة ليلقيا به في واقع مرير.

قبل أربعة أعوام اخترقت إحدى رصاصتين صدر أبو محمد وأصابت أخرى منطقة الحوض مما أدى إلى حدوث شلل طولي بجسده .. حالة الألم في منزل أبو محمد تجسدت أكثر عندما علم فريق "ألم وأمل" بأنه فقد مصدر رزقه الوحيد كعامل دهان خاصة أنه يعيل تسعة أفراد.

يقبع أبو محمد وهمه في منزل للإيجار مقابل 800 شيقل شهريا وتتقاسم معه شقيقتاه المكان, إحداهما أرملة لجأت للعيش معه وابنها بعد وفاة زوجها , أما الثانية تقيم هي وزوجها وطفليها معه منذ عدة شهور , بسبب عدم تمكنها من تسديد الإيجار .

يعتبر أبو محمد المأوى الوحيد لشقيقاته السبعة, ويحاول أن يبدو قويا صامدا لأنه الأخ الوحيد , ولكن الآه ينطقها جسده الهزيل وعيناه الغائرتان حتى لو لم يسمع من حوله زفراته.

بحرقة الإنسان العاجز أمام مصائبه قال أبو محمد لفريق " ألم وأمل ": والله تعبت (...) وضعي الصحي بالنازل ونفسي في بيت يأوي ولادي قبل ما أموت ". 

يشعر الأربعيني أبو محمد بالأسى حيال زوجته التي تطرق أبواب الجيران طلبا للعمل كخادمة في المنازل مقابل بعض من النقود للمصروف اليومي.

ولجأت أم محمد إلى مساعدة جاراتها بالأعباء المنزلية منذ إعاقة زوجها.

أما صحيا فيعاني أبو محمد من تصلب الشرايين وضمور في العضلات , إضافة إلى موت أعصاب قدميه نتيجة الإصابة.

يتنقل أبو محمد بعكازيه داخل المنزل فقط لأنه لا يتمكن من الصعود على سلالم المنزل لأنه يصاب باختناق وضيق تنفس لبذل أي مجهود.

يتمنى أبو محمد بأن يصبح لديه كرسي كهربائي متحرك ليسهل حركته ويستطيع أن يتنقل ويغير أجواء المنزل التي تزيد من سوء حالته عندما يشعر بالعجز أمام زوجته التي تسعى من أجل توفير قوت أبنائها.

قصص الآلام كثيرة في قطاعنا الحبيب ونتمنى لو يصبح بعددها قصصا للأحلام والآمال.. فلا تنس أخي القارئ بأنه من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

البث المباشر