قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: مبعد فلسطيني: عرفت من الذي يحتجز شاليط

 بقلم/ المبعد الفلسطيني فهمي كنعان

 بينما كنت أشارك في اعتصام أمهات وذوي الأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، وكانت الجميع قد أعلن المبيت تلك الليلة في المقر، احتجاجا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى، واستنكارا لتصريحات رئيس الوزراء بيبي نتنياهو حول الأسرى وقراراته العنصرية بحرمانهم من التعليم وتشديد ظروف اعتقالهم- وكأن الأسرى كانوا يعيشون في رفاهية وحرية - كنت أرى في تلك الليلة في عيون أمهات الأسرى حجم المعاناة التي تعيشها هذه العيون ، الكثير منها حرمت من مشاهدة ولدها الأسير أو الأسيرة منذ عشرون عاما أو أكثر، وتذكرت كذلك في هذه اللحظات أمهات الأسرى وقد وافاهن الأجل وهن ينتظرن ولم يتمكّن من رؤية أبناءهن، كل ذلك يحدث أمام أنظار العالم الذي يدعي الحرية وحقوق الإنسان .

تساءلت من المسئول عن عذابات أمهات الأسرى وذويهم منذ أن وجد الاحتلال على ارض فلسطين، أليس هو الاحتلال ذاته وإجراءاته التعسفية ، وتذكرت الأسير نائل ألبرغوثي الذي دخل عامة الـ 33 داخل الأسر، وللأسف لا احد يذكره ،في الوقت الذي شُغل العالم أجمع بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسر قبل خمسة أعوام من على ظهر الدبابة الإسرائيلية التي كانت تقذف حممها باتجاه أطفال ونساء قطاع غزة.

في هذه اللحظة تبادر إلى ذهني سؤال مهم، من هو المسئول الرئيسي عن احتجاز شاليط ومن الذي يحول دون الإفراج عنه، هل هي حركة حماس والفصائل المقاومة التي أسرت شاليط ، أم الكيان الصهيوني الرافض لأي صفقة تفرج عن شاليط؟.

الواقع أن حماس والفصائل الآسرة لشاليط لطالما أعلنت أنها جاهزة للإفراج عن شاليط  بشرط الإفراج عن الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، وهي مستعدة لذلك في أي وقت اليوم قبل الغد، لأنها غير معنية ببقاء شاليط في الأسر، لكنها غير مستعدة لان تفرج عن شاليط بأي ثمن لان شعبنا الفلسطيني دفع ثمنا باهظا مقابل أسر شاليط ، دفع شعبنا الآلاف من الشهداء والأسرى ودمرت الآلاف من البيوت سواء في الحرب الهمجية أو قبلها، وكذلك عانى شعبنا الفلسطيني منذ خمسة أعوام من الحصار الظالم على قطاع غزة ولا زال، فمخطئ من ينتظر بعد هذه التضحيات أن يتم الإفراج عن شاليط بأي ثمن !

لذلك فإنني أعلنها وأقولها اليوم أولا لوالدة ووالد الجندي شاليط وللإسرائيليين كافة، لولهيئات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة التي تطالب بالإفراج عنه، إن المسئول الأول والأخير عن احتجاز شاليط وتعريض حياته للخطر في أي لحظة، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي  بيبي نتنياهو لأنه هو الذي يرفض تنفيذ الصفقة ويماطل فيها ، لذلك فان من يتحمل المسؤولية الكاملة هو نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة ، بل إنه اليوم ومن خلال تصريحاته العنصرية اتجاه الأسرى وتعمده التضييق عليهم داخل السجون الإسرائيلية " لأنه يعلم جيدا أن شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة لن تسمح بالمساس بأي أسير"، بالتالي فهو يحاول أن يدفع فصائل المقاومة لأسر شاليط آخر وآخر، من اجل الإفراج وحماية ورفع الظلم والاضطهاد عن الأسرى والأسيرات داخل السجون النازية.

لذلك فإننا نجْزم اليوم أن المسئول عن استمرار احتجاز شاليط وتعريض حياته للخطر هو رئيس الوزراء نتنياهو بسبب مماطلته ورفضه تنفيذ الصفقة.

البث المباشر