برلين-الرسالة نت
عكس تأييد البرنامج الجديد لحزب اليسار الألماني حق "إسرائيل" في الوجود، إنذارا باشتداد سجال متواصل منذ أسابيع داخل الحزب الذي اتهمت دراسة بحثية أنصاره بمعادة السامية.
ووافق 37 من أعضاء مجلس رئاسة يسار ألمانيا مقابل معارضة عضوين وامتناع واحد على مشروع البرنامج المتوقع اعتماده بالمؤتمر العام للحزب نهاية أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
ومثل الاعتراف بوجود "إسرائيل" أبرز فقرة بالبرنامج الجديد لليسار، إذ أشار إلى أن "الإجرام غير المسبوق ضد اليهود خلال العهد النازي يفرض على الأحزاب الألمانية مسؤولية كبيرة تجاه مكافحة العداء للسامية والعنصرية والاضطهاد والحروب".
ويعد اعتراف يسار ألمانيا بإسرائيل الإجراء الثاني من نوعه بين أحزاب البلاد، بعد قيام الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تتزعمه ميركل بخطوة مماثلة قبل عامين.
وجاءت موافقة قادة اليسار على مسودة برنامجه الجديد بعد جدل شديد أثارته توصية من رئيس الكتلة البرلمانية للحزب "غريغور جيزي" بمنع المشاركة بالرحلة الثانية لأسطول الحرية لكسر حصار غزة، ورفض تأييد أي مبادرة تقدمها دولة واحدة كخيار لحل نزاع الشرق الأوسط، وحظر الدعوة لمقاطعة منتجات المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووافقت الكتلة البرلمانية على توصية رئيسها بعد تهديده بالاستقالة من منصبه ومن الحزب إذا لم تقر.
وأثارت توصية جيزي استياء واسعا بين بعض أعضاء اليسار الذين اعتبروها تكميما للأفواه وحجرا على حرية التعبير.
وسعت قيادة الحزب إلى تخفيف حدة الاستياء، وأصدرت توصية جديدة شددت على رفض اعتبار انتقاد سياسات الحكومات الإسرائيلية عداء للسامية.
وشددت التوصية الثانية -التي وافق عليها 45 نائبا لليسار مقابل معارضة ستة نواب وتحفظ 11– على التمسك بمواقف الحزب الداعية لـ"رفع الحصار عن قطاع غزة، ورفض انتهاك حقوق الفلسطينيين وسياسة الاستيطان الإسرائيلية".
ورد المجلس المركزي ليهود ألمانيا على توصية اليسار الجديدة باتهامه تيارات في الحزب بـ"الانتقال من حاجز العداء لإسرائيل إلى العداء للسامية" بينما دعا مجلس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الحزب إلى "الإعلان بوضوح عن نبذه التيارات المعادية للسامية".
المصدر: الجزيرة