الرسالة نت - أمل حبيب
حالة من الفقر المدقع تجوب المكان ورائحة الحرمان لم تبق شيئا من الأمل المنشود في قلوب عائلة أبو وليد لتغيير الحال.قصة المعاناة والألم تقبع في بيت للإيجار في معسكر دير البلح بقطاع غزة .. يروي تفاصيل الحكاية جدران منزلهم المتهرئة وألواح (الزينقو) المتشققة التي تحاول ستر فقرهم ولكنها تفشل دوما.
كل شيء في منزل أبو وليد مائل للسواد كما هو حال وجوههم الشاحبة, وخلال تجوالك في المنزل ستظل قدماك تتعثر بملابسهم التي لم تجد لها مأوى يضمها فأعلنت حالة من التشرد والحرمان.
"لا خزانة ولا ثلاجة ولا تلفاز وحتى الغاز بعين وحدة " هي كلمات نطق بها وجع الأربعينية أم وليد , وتابعت :" نفسي يصير عنا خزانة تلم أواعي الأولاد " , أم وليد لجأت لاستخدام علب الكرتون لوضع الملابس فيها , إضافة إلى أربع رفوف حديدية أكلها الصدأ , وجدتها عند حاويات القمامة فتخيلتها خزانة لبقايا ملابسهم .
وتلجأ أم وليد إلى طلب المياه الباردة من الجيران , ولكنها تشعر أحيانا بالإحراج من كثرة الطلب , وتأتي أوقات يتمنى أبو وليد وأطفاله الماء البارد ليخففوا من سخونة صيفهم الحار فلا يجدوه.
أطفال أبو وليد يحلمون بأن يصبح لديهم تلفاز يتابعون عليه أفلام الكرتون كما أقرانهم , فالطفلة كفى 11 عاما طارت فرحا عندما وجدت مذياعا صغيرا ملقى بالقرب من حاويات القمامة , وطارت إلى إخوتها ليسمعوا سويا أخبار الدنيا وبعض برامج وأناشيد الأطفال.
أما العامل أبو وليد مع وقف التنفيذ فتدهورت حالته النفسية بسب معيشته الضنك وجلوسه بدون عمل , وعجزه أمام طلبات وأحلام أبنائه السبعة , وما يزيد هممه أن جميع أبنائه من الأوائل ولا ينخفض معدلهم عن الامتياز , فوليد مثلا يحلم بأن يصبح دكتورا .. فرغم وضعهم السيئ إلا أن أبناء أبو وليد تفوقوا وكأنهم يؤكدون القول السائد " من رحم المعاناة يولد الإبداع" , ولكنهم بحاجة لمن يدعمهم في دراستهم وخصوصا أن ابنته الكبرى تنتظر نتائج الثانوية العامة لتلتحق بالجامعة لتحقق حلمها , تقول أم وليد بحسرة :" أخاف على ابنتي أن تصاب بالصدمة إذا لم تلتحق بالجامعة (...) من وين بدنا ندفعلها ؟؟؟ وإحنا إيجار البيت تراكم علينا".
ما يزيد هم أم وليد بأنها خريجة من معهد المعلمات ومعهد الأزهر عام 1994ولم تجد وظيفة حتى الآن , وتحلم بأن تجد عملا لتساعد أبنائها وزوجها المريض.
تعبت أم وليد من زيارة الوفود الأجنبية والصحفيين ووكالة الغوث دون فائدة أو تحسن ملموس في وضعهم الصعب وتساءلت :" كل مرة بصورونا وبروحوا .. انتو كمان زيهم؟؟ " سؤالها أوجع فريق زاوية " ألم وأمل " الذي حاول إيصال فكرة عمل الفريق مطمئنا أم وليد بأن أهل الخير كثر وإن شاء الله سوف يتجاوبون مع حكاية معاناتهم , وستجد جراحهم من يضمدها.