في ظل معاناتهم المتواصلة

قضايا "ذوي الاحتياجات الخاصة" في الإعلام..موسمية!

معاقون: وسائل الإعلام مقصرة في التعامل مع قضايانا

الإفرنجي: تتعاطى مع المعاق بشكل موسمي

الهسي: إذاعة الإرادة تهتم بهم كونها متخصصة في شؤونهم

غزة- كمال عليان- الرسالة نت

للحظات فقط تجلس مع نفسك وتفكر فيهم، ويتبادر إلى ذهنك العديد من التساؤلات، كيف يقضون حياتهم على تلك العجلات المتحركة؟ وما هي نظرة المجتمع إليهم؟ وما هو دور وسائل الإعلام في ابراز قضاياهم؟ وهل هي مقصرة في هذا الشأن؟ "الرسالة" بحثت عن اجابات لهذه الأسئلة في التقرير التالي..

الإذاعات مقصرة

وفي هذا الصدد قال المعاق خالد إبراهيم (22عاما ):" إن وسائل الإعلام مطالبة بنشر وتقديم معلومات صحيحة وحقائق واضحة ومواضيع دقيقة عن ذوي الاحتياجات الخاصة "، مبينا أنه من الواجب عليها أن تقدم إستراتجية للتعامل مع المعاقين، وبما يناسب وتوجهات كل مؤسسة منها.

وأوضح ابراهيم أنه يتابع برامج الإذاعات المحلية مما جعله يدرك بشكل واضح عدم اهتمام هذه الإذاعات بذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أنها قليلا ما تتناول شريحتهم أو تخصص برامج تبرز معاناتهم.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة نت" :" أرغب مرة من المرات بسماع برنامج متكامل عن فئة ذوى الاحتياجات الخاصة وليس مجرد أن يكون على شكل خبر عابر "، منوها إلى أن تغطية أخبارهم باتت موسمية.

وأكد علاء على أن حضارة وتقدم أية دولة في العالم يقاس بمستوى الخدمات التي تقدمها لمعاقيها وكيفية دمجهم في المجتمع، مشيرا إلى أن فلسطين هي الأحق بأن تهتم بالمعاقين لأنهم أصبحوا شريحة واسعة جراء الاحتلال الصهيوني.

وتمنى أن يتم إعطاء مساحة أكبر لشريحة المعاقين في وسائل الإعلام المختلفة، مبديا تفاؤله من ذلك خصوصا بعد إذاعة فرسان الإرادة الخاصة بالمعاقين.

وفي ذات السياق أبدى المعاق حركيا جابر أحمد (30عاما) تذمره من وسائل الإعلام المحلية قائلا:" إن وسائل الإعلام لا تتطرق لقضايانا إلا على شكل أخبار"، مبينا أن الإعلام ينبغي أن لا يكون ساحة لنشر الاتجاهات السلبية والأفكار الخاطئة عن المعاقين.

وأضاف جابر لـ"الرسالة نت" :" ينبغي على هذه الوسائل أن تركز على شريحة المعاقين بصورة مستمرة و بطرق متعددة, متابعا:" وإن كان في الصحافة المكتوبة ينبغي أن يكون في الصفحة الأولى وفي المذياع أن يأخذ دقائق أكثر وأن يستضيف عددا كبيرا من الخبراء".

وطالب المشرفين على الإذاعات المحلية بتخصيص فقرات وبرامج لشريحته تساعد على دمجهم بالمجتمع مع الأسوياء وترشد الناس للتعامل معهم.

تغطية موسمية

ومن جانبه قال الصحفي محسن الإفرنجي المحاضر بالجامعة الإسلامية بأن الإعلام الفلسطيني بشكل عام مقصر في تناول قضايا المعاقين.

وطالب الإفرنجي الإعلاميين الاهتمام بكافة القضايا التي تهم المعاقين، موضحا بأن التغطية الإعلامية لقضاياهم باتت موسمية.

وقال الإفرنجي: " إذا ما تم تسليط الضوء على هذه الحالات فقط، فإن المؤسسات الإعلامية ستخرج بمخزون ضخم من المواد الإعلامية التي تبين حقيقة واقع المعاقين في المناطق الفلسطينية، سواء من ناحية الإبداع الموجود لدى الكثير منهم، أو من ناحية الظلم الذي يحيق بهم".

وأضاف :" إن ذلك من شأنه أن يعمل على تعزيز واقع المجتمع بالتعامل مع المعاقين، بالإضافة إلى تعزيز حقوقهم وتلبية مطالبهم وإشعارهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني".

إذاعة متخصصة

ومن جهة أخرى قالت أماني الهسي مقدمة برامج في إذاعة فرسان الإرادة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة:" هناك إهمال في تناول قضايا المعاقين من خلال برامج الإذاعة المختلفة، بسبب التركيز على السياسة وبرامج المسابقات. موضحة أن ذلك دليل على قلة الاهتمام بهم وقلة اطلاع الصحفيين على حال ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل الإذاعي.

وأشادت الهسي بالدور الذي تقوم به إذاعة فرسان الإرادة بقولها:" هناك اهتمام بالمعاقين من قبل إذاعتنا، كونها متخصصة في شؤونهم وحل قضاياهم والدفاع عن حقوقهم".

وأضافت :"نلاحظ وجود مذيعين ومعدين لمثل هذه البرامج المتخصصة و يتم تناول قضايا المعاقين بالإضافة إلى إذاعتنا هناك إذاعة الأقصى والقدس من خلال برامج معينة".

إلا أنها أشارت إلى أن قلة الإمكانيات المادية وعدم وصول رسالة الإذاعة لكافة المعاقين في قطاع غزة والضفة كان المعيق الأكبر الذي واجهته الإذاعة وذلك بسبب ضعف جهاز البث وعدم تأهيل المكان بما يتناسب مع العاملين المعاقين.

ونوهت الهسي إلى أن الإذاعة تعد حاليا برامج خاصة بالمعاقين إضافة إلى الزيارات الميدانية وعمل اللقاءات على الهواء مباشرة معهم خصوصا بعد الحرب, مؤكدة على أن إذاعتها ماضية في عملها وشق طريقها.

وبين هذا التشاؤم والتفاؤل هل تعمل وسائل الإعلام المحلية على الاهتمام ولو قليلا بشريحة باتت مغيبة عن البرامج والفقرات الإذاعية؟

 

البث المباشر