طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

لم يكمل تعليمه الاعدادي

غزي يتمتع بعقلية حسابية خارقة تتحدى الآلة

الأربعيني ماهر ابو رمضان
الأربعيني ماهر ابو رمضان

غزة- فادي الحسني- الرسالة نت

الأربعيني ماهر محمد أبو رمضان قمحي البشرة، وذو لحية خفيفة يختلط فيها الشعر الأبيض بالأسود، لم يكمل تعليمه الإعدادي، لكنه يمتلك عقلية فذة تجيد تنفيذ العمليات الحسابية أنياً دون أن يستخدم قلما أو ورقة أو حتى آلة حاسبة مهما كانت أرقامها طويلة.

لم تسعف الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أبو رمضان الذي يعاني من نوبات إغماء شبه يومية، أن يكمل تعليمه وأجبرته على مزاولة العمل رغم صغر سنه في مخبز يمتلكه والده.

ويقول أبو رمضان إن مدرسيه في المرحلة الابتدائية كانوا يصعقون من قدرته على إعطاء ناتج أي عملية طرح أو جمع أو قسمة أو ضرب خلال دقيقة أو دقيقتين فقط!

ويؤكد صاحب الجسد النحيف أن الله قد منحه موهبة الحساب، ويتحدى مبتسماً "هات أية عملية حسابية واخرج لك بالناتج فوراً (..) لا أحد يجرؤ على منافستي في الحساب".

وباستطاعة أبو رمضان أن يحتسب العمر بمجرد سماعه تاريخ ميلاد الأشخاص؛ ليس فقط بالسنين وإنما بالأيام والساعات والدقائق وحتى الثواني.

وعقب وفاة والد أبو رمضان، بيع المخبز، وفقد مصدر رزقه لكنه اليوم يجول في شوارع وأزقة حي الشيخ رضوان وسط غزة، ليجمع الأواني البالية وقطع البلاستيكية لبيعها، وقال: "أعتاش من أشغال بسيطة تغطي حاجتي".

ولا يقوى أبو رمضان على مزاولة المهن الصعبة، ويقول "محظور علي أن أعمل في الكثير من المهن، وذلك لتعرضي لنوبات إغماء بشكل دائم ومستمر، وهذا الأمر قد يعرضني لخطر حقيقي أثناء العمل".

كما أنه لم يتزوج حتى الآن وذلك أيضا بسبب المرض الذي يعانيه.."الزواج سنة حياة لكن مرضي يمنعني منه".

بالفعل هو معجزة، هكذا يصفه شقيقه أشرف الذي يصغره سناً، ويؤكد أنهم يعتمدون في صيام شهر رمضان من كل عام، على احتساب الأيام الذي يجريه شقيقه الأكبر ماهر.

ويضيف الكثير من الأسر القاطنة في الحي تصوم وفق اليوم الذي يحدده ماهر(..) هذا العام سبق ماهر الجميع وصام يوم الجمعة فيما صامت فلسطين ومعظم الدول العربية يوم السبت، وتبين فيما بعد أن احتساب الوقت عند ماهر كان أدق.

فيما يرى الأربعيني أن الحساب أمر صحيح ثابت لا يشوبه خطأ، على عكس رؤية الهلال التي قد تخفق رغم أن الكثير من الدول تعتمدها.

ويفاجئ ماهر "الرسالة نت" بتحد يؤكد فيه أن شهر رمضان القادم سيبدأ في العاشر من أغسطس 2010 وسيكون يوم ثلاثاء، ويقول من يصم خلاف هذا اليوم سيكون صيامه خطأ.

وتبدو هذه المعجزة غائبة عن الأعين ولم يجر استثمارها، حيث يؤكد أبو رمضان أن أحدا خارج حيه لا يعلم عنه شيئاً.

 

البث المباشر