القاهرة - الرسالة نت
"أسامة القوصى" واحد من شيوخ السلف المثيرين للجدل، خاصة في الفترة الأخيرة، حيث كان قبل ثورة 25 يناير يدعو لمبارك من فوق منبر مسجد الهدى النبوي، ووصفه بأمير المؤمنين، لدرجة أن أجزم البعض بوجود علاقة بينه وبين جهاز أمن الدولة السابق، فهو الشيخ الوحيد الذى تركه هذا الجهاز الأمني يتكلم على راحته؛ لأنه كان يدافع عن مبارك ولم يلق أي مضايقات أمنية على الإطلاق.
وكان الشيخ القوصى ولا يزال يهاجم مشايخ السلف الآخرين، خاصة الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب، ويعتبرهم من دعاة السلفية المتأخرين؛ بينما يعتبر نفسه من دعاة استخدام العقل في أمور الشريعة والحياة.
ويعتنق القوصى مبدأ العلمانيين القائل بأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وعليه وصفه البعض بأنه شيخ "علماني" باعتباره من أنصار فصل الدين عن الدولة.
وقبيل التنحي خرج القوصى بفتوى اعتبر فيها الثوار خوارج، واعتبر الثورة مجرد فتنة وخروج غير مشروع على أمير المؤمنين؛ لكنه انقلب على ذاته وغير جلده فجأة وبات من المتحولين، فظهر على التليفزيون عبر برنامج "آخر كلام" مع يسرى فوده، وكان من قبل يمتنع عن الظهور على الشاشات، حيث كان يعتبر أن التصوير حرام، ثم بدأ يسير في فلك الثورة فنراه يؤيد حل مجلس الدولة ومحاكمة مبارك كما خرج على نظرية أمير المؤمنين، واعتبر مبارك خارجا على الجماعة لأنه شرع في قتل المتظاهرين.
الشيخ القوصى أيضا استجاب مؤخرا لمقتضيات العصر حيث رأى وجوب الأخذ بمقتضيات الحياة المدنية، فأيّد فكرة الانتخابات ومجلس الشعب ورأى أنهما من صور الوكالة عن الرعية، وكان قبل ذلك يرى أن مجلس الشعب من اختراع أهل البدع .
وحول رؤية القوصى لمنصب رئيس الجمهورية والمادة الثانية من الدستور، خرج ليقول أن رئيس الجمهورية مجرد موظف، وأنه يجوز أن يكون مسيحياً وليس شرطا أن يكون مسلما، ثم عاد مجددا لينادي بضرورة أن يكون رئيس الدولة مسلما.
وأراد القوصى أن يركب الموجة ويؤيد الثورة فطالب بضرورة سيادة أخلاق ميدان التحرير بعد أن هاجم الميدان، كما أيد المظاهرات وأيد الخروج على الحاكم إذا ظهر ظلمه على الناس.
ومؤخرا اشتد هجوم السلفيين على موقف القوصى لأنه ظهر على قناة نجيب ساويرس "أون تي في" وذكر أن السلفيين يعيشون خارج العصر ويرفضون مقتضيات الحياة الحديثة فمثلا يتمسكون بالطب النبوي والأعشاب يرفضون العلاج الحديث، وأن السلفيين يغيبون العقل تماما لأسباب ومصالح خاصة.
وقد فتحت هذه التصريحات، النار على الشيخ القوصى وبدأ الكثير من المشايخ ينشرون الغسيل القذر له مثل دفاعه عن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، بعد أن كان يدعو له قبل الثورة وكان يتبع أسمه بعبارة "حفظه الله".. لكن القوصى الآن اختفى ولم يظهر كثيراً .. فأين ذهب ؟!