غزة - شيماء مرزوق-الرسالة نت
انشغل بترتيب بضاعته الجديدة التي ملأت أرضية المحل دون أن يلتفت إلى الزبائن الذين انتظروه لدفع الحساب.. حمل فانوسا كبيرا بطول متر ونصف تقريبا بألوانه الأحمر والأصفر وعلقه في منتصف المحل ووزع حوله الفوانيس الصغيرة الملونة؛ استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي سيحل ضيفا عزيزا عليه بعد أسبوع.
أبو فادي عوض -صاحب سوبر ماركت بغزة- كدس بضائع رمضان في محله من أجل تلبية احتياجات زبائنه الرمضانية, وقال لـ"الرسالة نت": "البضاعة كثيرة.. لكن مين يشتري؟", ويضيف: "لم أترك صنفا من بضائع رمضان إلا وجلبته في محلي، ولكن حتى الآن أرى الإقبال على الشراء ضعيفا خاصة في ظل أزمة الرواتب هذا الشهر".
ويطل رمضان هذا العام على الغزيين بالتزامن مع افتتاح عدد كبير من المولات والمحلات الكبيرة في القطاع, وفي ظل أزمة مالية أيضا، حيث لم يتلقّ الموظفون رواتبهم كاملة هذا الشهر؛ وهو ما يدفع بكثيرين للتساؤل: كيف سيقضي المواطنون رمضان هذا العام؟.
بديل عن الأسواق
والملاحظ هذا العام أن المحال التجارية بدأت تتزايد وتعرض المنتجات التي كان المواطنون سابقا يجلبونها من الأسواق العامة, وهذا ما أغضب بعض تجار الأسواق, حيث عبر التاجر محمود سعدي -صاحب محل في سوق الزاوية بمدينة غزة- عن غضبه من افتتاح المولات والمحال التجارية الكبيرة, قائلا: "هادي المحلات بتخرب علينا", مضيفا أن المحلات أصبحت تعرض كل شيء، "وهو ما سيدفع الناس للتوافد عليها بدلا من الذهاب للسوق".
وقد بدأت الأسواق الغزية تعج منذ فترة بما لذ وطاب من منتجات اختص بها الشهر الكريم، فغمرت بالقطايف والأجبان والمربيات والحلويات والتمور وقمر الدين والمخللات، وكذلك المشروبات التي يزيد الإقبال عليها كالقهوة العربية والخروب والسوس.
وقد تنوعت أنواع التجهيزات في سوق الزاوية وسط البلدة القديمة في قلب مدينة غزة، وتنوعت معها حاجات المواطنين ومتطلباتهم خلال رمضان، والذي يحتاجون فيه لأنواع متنوعة من الطعام والشراب والشوربات والمخللات والمرطبات والتمور بكل أصنافها والبهارات كذلك.
وفي هذا السياق يقول التاجر عماد يونس لـ"الرسالة نت": "نستعد جيدا لرمضان، فقد وفرنا للمحلات التجارية مستلزمات هذا الشهر الفضيل، ولكن كل عام تختلف أجواء رمضان عن العام الذي سبقه، ولهذا تختلف متطلبات الناس، ففي هذه السنة يتميز رمضان بالأجواء الحارة لذلك سيكون التركيز على مشروبات مثل الكركديه والتمر الهندي والسوس وقمر الدين والخروب".
وذكر أن كميات البضائع الموجودة في الأسواق كبيرة جدا، "لكن إقبال المواطنين على شرائها ما زال خجولا لسبب نقص الأموال نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي خلف الآلاف من المتعطلين عن العمل ولأزمة الرواتب للموظفين هذا الشهر".
عمدة الحلويات
وأما عن الحلويات فلها مذاق خاص في رمضان، وخاصة القطايف التي تعتبر عمدة الحلويات ولا يخلو منها أي بيت فلسطيني, حيث بدأت محلات الحلويات بالاستعداد والتجهيز لإعدادها خلال أيام الشهر الفضيل, وهنا يقول ياسر كريم صاحب محل لبيع القطايف: "رمضان موسم القطايف، وفي كل يوم أعد كميات كبيرة منه وبأحجام مختلفة وفق رغبة الناس".
وأضاف: "هذه العادة لا يمكن للغزيين الاستغناء عنها, إذ إنها تعد جزءا من تراث الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أنه يعد منها في أول أسبوع من رمضان كمية كبيرة؛ "لأن الإقبال عليها يكون كبيرا جدا إذ يتدافع الناس لشرائها في كل وقت، وخاصة بعد صلاة العصر، ثم يخف الإقبال عليها في آخر الشهر".
ويقال إن القطايف أكلة عباسية وقيل فاطمية، وانتهى بها المطاف لتصبح أكلة عربية تشتهر في شهر رمضان فقط دون أشهر باقي العام لترتبط باسمه, حيث يقف الصائمون على بائع القطايف بالطوابير رغم أنها لا تكاد تخلو من أي منطقة أو شارع أو حتى حارة، وبالإضافة لمذاقها المميز فإن رخص سعرها سبب كافٍ لتكون حلوى شعبية في هذا الشهر الكريم، حيث أن نصف كيلو منها يكفي لأسرة متوسطة العدد، كما تعتمد الأسر الغزية عليها في "العزائم العائلية" للسبب نفسه بالإضافة إلى سهولة تحضيرها.