غزة-الرسالة نت
تتوقع شركات في الشرق الأوسط أن يرتفع مستوى إنفاق المستهلكين في رمضان وعطلة عيد الفطر، وهو ما سيعوض التراجعات التي تسببت فيها موجة الاحتجاجات التي تشهدها دول عربية منذ نهاية العام الماضي. واندلعت موجة الاحتجاجات التي يطلق عليها الربيع العربي في الوقت الذي بدأت فيه اقتصادات المنطقة تتعافى من الأزمة المالية العالمية التي تضررت منها الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج.
وأثار ذلك الحراك الشعبي -الذي بدأ في تونس ومصر وتوسع إلى اليمن والبحرين وسوريا- شكوكا في أن يستمر التعافي الاقتصادي الذي بدأ العام الماضي. وعوضت الحكومات العربية تراجع إنفاق المستهلكين بزيادة إنفاقها على المشروعات والبنى التحتية.
ووفقا لبيانات المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية ومقره دبي فإن الإنفاق الإعلاني في العالم العربي يزيد إلى مثليه بوجه عام في رمضان، حيث تنفق بعض الشركات ما يصل إلى 78% من ميزانيتها الإعلانية السنوية خلال هذا الشهر.
وخلال العام الماضي خصصت أكبر خمس شركات منفقة على الإعلانات في الشرق الأوسط 25% في المتوسط من ميزانياتها الإعلانية السنوية لشهر رمضان.وفي هذا الشهر الذي تقل فيه ساعات العمل وتتجمع فيه الأسر على مائدة الإفطار, يزيد الإنفاق على الطعام. كما تشهد عطلة عيد الفطر رواجا كبيرا حيث يقدم موزعو السيارات خصومات, وتقدم مراكز التسوق عروضا مغرية.
ويعد الاستهلاك الفردي في العالم العربي -كما في اقتصادات عالمية كالاقتصاد الأميركي- محركا هاما للنشاط الاقتصادي.
ففي السعودية على سبيل المثال، يشكل إنفاق المستهلكين نحو 35% من الاقتصاد، ويبلغ حوالي 73% في مصر التي تشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن اقتصادها المتضرر من الاضطرابات سينمو هذا العام بنسبة 1%، مسجلا أدنى مستوى منذ 1992.
وحل رمضان هذا العام في شهر أغسطس/آب الذي يشهد عادة تباطؤا في أنحاء المنطقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والعطلات, لكنه يظل بمنأى عن الدورات السياسية والاقتصادية.
ولاحظ المتحدث باسم شبكة أم بي سي التلفزيونية مازن حايك أنه لا يوجد فرق بالنسبة للشهر الذي يأتي فيه رمضان, مضيفا أن النشاط الاقتصادي في هذا الشهر يبرز أساسا في قطاعات السيارات والإلكترونيات والأطعمة والإعلانات.
ويعد التلفزيون أحد المحركات الرئيسية لزيادة الإنفاق مع ارتفاع متوسط وقت مشاهدة التلفزيون إلى مثليه ليبلغ سبع ساعات يوميا. ومن أصل 2.2 مليار دولار أُنفقت على الإعلانات في رمضان الماضي, خُصص 1.7 مليار دولار للتلفزيون وحده.
ويراهن المعلنون على أن هذا سيتكرر في العام الجاري لتعويض التراجع في إجمالي الإعلانات بسبب الاضطرابات في المنطقة.
أما بالنسبة لتجارة التجزئة، فيقول تجار إن الاستهلاك قفز عشية رمضان الجاري بنسبة 30% في الإمارات, وحدثت قفزات مماثلة في دول أخرى، حيث يشتري الناس مزيدا من الأطعمة لإعداد وجبات الإفطار.
المصدر: رويترز