قائمة الموقع

دراسة: (الفيس بوك) لم يخدم القضية الفلسطينية

2011-08-25T13:30:41+03:00

الرسالة - ميرفت عوف

يتربع الإعلام الجديد -تحديدا اليوتيوب وتويتر و(الفيس بوك)- على سلم الاهتمام لدى الشباب العربي عموما، وقد أُرجع إليه فضل كبير في إحداث التغيرات الكبيرة في العالم العربي مؤخرا.

وتوقع كثيرون أن يتعاظم دور (الفيس بوك) في تفعيل القضية الفلسطينية وتعزيزها؛ لما له من دور كبير في الانتصار لكثير من الحقوق الإنسانية على الساحات المحلية والإقليمية والعربية والدولية.

الباحث محمود الفطافطة أراد أن يقف علميا على حقيقة وضع (الفيس بوك) مع الشباب الفلسطيني والقضية، ففوجئ بأن الحجم الهائل لانجذاب الفلسطينيين نحو (الفيس بوك) كان نتيجة انبهارهم بتلك التكنولوجيا، "ولم تعد استخداماته كثيرا عن التواصل الاجتماعي والترفيه، وجاء ذلك عكس المأمول منه بأنه يؤدي وظيفة تنموية أو خدماتية للقضية الفلسطينية أو قضايا الشباب وقضايا الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.

"الرسالة" في الحوار التالي تقرأ مع الصحافي والباحث في العلاقات الدولية محمود الفطافطة تفاصيل تلك الدراسة

حرية الرأي !!

تركز هذه الدراسة النوعية على علاقة الإعلام الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين، وتتخذ من (الفيس بوك) نموذجا لدراسة هذا الوضع، فالإقبال الملحوظ والمتزايد على مواقع التفاعل الاجتماعي خلق فكرة هذا البحث.

وهدف الفطافطة بدراسته للوقوف على المفاهيم والأدبيات المتعلقة بالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعية بالإضافة إلى معرفة أبجدية الرسائل المتناقلة على صفحات المستخدمين وصفاتها ووظائفها والهدف منها، "وعلى أثر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا في تجسيد حرية الرأي والتعبير سواء في العالم الافتراضي على صفحات هذه المواقع وشبكاتها أو في العالم الواقعي في الحياة الاجتماعية والسياسية"، يقول الباحث.

ويضيف:" أردنا الوقوف على واقع حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية ومدى استخدام الشباب الفلسطيني لوسائل الإعلام الجديد في دعم هذه الحرية وتفعيلها"، مشيرا لاهتمام البحث بمعرفة مدى انعكاس أفكار المستخدمين على الحالة الفلسطينية في عدد من القضايا الساخنة، "كالانقسام والتزام الشفافية".

مفاجآت الدراسة

ويكمل الفطافطة لـ"الرسالة": "الدراسة أثبتت أن (الفيس بوك) ساهم في تعزيز حرية الرأي والتعبير لكنه أخفق في تعزيز ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر لدى الفلسطينيين أفرادا وأحزابا"، لافتا إلى أن الاستخدام اقتصر على الاتصال والتواصل دون أن يكون هناك تأثير على أرض الواقع، "فقط كان هناك اهتمام كبير ومشاركة واسعة في العالم الافتراضي دون تجسيدها في العالم الواقعي".

وذكر أن هناك ارتباكا في الشارع الفلسطيني حول العلاقة بين تقنيات التواصل الاجتماعي ومدى حرية التعبير، "فالبعض رأى أنه لم يسهم في تعزيزها في حين رأى آخرون أن مواقع التواصل عملت على تعزيز الحريات".

بيد أنه أكد أن الأحزاب والتنظيمات في فلسطين هي من يتحكم بطرق غير مباشرة بالحراك الإلكتروني في المجال الافتراضي؛ "فمؤسسات المجتمع المدني لم تستطع إنشاء قاعدة جماهيرية يمكنها بها تحقيق التوازن مع البنية التقليدية للتواصل الاجتماعي".

توصيات مهمة

الفطافطة توقع أن يكون للإعلام دور كبير في تفعيل قضايا الشباب الفلسطيني، ولكنه تفاجأ أن (الفيس بوك) -بمستخدميه- وقف عاجزا عن إحداث تغيرات إيجابية اتجاه تلك القضايا، وقال: "تفاجأت بوجود تدخل كبير من الأجهزة الأمنية في وسائل الإعلام الجديدة؛ مما أدى إلى إضعاف القيمة الوظيفية أو الاستخدامية الحقيقية لها وبخاصة الفيس بوك كنموذج في البحث"، مستدركا: "أرجو أن يجري تطوير فعال وحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي في الأشهر المقبلة حتى تشكل أداة ضاغطة على الأنظمة السياسية".

ويوصي الباحث بأهمية تعزيز ثقافة الاختلاف واحترام الرأي عبر (الفيس بوك)، كما يشدد على أهمية خلق التوعية بين مستخدمي (الفيس) بأن حرية الرأي لا ترتبط بثقافة التشهير وإنما بثقافة الديمقراطية واحترام الرأي الآخر، ودعا لإيجاد ميثاق شرف يعزز المسؤولية الاجتماعية ويفرق بين الحملة الصحافية والخبر الصحافي والمعلومة الصحافية.

اخبار ذات صلة