الرسالة نت -محمد بلّور
تتجول أنامله فوق لوحة مفاتيح الحاسوب برشاقة، وتلخّص عيناه الرسائل الإلكترونية في لحظات فيبحر في دهاليز الموقع الإلكترونية دون قيود.
بعد أن رفض الكشف عن اسمه أو تحديد سنه عرّف نفسه بأنه "هاوي اختراق أجهزة من غزة"، أو "ممارس للقرصنة الإلكترونية" التي يخترق خلالها الحواسيب والمواقع والبريد الالكتروني.
عرف لنا الاختراق قائلا: "كلمة شائعة الاستخدام في عالم الإنترنت وتقترن دائما بأفعال تخريبية تشتمل الدخول غير المشروع على أجهزة أو شبكات معينة للسطو على المعلومات أو حتى الأموال (...) يتم ذلك كله عن طريق شبكة الإنترنت.
وأضاف لـ"الرسالة نت": بدأت هوايتي في اقتحام المواقع الإلكترونية سنة 2004 دون أن أعلم أنني سأصبح من أحد شباب الهكرز المشهورين في العالم العربي"، مشيرا إلى أنه تمكن من اختراق الكثير من المواقع الصهيونية لهدف الانتقام لضحايا غزة.
التجربة الأولى
واجه صعوبة في اختراق الحاسوب الأول كتجربة حديثة، فاستعان بأصدقائه من السعودية والمغرب وقد كان الفضول حينها يدفعه ليرى ماذا يفعل صاحب ذلك الحاسوب.
وأوضح: "عند اختراقي لجهاز الضحية كان سطح مكتبه أمامي، فقمت بنقل ملفاته إلى جهازي وسحبت كلمة المرور الخاصة به بالإضافة إلى انني فتحت الكاميرا والمايك دون أن يشعر بي".
المحاولة الثانية كانت تجربة تحد بينه وبين شخص روسي: "من سيتمكن من اختراق جهاز الآخر؟"، وقد اخترق كل منهما حاسوب الآخر تحت إشراف خبير هكرز سعودي يدعي "السفّاح".
وحول شروط التحدي بينه وبين الروسي قال: "لابد أن يكون جهازك فارغا من كل شيء ثم تستخدم برامج تغير Ip وعليك أن تتوقع أن يخترق خصمك جهازك ويرسل لك ملفا ملغوما".
ومن مؤشرات الاختراق أن إشارة الماوس تبدأ تتحرك أمامك على الجهاز ويتمكن المخترق من العبث بملفاتك ويتحكم بجهازك كليا.
اختراق المواقع
تطورت قدراته الاحترافية فانتقل لاختراق المواقع سنة 2008 واخترق بداية موقع "الهاغاناة" الصهيوني المتخصص برصد المواقع الإسلامية ثم موقع (لكنيست)وجرى ذلك بمشاركة "السفاح" و خمسة شبان مغربيين.
وتمكن أصدقاؤه من اختراق 30 موقعا صهيونيا وكانوا يتركون رسائل في واجهة المواقع تحتوى على صور وكتابات "نصرة لغزة" أو صورا لصواريخ المقاومة.
ويرى أن أفضل خبراء الهكرز في العالم هم الروس ثم المغاربة والسعوديون ثم الفلسطينيون، موضحا أن المغاربة يمضون وقتا كبيرا أمام الحواسيب، "في حين يشتهر الروس بتصميم وبرمجة برامج الإختراق"، ويمتنع عن ذكر أسماء برامج الهكرز الشهيرة التي استخدمها.
الياهو والفيسبوك
ومن أبرز حوادث الاختراق التي شنها برفقة أصدقائه "المغاربة والسعوديين" هو اختراقهم لموقع "ياهو" الشهير، فقد تمكنوا في أواخر 2008 من إيقافه واختراقه لمدة 7 دقائق مما كبد الموقع خسارة بلغت مليون دولار وفق ما أعلن موقع ياهو نفسه.
وعن ذلك قال: "واجهنا صعوبة في اختراق "الياهو" لأنه من المواقع المحصنة بقوة حيث أن الشركة الياهو قامت بسد كل الثغرات ولكن "السفاح" -شاب سعودي من أصل فلسطيني عمره أقل من 25 سنة- اكتشف ثغرة وأوقف على إثرها الموقع لسبع دقائق".
وفي سنة 2011 تمكن فريق الاختراق من إيقاف موقع (الفيس بوك) لمدة دقيقة عند الساعة الثامنة صباحا من يوم 2-1- 2011.
وعن ذلك قال :"وفق رأيي (الفيس) موقع أمني (إسرائيلي) لأننا عندما اخترقناه اكتشفونا وحددوا الـip بسرعة رغم استخدامنا برامج تغيير ip كل 10 ثوان فأوقفوا حساباتنا في الفيس بوك ولم نفلح بالتسجيل مرة أخرى لكن الفيس بوك لم يعلن حادثة الاختراق".
وأكد خبير الهكرز أنه بعد حادثتي الفيس بوك والياهو ترك القرصنة الإلكترونية، "حيث أصبحت تقنية القرصنة متقدمة وحداثة البرامج تمنعه من متابعة جديد البرامج"، موضحا أن معظم الهكرز يتراوح سنهم ما بين 16-20 وهو جيل صغير متفرغ.
وسائل الحماية
ويوجه خبير الهكرز مستخدمي الحواسيب حتى لا يقعوا ضحية للمخترقين فيقول: "يجب على مستخدم الإنترنت أن يحصن نفسه ببرامج مكافحة الفيروسات، وأنصح باستخدام برنامج الكاسبر الحديث 2012 وعدم استقبال صور أو ملفات عبر البريد الإلكتروني".
كما نصح بعدم تحميل من المواقع المشبوهة والتعامل مع المواقع الشهيرة للبرامج, "كما أنصح مستخدمي الإنترنت بالحذر من الخدعة المنتشرة فى بلدنا وهى الصفحات المزيفة والتى تشبه صفحات yahoo . Hotmail. Gmail ومواقع أخرى شهيرة والتي من خلالها يتمكن الهكرز من معرفة بيانات دخولك للمواقع".
ويحذر خبير الهكرز الفتيات من وضع صورهن على الحاسوب المحمول حتى لا تتعرض الملفات للسرقة ومن بعدها الابتزاز.
كما حذر من خطورة كاميرا اللاب توب التي يتمكن المخترقون من فتحها والتصوير بها دون أن تضيء دون علم الضحية.
وتعد قرصنة الحواسيب من أحدث صور القرصنة التي دخلت كل بيت وتسببت في مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة.