طرابلس – الرسالة نت
رجَّحت مستشارة سابقة لمعمر القذافي أن يكون العقيد الليبي مختبئًا جنوب ليبيا بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد، حيث مخازن الأسلحة والذخيرة، وقالت: إن بحوزته سيولة تقدر بـ6 مليار دولار.
وأكدت الأردنية دعد شرعب - التي عملت مستشارةً اقتصاديةً للقذافي على مدى 22 عامًا - في مقابلة مع صحيفة "الرأي" الأردنية نشرتها الأحد أن القذافي يثق بشكل مطلق في ثلاثة من الحارسات الشخصيات له، متوقعةً أن يكون قام بتصفيتهن، خصوصًا وأنهن على علم بأدق تفاصيل حياته، قائلةً: "كان يتناول طعامه من أيديهن".
وأشارت شرعب - التي عادت إلى الأردن عبر مطار جربة في تونس الخميس الماضي - إلى أنه تم احتجازها لدى النظام الليبي السابق منذ سنة وثلاثة أشهر، وهو ما رأته "ضغطًًا سياسيًّا على الحكومة الأردنية".
وحول علاقتها بالقذافي، أكدت أنها كانت تؤثر على قراراته لدرجة أنها كانت "تشكل حكومات وتقيل أخرى" في نظامه، مشيرةً إلى أن مدير جهاز مخابرات القذافي السابق موسى كوسا أطلق عليها لقب "القنبلة الموقوتة"، نظرًا لطبيعة المعلومات التي تحتفظ بها طيلة الـ22 سنة التي أمضتها في خدمة القذافي.
وأوضحت أنها طيلة السنوات الماضية كانت معنيةً في تقديم استشاراتها المتعلقة في الجانب الاقتصادي، وإجراء المباحثات الرسمية مع الدول الأخرى، وكذلك حمل رسائل القذافي إلى رؤساء دول وحكومات.
وقالت: إنها كانت محتجزةً في مكان مخصص لاحتجاز كبار المسئولين في نظامه، إضافة إلى أبنائه، مشيرةً إلى أن القذافي "كثيرًا ما كان يقوم باحتجاز أبنائه أو وزرائه"، وهي من كانت تقوم بالتوسط لديه للإفراج عنهم، وهو ما كان يتم بالفعل.
وأضافت أنه تم تحريرها من المكان الذي كانت محتجزةً فيه على يد الثوار الليبيين، قبيل انتقالها للعيش في منزل أسرة ليبية، مشيرةً إلى أن المقر الذي احتجزت فيه تعرض للقصف الجوي من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
واستذكرت لحظة احتجازها من قبل القذافي عندما طلب مقابلتها، لتتنقل بين أكثر من مطار داخلي، ليتم اعتقالها في أرض مطار (معيتق) بناء على طلبه، بينما كانت متوجهة إلى مقابلته. وذكرت أنها لم تلتقِ القذافي طيلة فترة احتجازها، وأنها تعرضت لمعاملة سيئة من قبل أركان النظام الليبي عقب اعتراف الأردن بالمجلس الوطني الانتقالي.
وأوضحت مستشارة القذافي السابقة أن الطائرة الخاصة التي أقلتها في عودتها الى الأردن تعود للأمير السعودي الوليد بن طلال، وقالت: إنها والدة لفتاة من زوجها السابق سعودي الجنسية، وأكدت أن علاقة عمل كانت تربطها بالوليد بن طلال.من جانب آخر، رفضت الجزائر منح حق اللجوء لعدد من ضباط الجيش الليبي السابق ومسئولين في جهاز المخابرات حاولوا الدخول إلى أراضيها كلاجئين يومي الأربعاء والخميس عبر موقع صحراوي جنوب معبر الدبداب جنوب البلاد.
وقالت صحيفة "الخبر" الصادرة الأحد: إن الاتصالات والمفاوضات التي جرت بين مجموعة من القادة العسكريين وضباط المخابرات الليبية السابقين ومفوضين مدنيين وضباط من الجيش الجزائري أشرفوا على تنظيم دخول أسرة القذافي إلى الجزائر، انتهت برفض دخول الضباط الليبيين وعدم منحهم حق اللجوء في الجزائر.
ونقلت الصحيفة عن "مصدر عليم" قوله: إن ضباطًا سابقين في الجيش والمخابرات الليبية وبعض الموظفين السابقين في الحكومة حاولوا الدخول إلى الجزائر الخميس الماضي وإن السلطات الجزائية رفضت السماح لهم بذلك بحجة أن استقبال عسكريين سابقين في الجيش الليبي غير مقبول على اعتبار أن وجودهم سيعني أن الجزائر تقف مع طرف ضد آخر في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.
وأوضح المصدر إن القافلة التي كانت تتكون من 12 سيارة ذات دفع رباعي و4 سيارات أخرى تحمل مسلحين باتجاه الحدود مع النيجر.
يذكر أن الجزائر أعلنت الاثنين الماضي أنها استقبلت ثلاثة من أبناء العقيد الليبي معمر القذافي الذين وصلوا بصحبة والدتهم صفية فركاش، وهم عائشة وهانيبعل ومحمد وعدد من أحفاده.
واعتبرت الجزائر أن موافقتها على استقبال أفراد من عائلة القذافي أملتها مجموعة من العوامل ذات العلاقة بالجوانب الإنسانية المحضة، منها حالة عائشة ابنة القذافي التي وضعت مولودًا في اليوم التالي لوصولها ووجود الكثير من الأطفال.