قائمة الموقع

"الإسفنج" على قائمة الممنوعات وأسعاره تناطح الخيال

2009-08-03T04:04:00+03:00

غزة- عدنان نصر

وأخيرا , نجح الشاب عزات عيسى (23 عاما) في شراء فرشة أسفنجية لغرفة نومه , بعدما تكللت جهود أصدقائه -في العثور على رجل معيل لديه "دستة" أولاد أراد بعيها بسعر مغر- بالنجاح .

ولسوء حظه أن "الفرشات الأسفنجية" أصبحت عملة نادرة في الوقت الراهن، فمعظم معارض الموبيليات والأثاث نادرا ما يبيعون غرفة نوم كاملة بفرشتها.

 

وكانت "إسرائيل" قد صنفت الإسفنج في إطار المواد الخام التي أدرجتها تحت قائمتها السوداء وحظرت دخولها منذ بداية الحصار، ما دفع العاملون في صناعة الأثاث المنزلي إلى إدخاله عبر الأنفاق التي تفصل قطاع غزة عن مصر.

ويصف عيسى الذي يقطن حي الدرج شراء فرشة بسعر يتماشى مع ظروفه السيئة "بالنبش عن إبرة بكومة من القش"، فالواحدة تتراوح ما بين 1300-  شيكل2800 بحسب جودتها، أما المستعملة فتزيد عن  شيكل1000 أحيانا.

وبعد إلحاح شديد من والده اشترى واحدة مقابل 300 دولار، عمد إلى فحصها جيدا ، إلا أن صاحب المحل قطع عليه شكوكه بخبرته وحنكته واصفا إياه ببضاعة جيدة يعجز عن اقتناء مثلها في هذه الأيام.

وعاد القلق يساوره من جديد، في تجهيز شقته شبه الخاوية من الأثاث المنزلي، فهو بحاجة إلى طقم كنب  يتسع لبهو صالته الفارغة، وما يتواجد في الأسواق لا يلبي ذوقه المتواضع، ولم يرتح في جلوسه، فحشوة الإسفنج رقيقة جدا وتشعره بالجلوس على كرسي بلاستيكي- كما يقول.

 

وأمام هذا الغلاء لجأ بعض الصانعين إلى استخدام الإسفنج المستعمل في صناعة أطقم الكنب ممن يشترونه من باعة الخردة أو الأشخاص الذين يرغبون في بيع أثاثهم.

المواطن أبو محمد الشوبكي صاحب منجدة أطقم كنب  كان جالسا ينتظر رزقه أمام محله الكائن في حي الصحابة في مدينة غزة يقول: أنا لا أتعامل مع إسفنج الأنفاق لارتفاع سعره، فالمواطنون يرغبون بشراء ما يتناسب مع ظروفهم الاقتصادية المتدهورة.

ويستطيع  الشوبكي الحصول على إسفنجه المستعمل بسعر 10 شيكل من جامعيه، على أن يكون مقطع صغيرا.

وفتحت تلك المهنة شهية بعض جامعي الخردة، بعد كساد تجارة المعادن التي يجمعونها، لعدم السماح بإدخالها إلى إسرائيل لتصنيعها من جديد.

ولا يغلب الشاب رياض(18 عاما)، من حي التفاح في بيع ما يزيد عن 30 كيسا شهريا يشتريها من صبية وجدوا فرصة عمل  تتناسب مع أجسادهم الغضة في عطلتهم الحارة. وأرباب المنجدات يتلهفون على بضاعته كما يقول.

 

ويتمكن "صيادو الإسفنج البري الصغار" من إيجاد ضالتهم في بقايا الأسرة أو فرش السيارات، أو ما يجدونه في رحلة بحثهم.

وبنقيض ذلك فإن أطقم الشوبكي رائجة، فهي أرخص من شراء ستة كراسي بلاستيكية بسعر 140 شيكلا للواحد، وأجمل مظهرا.

المواطن الثلاثيني أشرف الأي يمتلك منجدة ومعرض مجاور لسابقه يعاني بشكل مختلف فهو يعمل في الإسفنج المصري الذي يشهد تذبذبا في سعره ، تربطه صلة وطيدة بتضييق الخناق على حركة الأنفاق.

وغالبا ما يضطر لشراء القطع الصغيرة " الندف" بسعر 35 شيكلا من بعض المصانع ليستخدمها في الأجزاء الداخلية للكنب فسعر الطقم الجيد يصل لديه إلى 1000 دولار.

ويعاني الأي من توفير الأخشاب اللازمة لصناعته أيضا، بسبب أسعارها التي  تناطح السحاب، كما أن أخشاب المشاطيح وصلت حدا غير معقولا.

لكن قلقه الأكبر الذي سبب له خسارة مرتين متتاليتين يتمثل بأسعار الإسفنج المتغيرة باستمرار مع مدى الأوضاع الأمنية المصرية التي تنكد  عيشة مالكي الأنفاق.

 

 

اخبار ذات صلة