دمشق-الرسالة نت
سقط 20 قتيلا برصاص قوات الأمن السوري في يوم خرجت فيه مظاهرات عارمة بعدة بلدات ومدن واختار له الناشطون شعار "جمعة ماضون حتى إسقاط النظام"، في إشارة إلى إصرار المتظاهرين على المضي في الاحتجاجات التي دخلت شهرها السابع وتطالب برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى برصاص الأمن السوري ارتفع إلى 20 جلهم سقطوا في ريف حماة (وسط) وحمص (وسط) ومحافظة إدلب والعاصمة دمشق.
وأوضحت الهيئة العامة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلى سقطوا خلال المظاهرات التي خرجت في مناطق مختلفة بحماة وحمص وجبل الزاوية في محافظة إدلب.
وأفاد ناشطون أن قوات الأمن ومن يسمون بالشبيحة مدعومة بالجيش اقتحمت بصر الحرير وخربة غزالة وتسيل في محافظة درعا، وذكروا أن هذه القوات هدمت مئذنة مسجد مصعب بن عمير في بصر الحرير. كما سجل إطلاق نار كثيف في كفر زيتا بريف حماة، كما تمت محاصرة المصلين في مسجد البلدة.
وقد خرجت المظاهرات في عدة مناطق سورية بعد صلاة الجمعة رغم ما اتخذته السلطات السورية من تدابير وإجراءات استباقية، إذ نشرت دبابات ووحدات عسكرية بطول البلاد وعرضها ترقبا لمظاهرات اليوم الجمعة.
وإلى جانب تلك التدابير واصلت قوات الأمن السورية شن حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المنشقين، شملت أيضا محيط الحدود اللبنانية السورية.
وقال ناشطون في الكسوة في ريف دمشق إن مظاهرات حاشدة خرجت في المنطقة رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن التي لم تطلق النار على المتظاهرين الذين رددوا عدة شعارت تعبر إحداها عن التضامن مع الضابط المنشق حسين هرموش.
وفي جبل الزاوية بمحافظة إدلب قال الناشط علاء الدين في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن مظاهرات واسعة خرجت في المنطقة، وإن السلطات تابعت الموقف باستعمال الطائرات نظرا لوعورة المنطقة.
وقال المتحدث باسم "لجان التنسيق المحلية في سوريا" الناشط السوري عمر إدلبي إن المسيرات والمظاهرات لن تتوقف مهما كانت الوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المتظاهرين.
مظاهرات واسعة
وفي بعض تفاصيل المظاهرات التي خرجت بمختلف أنحاء سوريا، أفادت الهيئة بأن مظاهرة خرجت في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق من جامع الشيخ علي الدقر.
وفي حي الميدان بدمشق فرضت قوات الأمن حصارا خانقا على المساجد وبالأخص جامع الدقاق أقدم جوامع الميدان وأكبرها، ورغم ذلك خرجت مظاهرة حاشدة في نهر عيشة بعد صلاة الجمعة.
وفي حي النازحين بمدينة حمص أطلقت قوات الأمن النار عند جامع الرفاعي، كما جرى إطلاق نار على المتظاهرين في حي الخالدية بالمدينة، وفي تلبيسة بمحافظة حمص أطلقت قوات الأمن النيران لتفريق المتظاهرين. كما شهدت مدينة الرستن بنفس المحافظة مظاهرة حاشدة.
وفي مدينة دير الزور (شرق) خرجت مظاهرات عارمة من مسجد التوبة في الجورة جوبهت بالرصاص الكثيف.
وشهدت محافظة دير الزور مظاهرات في بلدة القورية حيث خرجت مظاهرة حاشدة رغم التواجد الأمني والتعزيزات من أكثر من جامع، أبرزها جامع الإيمان وجامع الفاروق في جمعة "ماضون حتى إسقاط النظام". كما خرجت مظاهرات حاشدة من منطقة العرفي والبوسرايا والجبيلة.
وفي ريف دمشق انطلقت مظاهرة في الزبداني رغم التواجد العسكري المكثف والحواجز، وردد المتظاهرون شعارات ينددون فيها بخيانة الجيش.
وفي حماة سُجل إطلاق رصاص كثيف وتصاعد الدخان عند جسر سلمية شرقي المدينة. كما خرجت مظاهرات في الحسكة (شمال شرق).
وكان سبعة أشخاص قتلوا أمس الخميس في جبل الزاوية بإدلب ومنطقة مضايا بريف دمشق وحي باب السباع في حمص.
غموض حول منشق
على صعيد آخر لا يزال الغموض يلف ملابسات ظهور المقدم السوري حسين هرموش على التلفزيون السوري بعد انشقاقه مطلع يونيو/حزيران الماضي ودخوله إلى الأراضي التركية وتشكيل "لواء الضباط الأحرار" الذي يضم عددا من ضباط الجيش المنشقين.
وتردد أن المقدم هرموش تعرض للاختطاف من جانب عملاء المخابرات السورية أثناء وجوده في تركيا وأعادوه مجددا إلى سوريا. غير أن وسائل إعلام لبنانية ذكرت أن تركيا سلمته إلى بلاده عقب اتفاق بين البلدين في هذا الصدد، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي ظهوره على التلفزيون السوري قال هرموش في اعترافاته "لم يأمرني أحد خلال خدمتي في الجيش السوري بإطلاق النار على المدنيين أو غيرهم.. لم أر أو أسمع أي قائد في الجيش أعطى أوامر بإطلاق النار على المدنيين".
وقال هرموش عقب هروبه من الجيش إن عددا من رموز المعارضة في الخارج تواصلوا معه.
وأشار إلى أنه اكتشف بعد ذلك أن أغلبية رموز المعارضة منحوه وعودا "من بينها مساعدات مادية ولوجستية وأسلحة وغير ذلك، لكن لم يتم الوفاء بأي منها".
المصدر: الجزيرة