قائد الطوفان قائد الطوفان

على الرغم من اقتراب موعده

الضبابية تلف توجه عباس للأمم المتحدة

الرسالة نت- لميس الهمص

حالة من الضبابية والتخبط تتعثر بها خطوات الرئيس محمود عباس لمجلس الأمن فلا يزال الساسة والمثقفون يجهلون الصيغة الحقيقية للورقة المقدمة، كما اختلفت الآراء حول إذا ما كان أبو مازن سيذهب باسم السلطة أو منظمة التحرير؟ في حين لف الغموض الطريق التي سيسلكها وصولا لهدفه إذا ما كان لمجلس الأمن بداية، أم إلى الجمعية العمومية ليتلف على الفيتو الأمريكي؟

*** من سيذهب؟

وفي هذا السياق ذكر المحلل السياسي هاني حبيب انه من المعروف أن الجمعية العمومية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية فهي تأخذ طبيعة المراقب في الجمعية وعندما يتقدم الرئيس عباس سيكون بصفة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

رأي حبيب خالفه المحلل السياسي مؤمن بسيسو واعتبر أن الرئيس يتوجه باسم الرئاسة أي السلطة وهذا ما يظهره الوفد المتوجه للأمم المتحدة لتقديم الطلب، مشيرا إلى أن الوفد لا يمثل المنظمة بأي شكل فهي باتت حالة ديكورية تستدعى عند الحاجة وليس لها صلة بموضوع أيلول.

وكان محمود عباس أعلن يوم الجمعة في خطابه انه سيطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عندما يتوجه إلى الجمعية العامة للمنظمة الدولية الأسبوع القادم الأمر الذي يهييء لنزاع دبلوماسي مع (إسرائيل) والولايات المتحدة.

وقال في خطاب تلفزيوني "اننا نذهب الى الامم المتحدة للمطالبة بحق مشروع لنا وهو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في هذه المنظمة الدولية."

وأضاف: "ذاهبون الى مجلس الامن.. أما الخيارات الاخرى فلم نتخذ فيها قرارا."

*** لمن سيتوجه؟

القضية تتحمل ثلاثة احتمالات كما يراها مراقبون الأول الطلب من الجمعية العمومية تكريس الاعتراف بدولة فلسطين خطوة اولى، يعقبها طلب العضوية الدائمة، وميزة هذا الخيار ان طلب العضوية يأتي بعد حسم فلسطين دولة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

أما الخيار الثاني فهو تكريس الاعتراف بدولة فلسطين وتحويل التمثيل الفلسطيني لدى المنظمة الدولية من بعثة منظمة مراقبة الى دولة مراقبة على غرار دولة الفاتيكان، وقبلها سويسرا، وهذا يتطلب مشروع قرار تتخذه الجمعية العمومية بنصف أصوات أعضائها زائدا واحدا. وحظوظ نجاح الخيارين أو أحدهما مؤكدة لأن 122 دولة تؤيد التوجه الفلسطيني الاعتراف بالدولة.

أما الخيار الثالث فهو الاعتراف بالدولة والعضوية الكاملة في المنظمة الدولية، وأبلغ عباس المسؤولين ووسائل الاعلام على حد سواء انه مع هذا الخيار على الرغم من خطر فشله، لان الانسب في رأيه أن تكون فلسطين عضوا كاملا في المنظمة الدولية لتتمكن من الدفاع عن قضيتها بحيث تصبح دولة تحت الاحتلال.

حبيب بين أن ابو مازن سيتقدم للجمعية العمومية لنيل الاعتراف بالدولة وبناء على توصية الجمعية يتم التصويت من قبل مجلس الأمن لمنحه العضوية بالمجلس كونها الآلية المتعارف عليها، موضحا انه عند الفيتو تصبح فلسطين بلدا معترفا بها إلا أنها ليست عضوا في مجلس الأمن لكنها ستتمتع بالعديد من المزايا.

من جانبه اعتقد بسيسو الذي خالفه الرأي أن ابو مازن سيلجأ لمجلس الأمن اولا وعند الفشل سيتوجه بالطلب للجمعية العامة للأمم المتحدة للوصول لدولة غير مكتملة العضوية، منوها إلى ان الهدف الحقيقي كما يريده عباس حتى لو قوبل بالفيتو تحريك المياه الراكدة من اجل استئناف المفاوضات أي أن القضية إعلامية بالدرجة الأولى.

*** كيف سيتصرف؟

وكانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت للصحفيين في إفادتها اليومية "الولايات المتحدة تعارض تحركا في نيويورك من جانب الفلسطينيين لمحاولة إقامة دولة لا يمكن إقامتها إلا من خلال المفاوضات، مؤكدة أنه إذا طرح شيء للتصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو.

وعن الخطوات التي ستتخذها السلطة في حال حدوث ذلك قال بسيسو: عباس خلال خطابه الأخير أبقى الباب مواربا لتلقي عروض أفضل كون هدفه الأول من الحديث عن التوجه لمجلس الأمن تحريك المفاوضات فهو يلعب لعبة سياسية إعلامية.

وأضاف: كان أبو مازن يعلق آمالا على الموقف الأمريكي لكن زيارة المبعوثين الأمريكيين قضى على تلك الآمال كونهما لم يحملا جديدا لذلك سيستمر في طريقه ويتقدم بطلبات متكررة للأمم المتحدة خلال الأشهر القادمة.

وبحسب حبيب فإن من الخطأ الإعلان بشكل مبكر عن خطط السلطة في التعامل مع الفيتو ،موضحا أنه من الطبيعي ان تكون السلطة وضعت في الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة .

ونوه إلى انه في حالة الفشل سيأخذ بالاعتبار من هي الدول التي صوتت لصالح القرار خاصة إذا كانت من الدول ذات التأثير على المستوى الدولي .

عدد من المحللين لم يتمكنوا من استنتاج ما سيفعله عباس لو استعملت واشنطن الفيتو لإسقاط مسعاه، فهل الفترة الفاصلة عن موعد افتتاح الدورة العادية المقبلة للأمم المتحدة قد تدفع به الى تبديل خياره أم لا؟

ويذكر أن سلاح الفيتو بين الأربعينات والخمسينات كان يستعمل للحد من دخول الدول المنظمة الدولية بهدف الحفاظ على التوازن.

واستخدمت روسيا حق النقض أكثر من خمسين مرة ضد طلبات انتساب اليابان وايطاليا والبرتغال.

وفي معظم الأحيان كانت موسكو تعقد صفقة مع واشنطن من أجل انضمام دفعات من الدول.

*** لن يتراجع

وحول إذا ما كان هناك أسباب قد تجعل الرئيس أبو مازن يتراجع عن قراره في اللحظات الأخيرة ذكر المحلل السياسي حبيب أن ذلك ممكن أن يحصل إذا توصلت اللجنة الرباعية لوقف كامل للاستيطان وتهويد القدس والاعتراف بالرابع من حزيران كحدود للدولة.

وأوضح أن التراجع عن التوجه للأمم المتحدة سيكون خطأ فادحا حتى لو حصل الاعتراف بالدولة من الرباعية لأنه سيف يجب أن يبقى مسلطا لصالح القضية الفلسطينية حتى لو عادت المفاوضات.

في حين اعتقد بسيسو أن الرئيس لن يتراجع إلا في حال الضغط الشديد من الولايات المتحدة في اللحظات الأخيرة  مستبعدا ذلك لعدم وجود عروض حقيقة من الولايات المتحدة والرباعية الدولية، لذا يجد الرئيس نفسه مضطرا للدخول في المعترك الإعلامي لتحريك المفاوضات.

البث المباشر