غزة-كمال عليان
في خضم الحراك الدبلوماسي الذي تخوضه السلطة الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة بحثا عن اعتراف "زائف" بدولة فلسطينية على حدود العام 1967، تحلّ اليوم الذكرى الـ11 لانطلاق انتفاضة الأقصى.
واندلعت انتفاضة الأقصى في الـ28 من سبتمبر 2000م، بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أريل شارون للحرم القدسي الشريف محاطا بـآلاف الجنود الصهاينة، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف أثرت الانتفاضة على السياسة الفلسطينية؟ وهل عملت الانتفاضة على حماية القضية الفلسطينية؟
مراقبون أكدوا لـ"الرسالة نت" أن الانتفاضة غيرت كثيرا من الخارطة السياسية الفلسطينية لا سيما دخول حركات المقاومة إلى الخط السياسي بكل ثقلها، مبينين أن الانتفاضة أثبتت فشل خيار التسوية والمفاوضات و فضحت زيف السلطة.
زيف السلطة
المحلل السياسي د.هاني البسوس أكد أن انتفاضة الأقصى أثرت بشكل كبير على الخارطة السياسية الفلسطينية خصوصا أنها جاءت بعد أعوام طويلة من عمليات التسوية والتفاوض مع الاحتلال.
وقال البسوس :" لقد كشفت الانتفاضة زيف كافة عمليات التسوية ولم تجلب للقضية الفلسطينية سوى مزيدا من التنازل والخضوع للاحتلال"، مبينا أنها كشفت الوجه الحقيقي للسلطة آنذاك وتفردها في اتخاذ القرار دون الرجوع للشعب الفلسطيني.
ولم يخف المحلل السياسي أن الانتفاضة كانت السبب في دخول أحزاب المقاومة والممانعة الفلسطينية مثل حركة حماس على الخط السياسي، موضحا أن الانتفاضة حمت القضية الفلسطينية من البيع والتنازل.
ويجدر الإشارة إلى أنه لم يعلن أي فصيل فلسطيني انتهاء انتفاضة الأقصى حتى هذه اللحظة، على الرغم من أن السلطة الفلسطينية كانت قد أعلنت أنها ستوقف كل مظاهر الانتفاضة في الضفة.
خيار المقاومة
ولم يكن د.البسوس يغرد خارج السرب فقد وافقه الرأي الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب الذي أكد أن الانتفاضة غيرت الخارطة السياسية في فلسطين بشكل كبير، منوها إلى قوة بعض الفصائل بتمسكها بالمقاومة وضعف أخرى لتمسكها بالمفاوضات.
وكانت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان قد أكدت أن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000 وحتى نهاية أيلول الماضي نحو (7407) شهيدًا، من بينهم (1859) طفلا تقل أعمارهم عن 18 عامًا، في حين وصل عدد الشهداء من النساء إلى(476).
بدوره قال د.ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أن الانتفاضة أثبتت أن خيار المقاومة هو الخيار الناجح والجوهري في الصراع مع الاحتلال والذي لا يمكن التنازل عنه.
وقال د.شراب :" ولكن كان للانتفاضة آثارا سلبية على السلطة آنذاك حيث خلقت إشكالية بينها وبين المقاومة التي لازالت قائمة إلى هذا الوقت".
احدى عشر عاما مضت على الانتفاضة المباركة كانت كفيلة بتغيير مسار القضية الفلسطينية بكاملها، فبعد أن كانت بأيدي من يعتقدون أن الحياة كلها مفاوضات دون أي معارضة من أحد، باتت اليوم الفصائل الفلسطينية أكثر جرأة لمواجهة هذا التهديد، بل وبات الكل يرقب اشتعالها من جديد..