وكالات-الرسالة نت
يواصل الثوار الليبيون تقدمهم عبر الضواحي الشرقية من مدينة سرت، بعد معارك عنيفة في المدينة مع كتائب العقيد معمر القذافي قتل فيها أكثر من عشرة من عناصرهم. أما على جبهة بني وليد فقد تراجع الثوار عن مواقع سبق أن سيطروا عليها، في وقت يستعدون فيه لشن هجوم نهائي على هذه المدينة.
واندلعت معارك عنيفة أمس الثلاثاء في شرق سرت، واستهدفت كتائب القذافي الثوار الليبيين بالأسلحة الثقيلة، وفق أحد الثوار.
وقال أحد قادة الثوار لأسوشيتد برس إن مقاتليه وصلوا إلى تقاطعين رئيسيين لا يبعدان سوى كيلومترين إلى الشرق من وسط سرت، وهم قادرون على السيطرة على المدينة في أي وقت يختارونه، لكنهم يرجئون ذلك حفاظا على المدنيين، مشيرا إلى أن الثوار على اتصال مع المدنيين ويعملون على تأمين ممر آمن لهم للخروج من المدينة.
وقال قائد آخر للثوار إن أكثر من عشرة من مقاتليه قتلوا أمس في معارك عن مسافة قريبة قرب فندق مهاري بشرق المدينة. وكان الثوار قد سيطروا على هذا الفندق يوم الاثنين الماضي.
وأضاف المصدر ذاته أن الثوار وكتائب القذافي خاضوا أمس "معارك شوارع وتبادلوا إطلاق النار على مسافة قريبة مستخدمين بنادق الكلاشنيكوف والقنابل اليدوية"، مشيرا إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) شن عدة ضربات على الكتائب.
وأوضح أن الخسائر في صفوف الثوار الليبيين كانت كبيرة لأن العديد منهم أتوا سيرا والعديد منهم لا يعرفون المدينة جيدا، وقد تعرضوا لإطلاق نار كثيف من كتائب القذافي. ووفق المعلومات التي لديه، وقعت معارك الثلاثاء حول ميناء سرت الذي سيطر عليه الثوار.
وبحسب أسوشيتد برس، أطلقت الكتائب عدة قذائف على الثوار الذين لا يبعدون سوى مسافة قصيرة عن مواقعهم الأمامية، ورد الثوار بإطلاق نيران كثيفة. وتستخدم الكتائب القناصة لإبعاد الثوار عن مواقعها.
وأكد ثوار آخرون أنهم عثروا على كمية ضخمة من الأسلحة مخبأة في قرية مهجورة على بعد بضعة كيلومترات جنوب سرت.
وكان الثوار قد أعلنوا في وقت سابق سيطرتهم على مطار سرت الإستراتيجي بعد معارك عنيفة مع كتائب القذافي.
ونقل عن الثوار أنهم يسيطرون الآن على جزيرة دوران في سرت والتي تربط الشرق بالغرب. وأشار مصدر عسكري من الثوار إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لهم إلى سرت، موضحا أنها تشمل مدرعات ومدافع ودبابات وقاذفات صواريخ وذخيرة من مختلف الأعيرة.
مفاوضات هدنة
في غضون ذلك, تحدثت وكالة رويترز نقلا عن تهامي الزياني قائد لواء الفاروق المتمركز خارج مدينة سرت، عن مفاوضات يجريها الثوار مع قبائل سرت للتوصل إلى هدنة.
وقال الزياني إن أحد الشيوخ -لم يعرفه بالاسم- اتصل به على هاتفه الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية وطلب هدنة. وأضاف أنه طلب ممرا آمنا لأفراد القبيلة وقوات القذافي للخروج من المدينة.
وأشار إلى أنه وافق على خروج الأسر من قبيلة القذاذفة، وأنه ما زال يتفاوض للوصول إلى اتفاق بشأن إلقاء القوات الموالية للقذافي السلاح ومغادرة المدينة. كما قال إنه لا يعرف إلى أين سيتوجه أفراد قبيلة القذافي وهم يشكلون غالبية سكان سرت بعد خروجهم من المدينة.
وعلى جبهة بني وليد على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، قال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الثوار تراجعوا عن مواقعهم بسبب كثافة النيران التي تطلقها القوات الموالية للقذافي من داخل المدينة باتجاه مواقعهم".
وأضاف أن هناك مناوشات في الوقت الحالي، والقوة التي تقاوم في الداخل تبدو كأنها قوة محترفة تجيد استخدام الأسلحة الثقيلة.
وبعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق حملة عسكرية للسيطرة على بني وليد أحد آخر معاقل القذافي، لم يحرز الثوار إلا تقدما بسيطا حيث سيطروا على أحياء تقع في بداية المدينة.
من جهته، قال أحد قادة الثوار ويدعى محمد الصديق إن مقاتليه يواجهون مقاومة شرسة، وهم يستخدمون المدفعية الثقيلة دون إرسال أي قوات في الوقت الراهن.
وسرت وبني وليد هما الهدفان الرئيسيان للثوار منذ سقوط طرابلس يوم 23 أغسطس/آب الماضي، لكنهم يواجهون فيهما مقاومة شرسة.