قائد الطوفان قائد الطوفان

مساعٍ لتثبيته ضمن أجندة اتحاد الناشرين العرب سنوياً

معرض فلسطين للكتاب.. كُتب دسمة وإقبال منقطع النظير

الرسالة نت- صابرين العابد

في عصرٍ صُنّفت فيه القراءة واقتناء الكتب على أنها "موضة قديمة"؛ نظراً لمواكبة التطور العصري في "المكاتب الإلكترونية", انتشر الفقر الثقافي بين فئة الشباب تحديداً, فارتأت وزارة الشباب والرياضة والثقافة إلى إثراء الفكر والمعرفة لدى أبناء الشعب الفلسطيني من خلال تعاونها مع اتحاد الناشرين العرب لافتتاح "معرض فلسطين الدولي للكتاب 2011" مساء الأربعاء الماضي, الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

وتعددت الأجنحة داخل المعرض الذي ضم مجموعة من الكتب في مجالات متنوعة, ومدونات, ودوريات ضمن عدة أقسام متخصصة بالكتب العامة, وأخرى بالقرطاسية, بالإضافة إلى ركن الأجهزة الإلكترونية والأطفال.

"الرسالة نت" تنقلت بين هذه الأجنحة لتنقل الصورة الحية من هناك, وتحدثت مع عدد من المهتمين بمجالات مختلفة في القراءة, والشباب المطلعين, وحتى الأطفال, الذين جاؤوا لمنتجع الشاليهات السياحي على شاطئ بحر غزة؛ لكن ليس للاستجمام هذه المرة بل للتثقّف وشراء بعض الكتب والقصص المفيدة.

وفي أولى زوايا المعرض, استأذنت "الرسالة نت" من نرمين حبيب -24 عاماً-  أن تقطع بعضاً من وقتها وهي تقلب صفحات الكتب وتتنقل بينها لمعرفة انطباعها عن المعرض والسبب الذي دفعها للمجيء إليه, فأجابت: "اهتمامي في الكتب والمجلات التي تختص بالإرشاد النفسي دفعني للمجيء لعلّي أجد الجديد منها, وها أنا أحمل بين يدي كتاب لإبراهيم الفقي وآخر لكريم الشاذلي عن تخصصي الذي أرغبه", شاكرة الوزارة القائمة على هذا المعرض مثمّنة اهتمامها بنشر الوعي الثقافي بين أبنائها وحرصها على بناء جيلٍ واعٍ.

وفي ركن رياض الأطفال, قابلنا "أم علي الحساينة" التي اصطحبت أطفالها الثلاثة لشراء القصص والمجلات المحببة لديهم, يقول علي -8سنوات- وبعيون تحمل في داخلها حب العلم والدين لـ "الرسالة نت": "جئت مع ماما لتشتري لي قصص الأنبياء وقصص ميكي ماوس", وبجانبه أخته أسيل -4سنوات- بكلماتها البسيطة تنادي على أمها: "ماما بدي هادا الكتاب".

ومن الجدير بالذكر أن ما يقارب 49 دار نشر عربية شاركت في هذا المعرض, وأن سعر الكتب من دور النشر العربية وخاصة الفلسطينية قدمت تخفيضاً يزيد عن 25%.

وفي الركن الديني وقف الشيخ أبو إبراهيم أمام كتب العلم الشرعي, معبراً عن عدم رضاه عن هذا المعرض, قائلاً لـ"الرسالة نت": "كنا نتوقع دخول نسخ أصلية من كتب دينية غير متوفرة من دور نشر خارجية كدار الكتب السعودية واللبنانية والتونسية؛ لكن للأسف لم نرَ كل شيء".

وتابع: "صحيح أن هناك تخفيض في الأسعار لكن بشكل نسبي", متمنياً دخول المزيد من الكتب الجديدة من دور نشر خارجية في الأيام المقبلة من المعرض.أما الشاب علي الباز –قادم من اليمن قبل أشهر قليلة- يصف المعرض بـ "المميز"، بعد أن كان متخوفاً من عدم تواجد الكتب التي يرغبها، قائلاً: "رغم تواضعه إلا أنني وجدت فيه العديد من الكتب المميزة".

وكان وزير الشباب والرياضة والثقافة الدكتور محمد الدهون، قد قال خلال افتتاح المعرض, "إن أكثر من 20 مؤسسة عربية تشارك في الفعاليات اليومية له"، مؤكداً وصول (250) ألف كتاب من قبل الناشرين العرب، التي سيتم عرضها بزاوية خاصة للوزارة.

من جهته؛ ثمّن أنور مطر مسئول المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان –أحد المشاركين بجناح خاص في المعرض- جهود الوزارة التي سعت لإنجاح هذا المعرض وافتتاحه بعدد كبير من الكتب ومن دور نشر مختلفة رغم ما واجهته من عراقيل.

وبخصوص الإقبال على المعرض, تمنى مطر أن تشهد الأيام المقبلة أعداداً أكبر بفعل التغطية الإعلامية الواسعة, وقال لـ"الرسالة نت": "فكرة تنظيم معرض للكتاب في منطقة محاصرة وبعد انقطاع 9 سنوات, هذا بحد ذاته كسر للحصار".

ومن جانبه؛ اعتبر سمير منصور المسئول عن مكتبة منصور، مشاركته في المعرض بالكتب المتنوعة من ثقافة وأدب ودين وروايات ومكتبة عامة وغيرها, من باب الإثراء الثقافي والعلمي لدى الشعب الفلسطيني والنهضة بمستواه للأمام.

وعن نسبة إقبال الناس للكتب بيّن أنها متوسطة, وقليل منهم من يشتري, لكنه يتمنى مزيداً من الإقبال في الأيام المتبقية, ويرجو من المسئولين عنه تنظيمه بشكل أوسع وأفضل في الأعوام المقبلة.

بدوره, أوضح سامي أبو وطفة مدير عام العمل الأهلي في وزارة الثقافة أنهم منذ عام من اليوم أجروا الترتيبات الكاملة مع اتحاد الناشرين العرب ودور النشر الأجنبية لتمدّهم بالكتب والنسخ الأصلية؛ لافتتاح المعرض في اليوم المحدد الخامس من أكتوبر 2011م.

وبيّن أبو وطفة أن التخطيط كان جارياً على أن يكون المعرض دولياً, "لكن العراقيل حالت دون ذلك ومنعت مصر دور النشر من الدخول وسمحت لوفد من اتحاد الناشرين العرب للدخول إلى غزة بدون أي كتب", وأضاف: "جرى التواصل بين دور النشر العربية ومندوبين لهم من أصحاب المكتبات, وبصعوبة افتتحنا المعرض بكمّ الكتب المتوفر".

وأفاد مدير عام العمل الأهلي في وزارة الثقافة لـ"الرسالة نت" أن آلاف من الكتب في هذا المعرض ذات إصدارات حديثة من عام 2010 و2011م, مؤكداً دخول ما يقارب 25 دار نشر الخميس من مجمل الـ40 دار نشر المشاركة, مشيراً إلى أن الاستعدادات جارية لاستقبال مزيداً من الكتب من دور النشر العربية في الأيام المقبلة.

وقال إنه سيتواجد وفد من اتحاد الناشرين العرب في غزة يوم الأحد المقبل.

وبخصوص جوانب القصور في المعرض من ناحية نقص الكتب, يأمل أبو وطفة على الأشقاء في مصر السماح بدخول دور النشر العربية وغيرها.

وفيما يتعلق بالأهداف المرجوّة من هذا المعرض, وضّح أبو وطفة أن الهدف الأول هو تثبيته –المعرض- على أجندة اتحاد الناشرين العرب ليكون معرضاً سنوياً, بالإضافة إلى ما تهدف إليه الوزارة من تعزيز الحراك الثقافي والفكري لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

وكان رئيس الوزراء إسماعيل هنية قد أكد على أن إقامة معرض للكتاب على أرض غزة يحمل رسالة للعالم مفادها "أن الحصار الذي أرادوه نقمة تحول إلى نعمة"

وبين الأصالة والتجديد تدور محاور الثقافة، فلا غنى عن الكتاب، كما لابد من مواكبة التطور الإلكتروني؛ فكلاهما يكمل الآخر مع التأكيد على أن الحضارات وبناء الأجيال لا يقوم بغير القراءة.

البث المباشر